مصر والجامعة العربية تعلنان دعم لبنان لتشكيل "حكومة إنقاذ"

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس جهاز المخابرات العامة عباس كامل، القاهرة 3 فبراير 2021 - الصفحة الرسمية للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية على فيسبوك
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس جهاز المخابرات العامة عباس كامل، القاهرة 3 فبراير 2021 - الصفحة الرسمية للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية على فيسبوك
القاهرة-الشرق

غادر رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري مطار القاهرة الدولي، الأربعاء، على متن طائرة خاصة، بعد زيارة إلى القاهرة استمرت ساعات، التقى خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية، بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل. 

وأكد السيسي خلال اللقاء أن "مصر حريصة على دعم لبنان والحفاظ على قدرة الدولة اللبنانية في المقام الأول، وإخراجها من الحالة التي تعانيها حالياً"، داعياً إلى "قيام جميع القادة اللبنانيين بإعلاء المصلحة الوطنية، وتسوية الخلافات، وتسريع جهود تشكيل حكومة مستقلة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة، وصون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني". 

وشدد السيسي على "استعداد القاهرة لتقديم جميع أوجه الدعم والمساعدة لتجاوز الأزمات التي يواجهها لبنان، لا سيما التداعيات التي خلّفها كل من حادث انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي، وجائحة فيروس كورونا". 

من جهته، أعرب الحريري عن تقدير "الجهد المصري في دعم لبنان في كل المجالات، من خلال تقديم جميع أشكال العون والمساعدات في أعقاب تداعيات حادث مرفأ بيروت"، مشيداً بدور القاهرة "كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار في لبنان والمنطقة العربية ككل".

وأشاد الحريري بجهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الصُعد، في ظل استمرار التحديات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني على المستويات السياسية والاقتصادية والإنسانية.

وتناول اللقاء استعراض مجمل المشهد السياسي اللبناني، بالإضافة إلى مناقشة تطورات أبرز الأوضاع الإقليمية، وسبل تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين.

أبو الغيط يطالب بتنحية الخلافات

والتقى الحريري في القاهرة أيضاً الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي ناشد الأطياف السياسية في لبنان "تنحية الخلافات ومنطق المحاصصة الضيق جانباً، وإعلاء مصلحة الوطن وتقديم المواءمات اللازمة" لإنجاح جهود الحريري في تشكيل حكومة متخصصين، تكون مهمتها إنقاذية في المقام الأول، بما يمهد الطريق أمام أصدقاء لبنان في المجتمعين العربي والدولي لتقديم الدعم الضروري لانتشال البلد من أزمته. 

وأكد أبو الغيط، خلال استقباله الحريري في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، وقوف الجامعة إلى جانب لبنان، في ضوء ما يواجهه الشعب اللبناني من معاناة غير مسبوقة جراء حالة الشلل السياسي والتدهور الاقتصادي التي يعانيه البلد، حيث تظهر أعراضها بشكل متزايد على نحو ما حدث في طرابلس أخيراً، مشيراً إلى أن الشعب اللبناني يتوقع من قياداته أن يجتمعوا على كلمة سواء لخدمة مصالحه.  

وفي لقاء منفصل بين الحريري الذي وصل القاهرة صباح الأربعاء ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل، جدد شكري موقف مصر الثابت لناحية دعم أمن لبنان واستقراره، ومساندة مساعيه الرامية إلى تجاوز التحديات الراهنة.

وشدد شكري على أهمية إعلاء المصلحة الوطنية العليا للبنان من أجل الخروج من المأزق الحالي في إطار التزام الدستور اللبناني، وما يستوجبه ذلك من الإسراع في جهود تشكيل حكومة مستقلة قادرة على التعامل مع متطلبات المستقبل الذي ينشده الشعب اللبناني. 

وصرح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، بأن الحريري أعرب عن تقديره لما تقدمه مصر من دعم ومساندة لبلاده وجهودها الصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان في المرحلة الحالية، ما يعكس تاريخية العلاقة بين البلدين والشعبين الشقيقين واستراتيجيتها، معرباً عن تطلع لبنان إلى دفع مجالات التعاون الثنائي مع مصر في عدد من القطاعات ذات الأولوية، والاستفادة من الخبرة المصرية في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

بيروت تدعم التجديد لأبو الغيط

وكانت مصادر دبلوماسية مصرية قالت لمراسل "الشرق" بالقاهرة، قبل زيارة الحريري بيوم واحد، إن لبنان أبلغ مصر دعمه ترشيح أحمد أبو الغيط أميناً عاماً للجامعة العربية لفترة ثانية، ليكون بذلك أول بلد عربي يبدي دعمه لرغبة القاهرة في استمرار أبو الغيط في المنصب 5 سنوات أخرى.   

وتولي مصر اهتماماً كبيراً بالوضع في لبنان، إذ سبق أن أعلن السيسي استمرار الجسر الجوي بين البلدين، والذي انطلق بعد انفجار مرفأ بيروت، لإيصال المساعدات الطبية والغذائية.