باريس ومدريد تريدان بعث "ميدكات".. والغاز الجزائري بديل محتمل

time reading iconدقائق القراءة - 4
محطة لتسييل الغاز في ميناء برشلونة - 25 فبراير 2022 - REUTERS
محطة لتسييل الغاز في ميناء برشلونة - 25 فبراير 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

دعت فرنسا جارتها الغربية إسبانيا لاستئناف المحادثات بشأن خط الغاز "ميدكات" الرابط بين البلدين، في خضم أزمة طاقة تشهدها القارة، تفاقمت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما تسعى دول أوروبية لزيادة واردات الغاز الجزائري.

فرنسا ماطلت لسنوات في الاستجابة لدعوات إسبانيا لإنشاء مشروع "Midcat"، قبل تخلي الطرفين عنه في عام 2019، بسبب خلافات بشأن التمويل، كما لقي المشروع معارضة من قبل المدافعين عن البيئة.

ولكن باريس أظهرت استعدادها لاستئناف المحادثات بعد قرار الاتحاد الأوروبي تخفيف الاعتماد على الغاز الروسي، في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا، بحسب "بلومبرغ".

"الوضع تغيّر"

وقال سفير فرنسا لدى مدريد جون ميشيل كازا لصحيفة "لا فانغوارديا" الإسبانية، "الوضع القائم تغيّر، لذا أصبح من الضروري مناقشة (مشروع) ميدكات. لنناقش الأمر".

ولفت السفير الفرنسي إلى أن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز قد يستغل زيارته المقبلة إلى باريس، من أجل مناقشة المشروع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ونقلت "بلومبرغ" عن وزيرة التحول الطاقي الإسبانية، تيريزا ربيرا، قولها إنه في حال تقرر بناء الأنبوب "يجب ألا يُموّل من طرف دافعي الضرائب الإسبان".

وأضافت أن بناء الخط يجب أن يتم وفق استراتيجية بعيدة المدى، تسمح باستخدامه في تدفق أنواع أخرى من الطاقة، من قبيل الهيدروجين.

الغاز الجزائري بديل محتمل

صحيفة "لا فانغوارديا" الإسبانية كشفت، في فبراير الماضي، أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" يدرس خيار إحياء مشروع "ميدكات" Midcat، لإنشاء ممر متوسطي لنقل الغاز من الجزائر إلى وسط أوروبا.

يأتي ذلك بعدما تخلت فرنسا وإسبانيا عن المشروع في عام 2019، إذ اعتبرتا أنه غير مربح، نتيجة إبدال الغاز بمصادر طاقة متجددة، علماً أن تكلفته تبلغ 3 مليارات يورو.

وأضافت الصحيفة أن "إحياء الخط لتوصيل الغاز إلى قلب أوروبا مطروح الآن على طاولات عمل دول الناتو".

وتابعت: "يبدو أن الاعتماد الكبير لألمانيا على الغاز الروسي الآن هو من نقاط الضعف الجيوستراتيجية الأساسية للاتحاد الأوروبي في مواجهة روسيا بشأن وضع أوكرانيا"، علماً أن أوروبا تستورد من موسكو 40% من احتياجاتها من الغاز سنوياً.

ولفتت في هذا الصدد إلى "بدء بحث محموم عن بدائل قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تحاول تشكيل تحالف من مصدّري الغاز الطبيعي المسال لزيادة الإمدادات إلى أوروبا.

ألمانيا تدخل على الخط

وثمة الآن 8 محطات لإعادة تحويل الغاز في شبه الجزيرة الأيبيرية قادرة على استقبال ناقلات الغاز الطبيعي المسال، 7 منها في إسبانيا وواحدة في البرتغال، علماً أن إسبانيا تشكّل 30% من إجمالي سعة تخزين الغاز المسال في أوروبا.

ويُفترض أن يضمن خط الأنابيب المقترح من إسبانيا إلى ألمانيا ضخّ ما لا يقلّ عن 7 مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً.

وبعد 3 سنوات من التخلي عن مشروع "ميدكات"، يمكن الآن مراجعة هذا القرار وتوصيل أضخم مصنع لإعادة تحويل الغاز في أوروبا، في ميناء برشلونة، مباشرة بخط الأنابيب المخطط له.

وأوردت "لا فانغوارديا" أن "ألمانيا تبحث الآن باهتمام في هذا المشروع، إذ تحتاج إلى خيارات إمداد بديلة" للغاز الروسي.

تصنيفات