"واشنطن بوست": بايدن يطمئن حلفاءه ويعتزم الترشح لولاية ثانية

time reading iconدقائق القراءة - 9
الرئيس الأميركي جو بايدن بعد خروجه من مركز طبي خضع فيه لفحوصات بميريلاند - الولايات المتحدة - 19 نوفمبر 2021 - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن بعد خروجه من مركز طبي خضع فيه لفحوصات بميريلاند - الولايات المتحدة - 19 نوفمبر 2021 - AFP
دبي-الشرق

قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن الرئيس الأميركي جو بايدن، وأفراداً من دائرته الداخلية طمأنوا حلفاء في الأيام الأخيرة، بأنه يعتزم الترشح لإعادة انتخابه في عام 2024، مبدداً قلق الديمقراطيين بشأن التزام الرئيس (79 عاماً) بخوض حملة انتخابية أخرى، وعودة الجمهوريين إلى السلطة.

وأشارت الصحيفة في تقرير السبت إلى أن هذه الجهود تأتي في الوقت الذي أصبح يُساور الأوساط الديمقراطية الأوسع، قلق متزايد خلال ستة أشهر شهدت انخفاضاً حاداً في معدلات شعبية بايدن بأكثر من 12 نقطة إلى أقل من نسبة 40%، وسط مخاوف متنامية بشأن التضخم، والصراعات الداخلية بين الديمقراطيين في واشنطن، وتعثر الجهود التي تبذل في قطاع الصحة العامة لتجاوز جائحة كورونا.

وأوضحت الصحيفة، أن الرسالة تهدف جزئياً إلى التقليل من الافتراض السائد بين العديد من الديمقراطيين، بأن بايدن قد لا يسعى إلى إعادة انتخابه نظراً لسنه وتراجع شعبيته، مع إفساح المجال أمام نائب الرئيس كامالا هاريس، وغيرها من المرشحين المحتملين للرئاسة.

ونقلت الصحيفة عن السيناتور الديمقراطي السابق عن ولاية كونيتيكت كريس دود، وهو صديق لبايدن قوله إن "الشيء الوحيد الذي سمعته يقوله، هو أنه (بايدن) يخطط للترشح مجدداً. وأنا سعيد لأنه سيفعل ذلك".

وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال حفل جمع تبرعات افتراضي هذا الشهر، أخبر بايدن مجموعة صغيرة من المانحين، أنه سيسعى للحصول على فترة ولاية ثانية، ما يؤكد الرسالة التي وجهها للأمة في مارس، خلال أول مؤتمر صحفي له في البيت الأبيض، قبل أن يحذر من أنه "لا يستطيع أبداً التخطيط لما سيحدث في غضون ثلاثة أعوام ونصف أو أربعة أعوام مقبلة، بشكل مؤكد".

ونقلت عن حاكم ولاية بنسلفانيا السابق إد ريندل، الذي حضر حفل جمع التبرعات، قوله: "ما يقوله (بايدن) علناً هو ما يكون متيقن منه تماماً. لا يوجد اختلاف"، مضيفاً أنه "لن يترشح إذا شعر أنه لا يستطيع القيام بهذه المهمة جسدياً أو عاطفياً".

شكوك ديمقراطية

لكن المقابلات التي أجرتها الصحيفة مع 28 من الخبراء الاستراتيجيين والمسؤولين الديمقراطيين، طلب العديد منهم عدم الكشف عن هويتهم، تظهر أن التأكيدات لم تسكت النقاشات الداخلية بشأن ما إذا كان بايدن سيترشح للرئاسة.

ووفقاً للصحيفة، يتبنى بعض الديمقراطيين وجهة نظر متشككة إزاء أي مؤشرات عامة وخاصة يرسلها بايدن وفريقه بشأن إعادة الانتخاب، بحجة أن هناك حافزاً لهم لإبداء الاهتمام بولاية ثانية، بغض النظر عن نواياه الحقيقية، لتجنب إضعاف مكانته. 

في المقابل، يساور آخرون القلق من أن الترشح للرئاسة مرة أخرى، ربما ينطوي على جدول زمني يتسم بمزيد من الدقة مقارنة بحملة 2020 الهادئة نسبياً، التي أجريت إلى حد كبير عن بعد، بسبب جائحة كورونا.

وذكرت الصحيفة أن التفسيرات تختلف حول نوايا بايدن حتى بين أولئك الذين هم على اتصال وثيق بمن يوليهم ثقته، إذ قال أحد الديمقراطيين المشاركين في الحملات للصحيفة، إنهم لا يمكنهم إيجاد شخص واحد تحدثوا إليه في الشهر الماضي، يعتقد أن احتمال ترشح بايدن مرة أخرى احتمالاً واقعياً.

ورداً على تساؤل بشأن ما إذا كان بايدن سيرشح نفسه لإعادة انتخابه، قال سياسي ديمقراطي مخضرم آخر شارك في الحملات الرئاسية الأخيرة للصحيفة: "أسمع هذا التساؤل يُطرح كل يوم. لم يسأل أحد هذا السؤال عن (الرئيس السابق) باراك أوباما. ولم يسأل أحد هذا السؤال عن (الرئيس السابق) دونالد ترمب".

صحة بايدن

من جانبه، قال جون مورجان وهو محامٍ مختص في القضايا الجنائية بولاية فلوريدا، وكان مانحاً رئيساً لبايدن في حملة عام 2020، إنه غير متأكد مما إذا كان بايدن سيسعى لإعادة انتخابه.

وأضاف متسائلاً: "ما حالته الصحية في السنوات الثلاث المقبلة؟ كل ما عليك فعله هو إلقاء نظرة على جداول معدلات الوفيات في أميركا لفهم ما أقوله".

وكان بايدن خضع لفحص طبي، الجمعة، عشية عيد مولده التاسع والسبعين في مركز والتر ريد الطبي العسكري، أظهر أن الرئيس يتمتع "بصحة جيدة"، و"نشيط"، ويعمل خمسة أيام أسبوعياً. 

وقال طبيبه إن مشية الرئيس باتت "أكثر صلابة" في السنوات الأخيرة، وهو ما عزاه إلى التهاب مفاصل العمود الفقري، ويعاني بعض الارتجاع الحمضي الذي جعله يتنحنح بشكل متكرر. 

في المقابل، يعتقد مستشارو الرئيس، أن صحته "ليست مصدر قلق حالياً" من شأنه أن يمنع ترشحه لحملة انتخابية أخرى، وقال أحدهم: "أخبر (بايدن) أفراداً بصفة شخصية، أنه يعتزم الترشح، وسنكون مستعدين لذلك".

فيما يقول حلفاء، إن بايدن رفض حتى الآن نهج سلفه دونالد ترمب بإعلان حملة إعادة انتخابه في الأشهر الأولى من توليه المنصب، مبرراً ذلك بأن مثل هذا الإعلان من شأنه أن يهدر المال، وينهك الجهات المانحة للحملة. 

وعلاوة على ذلك، يسود توقع، بحسب الصحيفة، أن بايدن ينتظر حتى ما بعد الانتخابات التجديد النصفي للكونجرس عام 2022، للإعلان رسمياً عن الترشيح.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، أجرت أنيتا دن، التي غادرت البيت الأبيض في أغسطس بعد فترة قصيرة من عملها كمستشار كبير، مكالمات مع قادة الحزب الديمقراطي ونشطائه، وطمأنتهم أن بايدن سيرشح نفسه لإعادة انتخابه، وفقاً لأشخاص مطلعين على المكالمات.

تهديد ترمب

ووفقاً للصحيفة، أدى التهديد بعودة ترمب إلى البيت الأبيض إلى شق صف الديمقراطيين. فبعد أن ترشح بايدن للانتخابات من أجل "استعادة روح" البلاد، من الواضح بعد مرور عام تقريباً على توليه المنصب، أن التهديدات السياسية التي حددها في البلاد، ويشمل ذلك نمط سياسة ترمب، لم تتلاشَ من الساحة.

لقد اعتاد ترمب الذي يبلغ من العمر 75 عاماً، على التلميح بقوة إلى أنه يعتزم خوض حملة انتخابية أخرى، مما عزز مبررات لبعض الديمقراطيين بشأن إعادة بايدن لصدارة المرشحين. 

وفي غضون ذلك، يتوقع الديمقراطيون أن "تورط" ترمب في أعمال شغب الكابيتول في 6 يناير، وإنكاره الخاطئ المستمر لنتائج انتخابات 2020، سيشكل عبئاً على حملته عام 2024.

الثقة في الانتخابات

في سياق متصل، أظهر استطلاع حديث للرأي أجراه موقع "أكسيوس" بالتعاون مع مؤسسة "إبسوس" لأبحاث السوق والاستشارات، أن ثقة الجمهوريين تراجعت في العملية الانتخابية منذ انتخابات 2020، بينما ارتفعت ثقة الديمقراطيين بالفعل.

وأشار الموقع الأميركي إلى أنه قبل عام من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس لعام 2022، يقدم الاستطلاع أدلة جديدة، تبرز لأي درجة ساهمت الادعاءات الزائفة لترمب بشأن "سرقة الانتخابات" منه، في تقويض الثقة في النظام بين قاعدته.

وأفاد الموقع بأنه في حين لم تؤيد أي مجموعة السماح للهيئات التشريعية بإلغاء نتائج المجمع الانتخابي، قال 73% من الجمهوريين و71% من الديمقراطيين و78% من المستقلين إن مثل هذه الخطوة ستجعلهم أقل ثقة في أن الانتخابات حرة ونزيهة.

وأشار غالبية المشاركين في الاستطلاع إلى أنهم عندما يفكرون مسبقاً في الانتخابات النصفية للعام المقبل، فإنهم واثقون من أن الانتخابات ستعكس إرادة الناخبين، وهذا ينطبق على 63% من الجمهوريين، و75% من الديمقراطيين، و64% من المستقلين.

وحسب الأعداد، قال 37% فقط من الجمهوريين إنهم يثقون في أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون حرة ونزيهة، مقارنة بنسبة 72% قالوا ذلك في استطلاع 2019.

فيما قال 69% من الديمقراطيون إنهم واثقون أن انتخابات عام 2024 ستكون حرة ونزيهة، مقارنة بنسبة 39% قالوا ذلك قبل انتخابات 2020. 

وبلغت نسبة الجمهوريين الذين قالوا إن الانتخابات في أميركا عادة ما تكون نزيهة 38% فقط، مقابل 61% في عام 2019، في حين قفزت نسبة الديمقراطيين الذين قالوا إن الانتخابات نزيهة من 40% في عام 2019 إلى 65%.

اقرأ أيضاً: