أميركا تتهم تركيا بإثارة التوترات وتعقيد المحادثات مع اليونان

time reading iconدقائق القراءة - 5
سفينة التنقيب "أرورتش رئيس" قبل إبحارها إلى المياه المتنازع عليها - AFP
سفينة التنقيب "أرورتش رئيس" قبل إبحارها إلى المياه المتنازع عليها - AFP
دبي - الشرق

دانت الولايات المتحدة الأميركية، الثلاثاء، إعلان تركيا استئناف عمليات المسح والتنقيب في مناطق تؤكد اليونان أنها تخضع لسلطتها شرق البحر المتوسط.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني: "يثير إعلان تركيا من جانب واحد التوترات في المنطقة، ويعقّد بشكل متعمد استئناف المحادثات الاستكشافية الضرورية بين حليفينا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) اليونان وتركيا".

وأضاف البيان أن "الإرغام والتهديد والترهيب والنشاط العسكري لن يحل التوترات في شرق البحر المتوسط. نحث تركيا على إنهاء هذا الاستفزاز المتعمد، والبدء على الفور في محادثات استكشافية مع اليونان"، مؤكداً أن "الإجراءات الأحادية لا يمكن أن تبني الثقة، ولن تتمخض عن حلول دائمة".

وأعادت أنقرة في الآونة الأخيرة سفينة التنقيب "أرورتش رئيس" للقيام بمهام مسح في شرق البحر المتوسط، بعدما كانت سحبتها بعد ضغوط دولية، في خطوة أثارت التوتر مجدداً مع اليونان وقبرص.

أفادت وسائل إعلام يونانية بأن سفينة التنقيب التركية دخلت الجرف القاري اليوناني في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، وسط اتهامات دولية لأنقرة بتعقيد استئناف المحادثات الاستكشافية مع أثينا.

وقالت وكالة الأنباء اليونانية إن السفينة التركية أبحرت على بُعد حوالي 35 ميلاً بحرياً جنوبي جزيرة كاستيلوريزو، في الجرف القاري لليونان، على بعد 6.5 ميل بحرية فقط من الشواطئ اليونانية.

المحادثات تواجه المجهول

وبدد الإعلان التركي الآمال المعقودة منذ وافقت تركيا واليونان على إجراء محادثات استطلاعية الشهر الماضي، بعد جهود دبلوماسية بقيادة ألمانيا، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، لنزع فتيل الأزمة في شرق المتوسط.

وقال متحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس، الثلاثاء، لإذاعة "سكاي" المحلية، إن بلاده لن تشارك في محادثات استكشافية مع تركيا طالما بقيت سفينة التنقيب التركية في مياه الجرف القاري لليونان. 

بدروه، أكد وزير الدولة اليوناني جورج غيرابيتريتيس لإذاعة محلي، أن اليونان "لن تجلس حول الطاولة من أجل مباحثات استطلاعية فيما لا تزال السفينة والبوارج الحربية المرافقة لها في المياه" المتنازع عليها، مؤكداً أن أثينا سترفع النزاع "في شكل مؤكد" للمجلس الأوروبي الذي سينعقد بدءاً من الخميس.

تحذير ألماني

من جهته، حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس تركيا من عواقب "الاستفزازات" في شرق المتوسط، مؤكداً أن ألمانيا تتضامن مع قبرص واليونان كشركاء في الاتحاد الأوروبي. 

وقال ماس، الثلاثاء في برلين قبل رحلته إلى قبرص واليونان، إن على أنقرة وقف التناقضات بين حل الأزمة والاستفزاز، إذا كانت مهتمة بإجراء محادثات، مضيفاً: "إذ جرت فعلاً عمليات استكشاف تركية جديدة للغاز في المناطق البحرية المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط، فتكون هذه انتكاسة كبرى لجهود خفض التصعيد".

وطالب أنقرة بالبقاء منفتحة على الحوار، ودعاها إلى وقف التنقيب عن الغاز في مناطق بحرية مثيرة للجدل.

وكانت مناقشات سابقة بين أثينا وأنقرة على ترسيم حدود المناطق البحرية، انهارت في 2016. 

تركيا تبرر

وقالت تركيا، أمس الاثنين، إن اليونان ليس لها الحق في الاعتراض على أعمال التنقيب التي تقوم بها تركيا في شرق البحر المتوسط.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن "النطاق الذي تعمل فيه سفينة المسح السيزمي يقع على بُعد 15 كيلومتراً من تركيا و425 كيلومتراً من اليونان، وإن ذلك يقع تماماً داخل الجرف القاري التركي".

وأضاف البيان أنه "من غير المقبول أن يكون هناك اعتراض على قيام بلادنا، التي لديها أطول ساحل على منطقة شرق البحر المتوسط، بالعمل (في البحر) على بعد 15 كيلومتراً من أراضيها".