العراق عن أزمة مهاجريه في ليتوانيا: غُرر بهم

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين - AFP
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين - AFP
دبي - الشرق

أكد العراق، السبت، أن "المهاجرين العراقيين عبر الأراضي الليتوانية تعرضوا لعملية خداع كبرى، وأعرب عن رفضه "استخدام أبنائه في صراعات دولية هم بعيدون عنها كل البعد"، بحسب القائم بالأعمال المؤقت لدى العاصمة البولندية وارسو، الوزير المفوّض حسين منصور الصافي.

وقال الصافي خلال لقاء رسمي عبر تقنية الفيديو ترأسه رئيس جمهورية ليتوانيا كيتاناس ناوسيدا، ونظمته دائرة البروتوكول الدبلوماسي في وزارة الخارجية الليتوانية، وبمشاركة قائد حرس الحدود الليتواني وسفراء وممثلي دول العراق، وتركيا، وأفغانستان، والكونغو: "المهاجرين العراقيين مغرر بهم، وهم يستحقون الرعاية"، ولفت إلى "الوضع الصعب الذي تعيش به بعض العوائل في المخيمات"، وفق بيان لوزارة الخارجية العراقية نشرته وكالة الأنباء العراقية (واع).

وسجلت ليتوانيا، إحدى دول البلطيق والعضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، منذ بداية العام الجاري، وصول أكثر من 2000 مهاجر جديد معظمهم من العراق، عبروا الحدود مع بيلاروسيا بشكل غير قانوني.

وتشتبه السلطات الليتوانية بأن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو يشجع المهاجرين على عبور الحدود بشكل غير قانوني كرد انتقامي على عقوبات مشددة فرضت على نظامه، فيما نفى لوكاشنكو هذه الاتهامات، وأصر بدلاً من ذلك على أن ليتوانيا هي التي تسببت في تدفق المهاجرين بعدما أعلنت في يوليو الماضي أنها ستعجّل في عملية مراجعة طلبات اللجوء 10 أيام.

"عملية خداع كبرى"

وأضاف الوزير المفوض حسين منصور الصافي، أن المهاجرين العراقيين "تعرضوا لعملية خداع كبرى من قبل مافيات التهريب كلفتهم أموالاً كبيرة، واستخدمتهم أداةً في صراع سياسي لا ذنب لهم فيه"، مشيراً إلى اهتمام "الحكومة العراقية بالاستماع إلى مزيد من المقترحات من الجانب الليتواني بخصوص حل مشكلة المهاجرين، وما يمكن أن تقدمه الحكومة الليتوانية لتشجيعهم على العودة الطوعية".

وذكرت وزارة الخارجية العراقية في بيانها، أن رئيس جمهورية ليتوانيا كيتاناس ناوسيدا ثمّن "تعاطي العراق وتعاونه في قضية المهاجرين غير الشرعيين الذين يتدفقون عبر حدود بلاده مع بيلاروسيا، مشيداً بـ"الخطوات الجادة التي اتخذتها للسيطرة على تزايد أعدادهم".

وأكد رئيس جمهورية ليتوانيا أن "بلاده تحترم قواعد القانون الدولي الإنساني التي تؤكد احترام حقوق الإنسان، لكنها تحتفظ بحقها في حماية حدودها وسيادتها الإقليمية في حال تهديد أمنها القومي، وأمن الاتحاد الأوروبي الذي تنتمي إليه".

"سلاح سياسي"

وأعلنت وزارة الخارجية العراقية، مطلع أغسطس الجاري، إيقاف السفر مؤقتاً إلى بيلاروسيا مع استمرار رحلات العودة منها إلى بغداد، بعد محادثات أجرتها مع الاتحاد الأوروبي، على خلفية اتهام بيلاروسيا باستخدام المهاجرين غير الشرعيين، ومعظمهم من العراقيين كـ"سلاح سياسي" في مواجهة عقوبات بروكسل المفروضة على مينسك.

وقالت الخارجية العراقية في بيان: "نتابع باهتمام موضوع المهاجرين العراقيين وما يتفرع عنه من مخاطر كانت ولا تزال هدفاً لشبكات التهريب والاتجار بالبشر، بنحو قد يتسبب في حدوث عواقب على أمن الأفراد وحياتهم".

ونقل البيان عن وزير الخارجية فؤاد حسين تأكيده أن "القوانين العراقية تكفل حرية السفر للمواطن العراقي، إلا أن الاتجار بالبشر ومخاطر توسع شبكات التهريب وانعكاس ذلك على أمن المسافرين العراقيين، يُصنَّف من الأعمال الإجرامية".

وأفاد البيان بأن حسين تلقى عدة اتصالات من جوزيب بوريل الممثل الأعلى للسياسة والأمن في الاتحاد الأوروبي، وغابريليوس لاندسبيرغيس وزير خارجية ليتوانيا، وإدغار رينكيفيتش وزير خارجية لاتفيا لبحث قضية المهاجرين العراقيين.

الرأي العام العراقي

وسيطرت قضية المهاجرين العراقيين على الرأي العام في العراق، بعد انتشار مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي توضح معاناة المهاجرين العالقين على الحدود في العراء، وسط طقس شديد البرودة.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، الأربعاء، أن بلاده أعادت 370 عراقياً كانوا عالقين على الحدود بين بيلاروسيا وليتوانيا، على متن رحلتين، خلال اليومين الماضيين، مشيراً إلى أن رحلات إضافية ستسيّر لإعادة العراقيين الباقين.