
تناقش الولايات المتحدة وأوكرانيا ما إذا كانت واشنطن ستزود كييف بأسلحة متطورة كأنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" ومقاتلات "إف - 16"، ومسيّرات "جراي إيجل"، التي يمكن أن تقلب الموازين في ساحة المعركة، رغم عدم المطالبة بها بشكل علني.
ونقلت مجلة "بوليتيكو" الأميركية، عن مستشاري الحكومة الأوكرانية ومسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية، السبت، قولهم إن كييف توقفت عن المطالبة علناً بأسلحة أميركية متطورة، لكن خلف الكواليس، لم يتوقف الدفع بالأسلحة التي يمكن أن تغير مجرى الحرب.
وبعد أشهر من الغزو الروسي الشامل الذي بدأ في فبراير، طلب القادة الأوكرانيون أنظمة "باتريوت" وغيرها من التقنيات المتطورة، ووضعوها على رأس قوائم الرغبات المرسلة إلى واشنطن، إلا أن الأسلحة الباهظة الثمن تم استبعادها من القائمة الأخيرة للأسلحة الضرورية، وتمسكت كييف بطلب المزيد من قذائف المدفعية والصواريخ لقاذفات "هيمارس" الأميركية.
ووفقاً لثلاثة مصادر أميركية وأشخاص على اتصال بالحكومة الأوكرانية، تتواصل المحادثات ولكن على مستوى منخفض بشأن حصول كييف على طائرات "إف –16" ومسيرات "جراي إيجل".
مخاوف وأولويات
وفي الأسابيع الأخيرة، قاد مستشارو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولون أميركيون، حملة للتخفيف من حدة التوتر، فيما قدمت الإدارة الأميركية "نصائح ودية"، حضت كييف على "التركيز بشكل أكبر على ما تحتاجه لإخراج القوات الروسية من مواقع في شرق وجنوب أوكرانيا".
جاء ذلك التغيير، مع تزايد قلق المستشارين من أن طلبات الأسلحة المتطورة كانت تشتت الانتباه عن احتياجات ساحة المعركة الأكثر إلحاحاً في كييف، إذ لم تكن المخاوف تتمحور فقط على استفزاز موسكو بتلك الأسلحة، ولكن أيضاً تتعلق بأمور تقنية مثل تكاليف الصيانة المعقدة للأسلحة.
وألقت المجلة الضوء على مشكلة تحديد الأولويات بالنسبة لواشنطن، إذ إن حلفاءها في حلف شمال الأطلسي "ناتو" يريدون هذه الأنظمة أيضاً، خصوصاً مع تخلي دول أوروبا الشرقية عن طائراتها الروسية القديمة وطائرات الحقبة السوفييتية، في وقت تتطلع فيه الولايات المتحدة إلى بدء بيع أو تمويل طائرات "إف - 16" للدفاع عن نفسها.
وقال أحد أعضاء الكونجرس المطلعين على المناقشات، لم تذكر المجلة اسمه، إن "بعض هذه الأنظمة الأكثر تعقيداً، من المحتمل أن تصل بعد انتهاء الصراع".
وأضاف: "أما بالنسبة لطلب بطاريات صواريخ باتريوت، فقد وافقت الولايات المتحدة على تمويل بيع النظام الوطني المتقدم للصواريخ أرض-جو لأوكرانيا"، محذراً من أن قدرة أوكرانيا التدريبية على كلا النظامين واستخدامهما في وقت واحد "ستكون محدودة".
وفي حين حققت أوكرانيا تقدماً أخيراً، فإن الحرب لا تبدو أنها ستنتهي قريباً، خصوصاً مع عدم انخراط كييف والكرملين في محادثات لإنهاء الصراع، ولم يُظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي علامة على التراجع عن موقفه.
ومع استمرار القتال المدفعي والدروع الثقيل في الشرق والجنوب، تستمر الصواريخ الباليستية الروسية في استهداف البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، ما يؤكد الحاجة إلى أنظمة دفاع جوي أكثر حداثة من أنظمة "إس- 300" الروسية الصنع.
أنظمة "باتريوت".. تعزيز كبير
ولفتت المجلة الأميركية إلى مواصلة المسؤولين الأميركيين مناقشة ما إذا كانوا سيرسلون صواريخ "باتريوت" إلى أوكرانيا كجزء من استراتيجية طويلة الأجل، إذ إن المناقشات بشأن إرسال النظام لا تزال في مراحلها الأولى في وزارة الدفاع، فيما سيكون القرار النهائي بيد الرئيس جو بايدن.
وفي هذا الصدد، قال توم كاراكو، الزميل البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن نظام "باتريوت" سيعزز من قدرة الأوكرانيين بشكل كبير.
وأضاف: "إنه سلاح دفاعي سيجعل الطيارين الروس يفكرون مرتين قبل مهاجمة القوات الأوكرانية. مقارنة بأصول الدفاع الجوي في أوكرانيا، فإن نظام باتريوت يعد أحدث وأطول مدى، ما يوفر لكييف قدرة جديدة حاسمة ضد الهجمات الروسية".
ونظام "باتريوت" متطور ومتعدد المهام مصمم لإسقاط الطائرات ذات الأجنحة الثابتة أو الصواريخ الباليستية أو صواريخ "كروز"، وإضافة إلى الولايات المتحدة، هناك 17 دولة تقوم بتشغيل النظام، بما في ذلك رومانيا وبولندا.
وكان مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية، قال أخيراً إن الوزارة "ليس لديها إعلانات جديدة لإصدارها في هذا الوقت، في ما يتعلق بإرسال صواريخ باتريوت وأسلحة جديدة أخرى إلى أوكرانيا".
وأضاف الكولونيل جارون جارون: "بشكل عام، نحن نعمل على مدار الساعة لتلبية طلبات المساعدة الأمنية ذات الأولوية لأوكرانيا، وتسليم الأسلحة من المخزونات الأميركية عندما تكون متاحة".