
رفضت إثيوبيا دعوات وجّهتها إليها الولايات المتحدة، بسحب قوات عسكرية أجنبية من إقليم تيغراي، الذي شهد معارك عنيفة، ويعاني سكانه أزمة معيشية طاحنة.
وذكر بيان أصدرته وزارة الخارجية الإثيوبية: "يجب أن يكون واضحاً أن هذه الأمور هي مسؤولية الحكومة الإثيوبية وحدها. لدى الحكومة الإثيوبية، مثل أي حكومة لدولة ذات سيادة، مبادئ تنظيمية مختلفة في هياكلها الفيدرالية والإقليمية، التي تكون مسؤولة فقط أمام الشعب الإثيوبي"، وشدد على وجوب ألا تحاول أي دولة أجنبية "إملاء رأيها في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة".
جاء بيان الوزارة بعدما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة "تشعر بقلق بالغ إزاء الفظائع المُبلّغ عنها، وتدهور الوضع العام" في تيغراي، حسبما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
وأضاف: "ندين بشدة عمليات القتل والترحيل القسري والتهجير، والاعتداءات الجنسية، وانتهاكات جسيمة أخرى لحقوق الإنسان، وانتهاكات ارتكبتها عدة أطراف، وأبلغت عنها منظمات متعددة في تيغراي، نحن أيضاً قلقون جداً من تفاقم الأزمة الإنسانية في الإقليم".
وشدد بلينكن، على وجوب محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، داعياً إلى إجراء تحقيق دولي مستقلّ في التقارير المتصلة بانتهاكات حقوق الإنسان.
"مساعدة منقذة للحياة"
وطالبت الولايات المتحدة بانسحاب فوري لقوات إريتريا المجاورة، وأخرى من إقليم أمهرة الإثيوبي المتاخمة لتيغراي. كما دعت الحكومة الإثيوبية إلى وقف كل الأعمال العدائية في تيغراي، والسماح بـ"توصيل المساعدة من دون عوائق" إلى سكان الإقليم.
وأعلن بلينكن أن "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" ستنشر فريق مساعدة لحالات الكوارث، لتقديم "مساعدة منقذة للحياة".
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى قلق متزايد بشأن مصير 6 ملايين فرد مقيمين في تيغراي، مشيرة إلى معلومات تفيد بأن قتالاً عنيفاً لا يزال مستمراً، بين القوات الإثيوبية، والمتحالفة معها، وداعمي قادة تيغراي، الفارين الآن والذين كانوا يهيمنون على الحكم في إثيوبيا، في إطار "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، قبل تولّي آبي أحمد رئاسة الوزراء عام 2018.
وذكرت الوكالة، أن أحداً لا يعرف عدد المدنيين الذين قُتلوا في المعارك، علماً بأنها قدّرتهم بالآلاف. وتابعت أن مسؤولين إنسانيين حذروا من أن عدداً متزايداً من الناس، قد يموتون جوعاً في تيغراي.
ونشرت الوكالة، و"منظمة العفو الدولية"، تقارير تفصّل "فظائع" ارتكبتها القوات الإثيوبية، والمتحالفة معها، ضد سكان تيغراي.
"تطهير عرقي"
كانت صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت تقريراً سرياً أعدّته الإدارة الأميركية، أفاد بأن مسؤولين إثيوبيين ومسلحين من فصائل حليفة في إقليم أمهرة، يقودون "حملة ممنهجة للتطهير العرقي" في تيغراي.
وأشار التقرير، إلى منازل منهوبة وقرى مهجورة، حيث يُواجه عشرات الآلاف من الأشخاص مصيراً مجهولاً. وأضاف أن "قرى بأكملها تضرّرت بشدة، أو تم محوها تماماً من الأرض".
وذكرت الصحيفة، أن تقريراً ثانياً أعدّته "منظمة العفو الدولية" أفاد بأن جنوداً من إريتريا "قتلوا بشكل ممنهج، مئات المدنيين في تيغراي في مدينة أكسوم، طيلة 10 أيام في نوفمبر الماضي، وأطلقوا النار على بعضهم في الشوارع".