قال موقع "أكسيوس" إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، يعتزم عقد قمة رباعية افتراضية مع 3 قادة آسيويين خلال هذا الشهر، في إطار الجهود المبذولة "للتصدي لنفوذ الصين".
ونقل الموقع الأميركي عن مصادر مطلعة (لم يُسمها) قولها، إن بايدن يخطط للقاء قادة اليابان وأستراليا والهند هذا الشهر، في قمة افتراضية لما يسمّى التحالف "الرباعي" (كواد).
وأشار الموقع إلى أنه من خلال إدراج اجتماع "المجموعة الرباعية" على أجندة الرئيس، يشير البيت الأبيض إلى أهمية الشراكات والتحالفات لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وكان بايدن تحدث مع كل زعيم من الثلاثة على حدة، لكن جمعهم معاً، يُعطي دفعة مبكرة للمجموعة الناشئة، التي اقترح البعض أنها يمكن أن تتحول إلى نسخة آسيوية من حلف شمال الأطلسي (الناتو).
والشهر الماضي حضر وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن قمة افتراضية لوزراء خارجية "الرباعية".
ووجه الوزراء انتقادات مبطنة للصين، من خلال التعهد "بالتصدي بقوة للمحاولات الأحادية والقوية لتغيير الوضع الراهن في نطاق بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي".
"الحوار الرباعي"
ولفت الموقع إلى أن "الحوار الرباعي"، وهو حوار أمني بين أربعة من أكبر الديمقراطيات في المنطقة، أطلق لأول مرة في عام 2007. وتعود الفكرة إلى رئيس وزراء اليابان، السابق شينزو آبي الذي كان متحمساً لإيجاد شركاء من أجل إقامة توازن مع الصين الصاعدة بقوة.
ولكن التحالف فقد بريقه بسرعة، وذلك يُعزى جزئياً إلى أن أستراليا والهند كانتا مترددتين في اتخاذ أي إجراء من شأنه إثارة استعداء الصين؛ إلا أن صيغة "الرباعي" توسّعت في السنوات الأخيرة مع تدهور علاقات البلدين مع بكين.
وتبنت إدارة الرئيس الأميركي، السابق دونالد ترمب، "الحوار الرباعي"، إذ كانت الدول الأربع تشعر باطمئنان أكبر في تنسيق مواقفها الأمنية، وبقلق أعمق إزاء صعود الصين.
وقبل شهر واحد من انتخابات الرئاسة عام 2020، توجه وزير الخارجية آنذاك مايك بومبيو لحضور قمة في كوريا الجنوبية، لانتقاد "استغلال الصين وفسادها وتدابيرها القسرية".
وكان الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، تبنى ما يعرف بـ"المحور نحو آسيا"، مكملاً تركيز الولايات المتحدة التقليدي على التحالفات الأوروبية، بتحالفات جديدة في منطقة المحيط الهادئ.
وتبنى ترمب الحوار "الرباعي" بعد انسحابه من اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ التي أبرمها سلفه.
والوقت الراهن يمضي الرئيس بايدن قدماً في هذه السياسة. وبعد أن تحدث مع رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي في فبراير الماضي، قال البيت الأبيض إن الزعيمين سيعملان من أجل "هيكل إقليمي أقوى من خلال (المجموعة) الرباعية".
مناورات بحرية
وأجرت دول "الرباعية" أربع مناورات بحرية في نوفمبر في خليج البنغال وبحر العرب، حيث شاركت أستراليا للمرة الأولى منذ أكثر من عقد.
وكانت صحيفة "غلوبال تايمز" الرسمية الصينية، حذرت بايدن في وقت سابق هذا الشهر من أن تجديد التحالف الرباعي سيكون "خطأ استراتيجياً فادحاً"، وقد يؤدي إلى "مواجهة استراتيجية خطيرة" مع بكين.
وحمل تعليق أحد الخبراء في تقرير الصحيفة تحذيراً خاصاً للهند التي تملك القدرة على إنهاء صيغة "الرباعية" وفق المحلل، مع نصيحة بألا تربط نيودلهي نفسها "بشكل كامل بعربة الولايات المتحدة المناهضة للصين".