كشف حفري قد يحل لغز تطور الهياكل العظمية للحيوانات

time reading iconدقائق القراءة - 4
السمات التشريحية المرئية في العينات الأحفورية.  - Luke Parry & Guangxu Zhang
السمات التشريحية المرئية في العينات الأحفورية. - Luke Parry & Guangxu Zhang
القاهرة- محمد منصور

يعتقد علماء حفريات أنهم تمكنوا من حل لغز عمره مئات السنوات، بعد اكتشاف مجموعة من الهياكل العظمية لحيوانات، في حفريات المحفوظة جيداً بشكل استثنائي في مقاطعة يونان الشرقية بالصين.

وكشفت هذه الحفريات الاستثنائية عن الشكل الذي بدت عليه الحيوانات التي طورت هياكل عظمية في فجر تاريخ التطور.

وقالت دراسة نُشرت نتائجها الأربعاء في دورية وقائع الجمعية الملكية، إن الحيوانات الأولى التي طورت هيكلاً عظمياً كانت تُشبه قناديل البحر الحالية، لكن مع أنبوب أسطواني الشكل يتحرك داخله نسيج رخوي يشبه اللسان ويتكون في الأساس من مادة "فوسفات الكالسيوم".

ويُعد ذلك الحيوان هو أقدم دليل مكتشف حتى الآن على تكوين الحيوانات لهيكل عظمي بدائي إبان العصر الكامبري.

وتظهر الحيوانات الأولى التي طورت هياكل عظمية صلبة وقوية فجأة في السجل الأحفوري في غمضة عين جيولوجية منذ حوالي 520 مليون سنة خلال حدث يسمى "الانفجار الكامبري". 

وشهد العصر الكامبري تطوراً كبيراً بين الكائنات الحية وظهور عديد من الشعب الحيوانية، وخلاله تطورت الكائنات البسيطة إلى كائنات معقدة تُعد هي السلف المباشر لكل الكائنات الحية على كوكب الأرض.

والعديد من الحفريات المبكرة التي تم اكتشافها من ذلك العصر، عبارة عن أنابيب مجوفة بسيطة يتراوح طولها من بضع مليمترات إلى عدة سنتيمترات. 

 لكن المجموعة الجديدة المكونة من حفريات يبلغ عمرها 514 مليون عام بها 4 عينات من نوع من المخلوقات تُسمى "جانجتوكونيا أسبرا" Gangtoucunia aspera محتفظة بأنسجة رخوة لا تزال سليمة بما في ذلك الأمعاء وأجزاء من الفم.

وتكشف هذه الحفريات أن هذا النوع كان له فم محاط بحلقة من مخالب ملساء غير متفرعة يبلغ طولها حوالي 5 مم. 

ومن المحتمل أن تلك المخالب كانت تستخدم في لسع الفريسة والتقاطها، مثل المفصليات الصغيرة. 

وتظهر الحفريات أيضاً أن "جانجتوكونيا" كان بها أمعاء عمياء، أي مفتوحة فقط من طرف واحد، ومقسمة إلى تجاويف داخلية تملأ طول الأنبوب.

 وتوجد هذه السمات اليوم فقط في قنديل البحر الحديث وشقائق النعمان وأقاربها (المعروفة باسم الكائنات المجوفة)، وهي كائنات حية تكون أجزائها اللينة نادرة للغاية في السجل الأحفوري. 

وتظهر الدراسة أن هذه الحيوانات البسيطة كانت من بين أول من بنى الهياكل العظمية الصلبة التي تشكل الكثير من السجل الأحفوري المعروف.

ووفقاً للباحثين، كان من الممكن أن تبدو جانجتوكونيا مشابهة لسلالات قنديل البحر الحديثة، مع بنية أنبوبية صلبة مثبتة على الركيزة الأساسية للجسم. 

كما كان فمها يمتد خارج الأنبوب، لكن كان من الممكن أن يتراجع داخله لتجنب الحيوانات المفترسة. 

وعلى عكس الزوائد اللحمية لقناديل البحر الحية، فإن أنبوب تلك الحيوانات مصنوع من فوسفات الكالسيوم، وهي مادة صلبة تتكون منها أسناننا وعظامنا. 

وتُظهر العينات الجديدة بوضوح أن "جانجتوكونيا" لم تكن مرتبطة بالديدان كما تقترح الدراسات السابقة، فمن الواضح الآن أن جسمها كان له شكل خارجي أملس وأمعاء مقسمة طولياً، وهو ما لا يتواجد في الديدان.

وتم العثور على الحفرية في موقع شرق مقاطعة يونان الصينية، وفيه تحد الظروف اللاهوائية (فقيرة الأكسجين) من وجود البكتيريا التي عادة ما تؤدي إلى تدهور الأنسجة الرخوة في الحفريات.

وعلى الرغم من أن الحفرية تُظهر بوضوح أن "جانجتوكونيا" كانت قناديل بحر بدائية، فإن هذا لا يستبعد احتمال أن الأنواع الأخرى من الأحافير الأنبوبية المبكرة قد تكون مختلفة تماماً.

اقرأ أيضاً: 

تصنيفات