قبل شهرين من الانتخابات.. إسرائيل تبحث عن مخرج بتحالفات اليمين واليسار

time reading iconدقائق القراءة - 11
رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء الحالي يائير لبيد يحضران اجتماعاً للحكومة في القدس. 7 أكتوبر 2014  - REUTERS
رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء الحالي يائير لبيد يحضران اجتماعاً للحكومة في القدس. 7 أكتوبر 2014 - REUTERS
دبي- محمد البحيري

تشهد الساحة السياسية في إسرائيل حالة من النشاط في مختلف الاتجاهات، عبر تحالفات وانشقاقات في اليمين واليسار، في محاولة لتحقيق نتيجة حاسمة في الانتخابات المقررة بعد نحو شهرين في مطلع نوفمبر، لإنهاء حالة الجمود السياسي المسيطرة على إسرائيل منذ فترة طويلة.

كشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن انتخابات الكنيست الذي يحمل رقم 25 بتاريخ إسرائيل، والمقرر إجراؤها في نوفمبر، سوف تسفر عن استمرار حالة عدم الحسم بين اليمين واليسار في الساحة السياسية، ولن يحصل أي منهما على النصاب اللازم من مقاعد البرلمان لتشكيل الحكومة، وهو 61 مقعداً من إجمالي 120.

وتشير النتائج إلى حصول كتلة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو على 59 مقعداً مقابل 56 لكتلة رئيس الوزراء الحالي يائير لبيد، فيما تظل 5 مقاعد بيد القائمة العربية المشتركة.

وجاءت نتائج الاستطلاع لتبين أن حزب الليكود برئاسة زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو سيحصل على 33 مقعداً، فيما حصل حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل) بقيادة يائير لبيد على 24 مقعداً.

 وحصل حزب "الصهيونية الدينية" بعد الاتحاد مع "عظمة يهودية" على 13 مقعداً، وهو الرقم نفسه الذي حصل عليه "المعسكر الرسمي" بقيادة وزير الدفاع بيني جانتس.

أما حزب "شاس" فحصل على 8 مقاعد، مقابل 6 للقائمة العربية المشتركة، و6 أيضاً لـ"يهودية التوراة".

ونال حزب "إسرائيل بيتنا" بقيادة وزير المالية أفيجدور ليبرمان على 5 مقاعد، ليكون متساوياً بذلك مع حزبي العمل وميرتس اليساريين.

وحصلت القائمة العربية الموحدة على 4 مقاعد فقط، فيما لم يتمكن "الروح الصهيونية" و"الحزب الاقتصادي" من الوصول إلى الأصوات الكافية لدخول الكنيست.

وإذا كان هذا هو رأي الشارع، فما هو وضع الأحزاب الإسرائيلية الآن؟ وماذا تفعل؟

الليكود

ينشغل رئيس الليكود بنيامين نتنياهو هذه الأيام بتوحيد الكتل في المعسكر اليميني، وقد نجح في توحيد قوى حزب "عوتسما يهوديت" (عظمة يهودية)، الذي يتزعمه إيتمار بن غفير، مع حزب "الصهيونية المتدينة" بزعامة بتسلئيل سموتريتش، وهي خطوة تضمن حصول الحزبين على النسبة الحاسمة اللازمة لدخول الكنيست، وهو ما يصب في مصلحة نتنياهو وكتلته اليمينية، ليفوز بدعم نوابهما عند تشكيل الحكومة.

ويعمل نتنياهو الآن على تحقيق الاتحاد بين حزبي "أجودات يسرائيل" (اتحاد إسرائيل) و"ديجل هتوراه" (علم التوراة)، وكلاهما حزب لليهود الحريديم أي المتدينين اليهود الأصوليين، لكن قادة الحزب الأخير طالبوا نتنياهو بعدم التدخل في الأمر لأن الحديث يجري عن خلاف أيديولوجي بين الحزبين.

وهناك انزعاج داخل الليكود من أن حزب "نوعم" الديني القومي، الذي يتبنى الأيديولوجية الصهيونية الدينية المحافظة، يسعى لخوض الانتخابات منفرداً.

 أما على صعيد الحملة الانتخابية، فتركز الحملة على غلاء المعيشة والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانيها الإسرائيليون، فضلاً عن السعي لإقناع أنصار الليكود بالخروج من البيوت للتصويت، بعد أن أظهر تحليل أجراه الحزب أن كثيرين من أنصاره لم يصوتوا في الانتخابات السابقة.

"هناك مستقبل"

يسعى حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل)، الذي يتزعمه يائير لبيد إلى تضييق الهوة مع حزب الليكود وتوسيعها مع الأحزاب الأخرى، كي يكون لبيد هو الأقرب لتشكيل الحكومة المقبلة.

ويسعى لبيد أيضاً إلى تحقيق الاتحاد بين حزبي اليسار "ميرتس" و"العمل"، لأنه يعلم أنهما في معسكره وسيستفيد بمقاعدهما في الكنيست.

 ويعمل حزب "يش عتيد" على إخراج جميع أنواع القوائم الصغيرة من سباق الانتخابات حتى لا تحرق أصوات اليسار والوسط، مثل حزب "الشباب المحترق"، بقيادة حدار مختار، و"الحزب الاقتصادي" بزعامة يارون زليخا، و"إسرائيل الحرة والديمقراطية" بزعامة إيلي أفيدار.

أما الحملة الانتخابية للحزب، فتقوم على تأكيد كون لبيد هو رئيس الوزراء القادر على توحيد إسرائيل، لإظهار أنه يمثل جميع طوائف المجتمع التي كان نتنياهو يستبعد بعضها. 

وتتوقع صحيفة "يسرائيل هايوم" أن تكون حملة "هناك مستقبل" أكثر هجومية والتركيز على الخوف من السلبية، على غرار: "هل ترغب في حكومة يكون سموتريتش وزيراً للتعليم فيها؟.

كما يعملون على عدم الاجتماع بأعضاء القائمة العربية المشتركة مع الحفاظ على قناة اتصال معهم للفوز بترشيحها لتشكيل الحكومة بعد الانتخابات.

الصهيونية الدينية - عظمة يهودية

بعد الاتحاد بين إيتمار بن غفير (عظمة يهودية) وبتسلئيل سموتريتش (الصهيونية الدينية)، قرر الاثنان تنحية جميع الخلافات السابقة جانباً، وتحديد هدف الحصول على ثالث أكبر عدد من المقاعد. وقررا العمل على حملة لها رئيسان، فيقود بن غفير حملة منفصلة للضواحي والجمهور التقليدي والناخبين الشباب، حيث تظهر الدراسات الداخلية للحزب أن بن غفير علامة تجارية بين الشباب، ومعظمهم لم يخرج للتصويت في المرات السابقة.

أما سموتريش، فسيركز على حملة أكثر توجهاً نحو الصهيونية الدينية من جميع جوانبها، لكن التحدي الأكبر أمامهما يتمثل في منع نتنياهو من اختطاف المقاعد في اللحظات الأخيرة من الانتخابات، إضافة إلى جلب ناخبي "الصهيونية الدينية" المعتدلين الذين يتمركزون الآن مع إيليت شاكيد في حزبها "الروح الصهيونية".

المعسكر الرسمي

هذا التحالف الذي يضم وزير الدفاع بيني جانتس ووزير العدل جدعون ساعر ورئيس الأركان السابق جادي آيزنكوت لا يزال يطمع في الحصول على الكثير.

 وتقول "يسرائيل هايوم" إن جانتس يعمل على منع تسرب الأصوات إلى حزب لبيد وإقناع الناخبين بأنه يستطيع تشكيل حكومة تجمع بين مختلف الأحزاب دون إقصاء.

يضاف إلى ذلك العمل على استقطاب الجمهور من القطاع الديني القومي لجلب أصوات من شاكيد ونتنياهو.

"يهودية التوراة"

لا تزال الخلافات والمشاجرات قائمة بين حزبي "ديجل هتوراة" و"أجودات يسرائيل" اللذين يجمعهما تحالف "يهودية التوراة"، ويهدد كل منهما بخوض الانتخابات مستقلاً، والسبب الرسمي لذلك هو الصراع الأيديولوجي حول مسألة التعليم.

وفي الوقت نفسه، يقاتل "ديجل هتوراة" من أجل قيادة القائمة المشتركة مع "اجودات يسرائيل" والاحتفاظ بأماكن متقدمة في القائمة بدعوى أنه الأقوى في القطاع الحريدي. 

ومع ذلك، هناك اعتقاد بأن الأزمة ستحل في النهاية وأنهما سيعملان معاً.

شاس

تركز حملة "شاس" على الجمهور التقليدي والنواة الصلبة الأقل تشدداً، والطبقات الضعيفة التي تعجز عن تدبير نفقاتها حتى نهاية الشهر بسبب غلاء المعيشة.

ويخشى الحزب من أن تؤثر استقالة الحاخام شالوم كوهين في عدد المقاعد المنتظرة في الانتخابات، فضلاً عن الخوف من فقدان مقاعد لمصلحة بن غفير وزملائه.

الأحزاب العربية

في القائمة المشتركة، هناك صراعات على السلطة بين أحمد الطيبي وأيمن عودة وحزب التجمع، الذي لديه نائب واحد فقط في الكنيست، ويريد المزيد من الأماكن المتقدمة في القائمة المشتركة، ويهدد بأنه إذا لم يلتزم طيبي وعوده باختيار أحد لتشكيل الحكومة، والاكتفاء بامتناعهما عن التصويت، فسوف يخرج من القائمة ليخوض الانتخابات منفصلاً عنهما.

وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" أن المفاوضات بين الأحزاب التي تشكل القائمة العربية المشتركة مع حزب التجمع وصلت إلى طريق مسدود، مشيرة إلى أن ذلك بسبب الخلافات حول توصية مرشح لرئاسة الوزراء.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في القائمة المشتركة قوله: "لا نرى رغبة من أعضاء حزب التجمع في الاستمرار داخل القائمة، ويبدو أننا سنخوض انتخابات الكنيست المقبلة بدونهم".

من ناحية أخرى، نجح منصور عباس في وضع قائمة أكثر انسجاما مع مواقفه - في حين اعتبر وليد طه ومازن غنايم آخر مرة معارضين له، والآن في المركز الثالث هو زعيم الفصيل، ممثل النقب المقرب من عباس. 

وهذه المرة لن تكون القائمة العربية الموحدة كافية للمعسكر المعارض لنتنياهو لتشكيل حكومة، وسيجب عليهم الاعتماد على القائمة العربية المشتركة من الخارج، ليصعد أحمد الطيبي وأيمن عودة إلى مقدمة المسرح السياسي في إسرائيل.

حزب "العمل"

رئيسة حزب "العمل" ميراف ميخائيلي وجدت نفسها في موقف صعب. وبدلاً من إطلاق حملة الحزب، اضطرت إلى مواجهة حملة من لبيد لدفعها إلى الاتحاد مع ميرتس، ما أدى إلى تآكل حزبها في الاستطلاعات وإثارة معارك في كتلة التغيير.

وسيكون التحدي الذي يواجه ميخائيلي هو التأكيد على تمييز الحزب عن ميرتس وأن يكون أكثر جذباً من حزبي لبيد وجانتس.

"ميرتس"

يركز حزب "ميرتس" اليساري في حملته على الجانب الأيديولوجي وقضية المساواة، فضلاً عن التعبير عن خيبة الأمل من حزب العمل، بل ويحاول حتى استفزاز ناخبي "هناك مستقبل".

والتحدي الرئيسي الذي يواجه ميرتس هو تمييز نفسه عن حزب العمل، وجلب ناخبين من الوسط العربي، والسعي لمنع تسريب الأصوات إلى حزب لبيد.

"إسرائيل بيتنا"

من المتوقع أن يقوم حزب "إسرائيل بيتنا" بإجراء تغييرات على قائمة المرشحين، لكن يبدو أنها لن تكون تغييرات جذرية، بحسب صحيفة "يسرائيل هايوم". 

والتحدي الذي يواجهه رئيس الحزب أفيجدور ليبرمان يكمن في منصبه كوزير للمالية خلال فترة يعاني فيها الإسرائيليون من غلاء المعيشة، وهو ما يجعله هدفاً لكل حزب يريد انتقاد غلاء المعيشة والقائمين عليها في الحكومة الإسرائيلية.

ولذلك يحرص ليبرمان على مواصلة الهجوم على نتنياهو عبر كل منصة ممكنة، إلى جانب إنكار إمكانية التعاون مع الحريديم.

ورغم أن الاستطلاعات تمنح حزب ليبرمان 5 مقاعد، لكنه لا يشعر بالقلق من ذلك، ويقول إن من الصعب استطلاع آراء مؤيدي الحزب، لأنهم في النهاية يحصلون دائماً على المزيد في صناديق الاقتراع.

"الروح الصهيونية"

وجدت إيليت شاكيد، رئيسة حزب" الروح الصهيونية"، نفسها في فخ معقد، حيث يميل الناس إلى عدم التصويت لأحزاب لا تتجاوز نسبة الاقتراع في الاستطلاعات حتى لو كانت تؤيدها، كي لا يضيع صوتها هباء. وتحاول شاكيد اكتساب القوة بشكل رئيسي بين أنصار "الصهيونية الدينية"، الذين لا يريدون التصويت لسموتريتش وبن غفير أو لليكود. 

وتواجه شاكيد صراعاً مزدوجاً، حيث تعمل كتلة نتنياهو ضدها وتتهمها بأنها ستذهب في النهاية مع اليسار، ويعمل "المعسكر الرسمي" على أنصار شاكيد الذين انسلخوا عن اليمين بسبب نتنياهو، عبر اتهام شاكيد بأنها ستذهب في النهاية مع نتنياهو. 

وتجري شاكيد مفاوضات مع "البيت اليهودي"، لكن ليس من المؤكد ما إذا كان مثل هذا التحالف سيساعدها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات