قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يستعد للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، في العاصمة الروسية موسكو، إن "لروسيا الحق في طرح مخاوفها الأمنية".
وأضاف ماكرون في مقابلة مع صحيفة "لو جورنال دو ديمانش": "من الواضح أن الهدف الجيوسياسي لروسيا اليوم ليس أوكرانيا، وإنما توضيح قواعد التعايش مع الناتو والاتحاد الأوروبي".
وأشار ماكرون إلى أن "من حق روسيا طرح مخاوفها الأمنية"، ولكنه شدد على أنه "لا يمكن المساس بأمن وسيادة أوكرانيا وأي دولة أوروبية أخرى بأي شكل من الأشكال".
وستكون زيارة ماكرون إلى موسكو محطة مهمة في العمل الدبلوماسي، إذ قال الرئيس الفرنسي، الذي تحدث إلى بوتين عبر الهاتف ثلاث مرات في الأيام العشرة الماضية، إن "كثافة الحوار الذي أجريناه مع روسيا وهذه الزيارة إلى موسكو، كل ذلك يهدف إلى وقف حدوث تصعيد عسكري"، مضيفاً: "يجب أن نكون واقعيين للغاية. لن نحصل على مبادرات أحادية الجانب، لكن من الضروري وقف تدهور الوضع".
ونفت روسيا نيتها التخطيط لغزو أوكرانيا، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الأسبوع الماضي، إن محادثات بوتين وماكرون "ستركز على الضمانات الأمنية التي تسعى موسكو للحصول عليها من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وحلفاء غربيين آخرين".
اتصال بايدن بماكرون
أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالاً هاتفياً بماكرون، الأحد، قبيل زيارة الرئيس الفرنسي إلى موسكو للقاء بوتين.
وقال البيت الأبيض في بيان، إن بايدن ناقش مع ماكرون "العمل الدبلوماسي الجاري وجهود الردع، رداً على الحشد العسكري الروسي المستمر على حدود أوكرانيا"، مشيراً إلى أن الزعيمين أكدا "دعمهما لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".
وأضاف البيان أن بايدن وماكرون "اتفقا على أن إدارة البلدين ستبقيان على اتصال، وستواصلان التشاور مع حلفائهما وشركائهما، بمن فيهم أوكرانيا".
ويأتي اتصال ماكرون وبايدن بالتزامن مع وصول كتيبة من التعزيزات الأميركية المعلن عنها في شرق أوروبا، الأحد، إلى مطار في جنوب شرق بولندا.
وبالموازاة مع زيارة ماكرون إلى موسكو، تستقبل الولايات المتحدة المستشار الألماني أولاف شولتز الذي سيلتقي بايدن، الاثنين، في البيت الأبيض.
مخاوف أميركية
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في حديث مع شبكة "فوكس نيوز"، الأحد، إن "الولايات المتحدة تستعد لجميع السيناريوهات، ومن الممكن أن يحدث غزو روسي أعمق في أي لحظة، بما في ذلك مهاجمة القوات الروسية للعاصمة الأوكرانية كييف".
كما قال سوليفان لشبكة "إيه بي سي نيوز" إن "الهجوم يمكن أن يتخذ أشكالاً مختلفة، وقد يحدث في أقرب وقت أو يستغرق بضعة أسابيع"، مضيفاً: "وضع بوتين نفسه في موقع يسمح له بتنفيذ هجوم في أي وقت"، مشيراً إلى الانتشار العسكري الروسي على حدود أوكرانيا.
ولكن سوليفان شدد على أن الحل الدبلوماسي "لا يزال مطروحاً على الطاولة"، وقال: "نحن مستعدون إذا اختار الرئيس بوتين الاستمرار في الانخراط في الدبلوماسية، وجادون في ذلك، ولكننا مستعدون للرد بطريقة موحدة وسريعة مع حلفائنا وشركائنا إذا اختار المضي قدماً في التصعيد العسكري".
ورفضت روسيا، الأحد، التقييمات العسكرية والاستخباراتية الأميركية والأوروبية التي أشارت إلى احتمالية شنّ روسيا غزواً على أوكرانيا في غضون أيام، وسقوط ما يصل إلى 50 ألف مدني بين قتيل وجريح، مشيرة إلى أن هذا "جنون وترويع مستمر".