قوات "يوناميد" تكمل انسحابها التدريجي من دارفور الأربعاء

time reading iconدقائق القراءة - 5
أفراد من بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في إقليم دارفور "يوناميد" - 25 مارس 2014 - REUTERS
أفراد من بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في إقليم دارفور "يوناميد" - 25 مارس 2014 - REUTERS
الخرطوم -الشرق

بعد مهمة امتدت لقرابة 13 عاماً، تنهي البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في إقليم دارفور "يوناميد"، الأربعاء، عملية الانسحاب التدريجي من السودان.

وسلمت "يوناميد" خلال الأشهر الأربعة الماضية، 14 موقعاً إلى الحكومة السودانية، والتي التزمت باستخدامها للأغراض المدنية، وفق الاتفاق الموقع في 4 مارس 2021، بحيث تستخدم تلك المواقع لخدمات الرعاية الصحية والتعليمية والاجتماعية.

حماية القاعدة اللوجستية

الأمين العام المساعد للبعثة، مباي باباكار سيسي، يُشرف على الانسحاب التدريجي وإدارة الموظفين، ونقل مواقع الفرق إلى السلطات المحلية، وفي الوقت الذي تقع فيه مسؤولية ضمان سلامة المواقع وحمايتها على عاتق الحكومة المركزية، تظل حكومات ولايات دارفور مسؤولة عن ضمان استخدام المرافق على النحو المحدد.

وأنشأت الحكومة السودانية فريق عمل مشترك ولجان تسليم في الولايات، كمحاورين رئيسيين لـ"يوناميد" أثناء الانسحاب، والتي من خلالها سجلت البعثة الاحتياجات المحددة لكل مجتمع وطرق تلبيتها.

وقامت "يوناميد" بتزويد المجتمعات المحلية في دارفور بـ 193 مركبة، بما في ذلك 27 شاحنة لنقل المياه والصرف الصحي، و196 مولد كهرباء، وتبرعت بعيادتها في زالنجي وبالمرافق الطبية في نيالا وكبكابية، لاستخدامها من قبل المجتمعات المحلية.

وقال سيسي، "كان التنسيق والتعاون الجيد مع الخرطوم أمراً حاسماً في الوفاء بالجدول الزمني والمعايير المحددة من قبل مجلس الأمن للانسحاب التدريجي. وبالمثل، سيكون من المهم أن تضمن الحكومة حماية القاعدة اللوجستية، وإعادة الموظفين المتبقين إلى أوطانهم لتسهيل مرحلة تصفية سلسة".

تحديات كبيرة

عشرات الدول من جميع أنحاء العالم، ساهمت خلال سنوات عمل "يوناميد" بأكثر من 100 ألف جندي وشرطي في قوات حفظ السلام. وكانت ذروة انتشار "يوناميد عام 2011، حيث بلغ قوامها نحو 23 ألف جندي وشرطي.

في بداية الانسحاب التدريجي مطلع 2021، كان يتعين إنهاء انفصال 7 آلاف فرد عسكري وشرطي ومدني لا يزالون بالبعثة وإعادتهم إلى أوطانهم، في وقت تمت فيه إعادة أكثر من 6 آلاف فرد إلى أوطانهم.  

وباعتبارها واحدة من أكبر عمليات حفظ السلام في تاريخ الأمم المتحدة، استطاعت "يوناميد" توفير بيئة أمنية في دارفور لحماية المدنيين، ولا سيما النازحين منهم، وتحقيق الاستقرار المجتمعي ودعم سيادة القانون وتقديم المساعدات الإنسانية وعملية السلام.

وقد واجهت البعثة بسبب حجمها سواء من حيث الأفراد والأصول فضلاً عن انتشارها الجغرافي، تحديات خلال فترة الانسحاب التدريجي إلا أنها تمكنت من القيام بذلك دون وقوع حوادث كبيرة.

تسليم معسكر الفاشر

ومن المحتمل أن تستغرق عملية الانسحاب الكامل للبعثة عاماً آخر، بحيث تحتفظ خلال هذه المرحلة بوحدة شرطة قوامها 363 فرداً لحماية أفراد الأمم المتحدة ومرافقها داخل قاعدة الفاشر اللوجستية. وبالتوازي مع ذلك، تستمر القوات السودانية المشتركة في الانتشار خارج القاعدة، وتتحمل هذه القوات مسؤولية مشتركة لتأمين محيط القاعدة وتوفير السلامة والأمن لموظفي الأمم المتحدة.

وستقوم "يوناميد" كذلك بإكمال المهام المتبقية، على غرار تسليم معسكر الفاشر إلى السلطات في دارفور، واستعادة المواد الخطرة والتخلص منها، بما في ذلك الذخيرة منتهية الصلاحية، وإعادة المعدات والأفراد النظاميين والمدنيين إلى بلدانهم.

ورغم أن البعثة ستدخل الأربعاء مرحلة الانسحاب الكامل، لكن الأمم المتحدة لن تغادر السودان، إذ نسقت "يوناميد" بشكل منتظم مع البعثة الأممية لمساعدة السودان في المرحلة الانتقالية (يونيتامس)، وفريق الأمم المتحدة القُطري، وتبادلت معهما أفضل الممارسات في دارفور لتوطيد وتوسيع نطاق مكاسب بناء السلام التي تحققت.