فشل الاتفاق بين كابول وطالبان بسبب خلاف على الصياغة

time reading iconدقائق القراءة - 3
جانب من جلسات مفاوضات الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في الدوحة - REUTERS
جانب من جلسات مفاوضات الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في الدوحة - REUTERS
كابول/إسلام أباد- رويترز

فشلت الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في التوصل إلى اتفاق نهائي في اللحظة الأخيرة، بعد اعتراض طالبان على مقدمة وثيقة الاتفاق لذكرها الحكومة الأفغانية تحت مسمى "جمهورية أفغانستان الإسلامية".

ويتفاوض فريقان يمثلان حركة طالبان والحكومة الأفغانية في العاصمة القطرية الدوحة منذ سبتمبر المنصرم، للتوصل إلى توافق بشأن طرق محادثات السلام، والمضي قدماً لوضع نهاية للحرب المستمرة في أفغانستان منذ عقود.

وقال صديق صديقي، المتحدث باسم الرئيس الأفغاني أشرف غني في بيان: "اتفق فريقا التفاوض حتى الآن على جميع المواد الـ21 التي تقدم المبادئ التوجيهية للمفاوضات.. وفي الوقت الحالي لا يزالون يتناقشون حول مقدمة الوثيقة، حيث لا تزال هناك بعض القضايا بحاجة إلى توضيح".

وقالت مصادر حكومية ودبلوماسية لوكالة رويترز إنه عند الوصول إلى مرحلة توقيع الوثيقة في نوفمبر، والتي كانت ستتضمن إشارات إلى "جمهورية أفغانستان الإسلامية" المسمى الرسمي للدولة الأفغانية، تراجعت حركة طالبان عن توقيع الوثيقة.

محور الخلاف

وترفض حركة طالبان الإشارة إلى فريق التفاوض الأفغاني كممثلين للحكومة الأفغانية، وذلك لأن الحركة تطعن في شرعية انتخاب غني رئيساً للبلاد.

وقال دبلوماسي في كابول مطلع على عملية التفاوض لرويترز إن الحكومة وطالبان "استعدتا لتوقيع الاتفاق"، مضيفاً أن كبير مفاوضي الحكومة الأفغانية كان سيوقع على الاتفاق بصفة "كبير المفاوضين لجمهورية أفغانستان الإسلامية". وتابع الدبلوماسي "امتنعت طالبان عن قبول ذلك".

ولم ترد حركة طالبان على طلب التعليق حول هذا الأمر بعينه، لكنها قالت لوكالة رويترز في وقت سابق إن موقفها "هو التفاوض مع الأفغان عموماً"، وإنها "لن تعترف بهم كمفاوضين يمثلون الحكومة".

وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد لرويترز، الاثنين: "مستعدون للمضي قدماً في المحادثات مع الفريق الحالي على أنهم أفغان، لا نعلم أنهم فريق من الحكومة". وأضاف مجاهد إن موقف طالبان من البداية هو أنهم "لا يعترفون بالحكومة".

جمهورية أم إمارة؟

وذكر دبلوماسي آخر أن ثمة خلافاً آخر حول مسمى "جمهورية"، إذ تشير طالبان إلى نفسها بأنها "إمارة إسلامية"، ما يبرز مضمون الخلافات القائمة بين الطرفين المتحاربين.

ونقل جانب الحكومة الأفغانية تحفظات طالبان إلى الرئيس غني، الذي قال إنه "لن يوافق على طلب كهذا"، بحسب ما أفاد مصدران حكوميان مطلعان لرويترز.

وقال أحد المصدرين إن "إصرار الحركة يستند إلى رغبتها في استبدال حكومة غني المنتخبة بحكومة تصريف للأعمال بمجرد بدء عملية السلام".

وقال مصدر من الحكومة الأفغانية إن الوفد الأفغاني لن ينسحب من المحادثات، لكنه يخشى أن تكون عواقب الأزمة الجديدة "أكثر خطورة على الطرفين"، بما في ذلك تصعيد آخر في أعمال العنف على الأرض في أفغانستان.