الجمهوريون: خطة بايدن الجديدة "حصان طروادة"

time reading iconدقائق القراءة - 6
زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل يتحدث إلى الصحفيين في مبنى الكابيتول هيل بواشنطن - 23 فبراير 2021 - REUTERS
زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل يتحدث إلى الصحفيين في مبنى الكابيتول هيل بواشنطن - 23 فبراير 2021 - REUTERS
واشنطن-بلومبرغ

أعلن زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، أن حزبه لن يدعم أي زيادات ضريبية  تستهدف دفع تكاليف خطة أعدّها الرئيس الديمقراطي جو بايدن لمشاريع البنية التحتية، معتبراً أنها ستكون بمثابة "حصان طروادة".

يأتي ذلك بعدما أفادت وكالة بلومبرغ بأن بايدن يخطط لأول زيادة ضريبية فيدرالية ضخمة منذ عام 1993، للمساهمة في دفع تكاليف برنامج اقتصادي بعيد المدى، مصمّم بوصفه متابعة لقانون التحفيز الذي وقعه لمواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد، وهو بقيمة 1.9 تريليون دولار.

ومن بين الاقتراحات المخطط لها أو التي تخضع للدراسة، رفع معدل الضريبة على الشركات من 21% إلى 28%، ورفع معدل ضريبة الدخل على الأفراد الذين يزيد دخلهم عن 400 ألف دولار سنوياً، وتوسيع نطاق الضرائب العقارية، ومعدل ضريبة أعلى على أرباح رأس المال للأفراد الذين يكسبون ما لا يقلّ عن مليون دولار سنوياً، في تراجع عن تخفيضات ضريبية أقرّها الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب في عام 2017.

دعم 10 جمهوريين

وسيحتاج الديمقراطيون إلى دعم 10 جمهوريين على الأقل لطرح مشروع القانون، وفقاً لقواعد مجلس الشيوخ، علماً أن كيفن بريدي، أبرز عضو جمهوري في "لجنة الأساليب والوسائل" في مجلس النواب، تحدث عن "دافع حقيقي لفرض ضرائب على أرباح رأس المال بمعدلات دخل هامشية"، واصفاً ذلك بأنه "خطأ اقتصادي فادح".

وأشارت بلومبرغ إلى دعم جمهوري لمشاريع البنية التحتية، مستدركة أن البيت الأبيض يتطلّع إلى حزمة موسّعة تتضمن حوافز اقتصادية على مدى أبعد، قد تبلغ تريليونات الدولارات.

ونقلت الوكالة عن ماكونيل قوله: "أعتقد بأننا لن نكون متحمسين لزيادة الضرائب". ورجّح أن يستخدم الديمقراطيون المناورة ذاتها بشأن الموازنة، المعروفة باسم "المصالحة"، كما فعلوا لتمرير حزمة التحفيز الأخيرة، بأغلبية بسيطة. وتوقع أن تكون الحزمة الضخمة للبنية التحتية بمثابة "حصان طروادة"، إذ تشمل أيضاً زيادات ضريبية هائلة وأولويات أخرى للديمقراطيين.

وأشارت بلومبرغ إلى أن تصريح ماكونيل يمكن أن يمنح الديمقراطيين الذين أصرّوا على محاولة إقناع الجمهوريين بخطة البنية التحتية، على أقل تقدير، بينهم السيناتور جو مانتشين، أسباباً وجيهة للمضي بمفردهم على نحو أسرع. ويعتبر بعض الديمقراطيين أن هذه هي الفرصة الأخيرة لتمرير حزمة مهمة من التشريعات، قبل بدء حملة انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، المرتقبة في عام 2022.

معركة شاقة

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إن بايدن يعتقد بـ "إمكان ووجوب أن يكون هناك دعم من الحزبين" لمشاريع البنية التحتية. وأضافت: "مع استمرار المحادثات، يأمل بالتأكيد أن تُتاح الفرصة لذلك".

ولم يستبعد الديمقراطيون استخدام "المصالحة" لتمرير خطة البنية التحتية، إذ سيمكّنهم ذلك من تمرير مشروع القانون من دون دعم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ولكنه سيقصره على البنود المتصلة بالإيرادات أو الإنفاق.

ووصف السيناتور الديمقراطي تيم كين إقناع الجمهوريين المعتدلين بالموافقة على أي زيادات ضريبية بأنه معركة شاقة، نظراً إلى تأثير ناشطين مناهضين للضرائب، مثل غروفر نوركويست، في الحزب الجمهوري، وفق بلومبرغ.

وكان الديمقراطيون أعلنوا عزمهم على تضمين المخصصات، وهي مشاريع خاصة يفضلها المشرّعون غير الحزبيين، في اقتراح البنية التحتية. وهذا أمر يمكّنهم من المساومة لتمويل أولويات معيّنة لدى أولئك المشرّعين؛ لكن الجمهوريين ما زالوا يناقشون فيما بينهم إمكان مشاركتهم في الأمر، وقد لا يتجاوز ذلك المعارضة للزيادات الضريبية.

ومرّت عقود منذ أن أقرّ الكونغرس زيادة ضريبية ضخمة بدعم من الحزبين. ولم تتم زيادة ضريبة البنزين منذ عام 1993.

وبدل زيادة الضرائب، يدعم معظم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، بينهم ماكونيل، إلغاء الضريبة العقارية التي تمس العقارات التي يزيد ثمنها عن 11.7 مليون دولار، ويضاعف هذا المبلغ على الأزواج.