"السياسة الدفاعية" محور محادثات بايدن ورئيس وزراء اليابان في واشنطن

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي جو بايدن إلى جانب رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا خلال لقاء سابق في طوكيو - مايو 2022 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن إلى جانب رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا خلال لقاء سابق في طوكيو - مايو 2022 - REUTERS
واشنطن/ دبي-وكالاتالشرق

يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا في البيت الأبيض، فيما يسعى كيشيدا لنيل دعم علني من جانب بايدن لخطة رفع الميزانية العسكرية في مواجهة المخاوف المشتركة بشأن الصين، بحسب "بلومبرغ".

ووصل كيشيدا إلى واشنطن، آخر محطاته في جولة شملت دول مجموعة السبع. وتأتي زيارته في أعقاب زيارة قام بها بايدن إلى اليابان في مايو الماضي، وبعد اجتماع بين الزعيمين على هامش قمة إقليمية بكمبوديا في نوفمبر.

وتأتي الزيارة، عقب أسابيع قليلة من إعلان اليابان اعتمادها ميزانية عسكرية قياسية بلغت 51.4 مليار دولار، بعد أسبوع على إقرارها سياسة دفاعية جديدة تستهدف التصدي للنفوذ العسكري الصيني،  واصفة بكين بأنها "تحدٍ استراتيجي غير مسبوق" لأمنها. كما أعلنت اليابان نيتها تطوير صواريخ بعيدة المدى قادرة على بلوغ الصين وكوريا الشمالية.

وبحسب "بلومبرغ"، فإن زيادة الإنفاق العسكري لليابان أثارت غضباً في دول الجوار، إذ أحيت الاستراتيجية الدفاعية الجديدة مخاوف من تكرار العدوان العسكري الذي شنته اليابان على دول محيطة خلال القرن العشرين.

ونقلت  الوكالة عن السفير الياباني السابق لدى واشنطن إيشورو فوجيساكي قوله إن "من المهم جداً أن نُظهر للعالم أن الولايات المتحدة معنا في هذا التوجه، خصوصاً للبلدان من حولنا مثل كوريا أو كوريا الشمالية أو تايوان أو الصين"، مضيفاً أن "البعض منهم يعتقد أن اليابان تسير في هذا المسار من تلقاء نفسها".

وكان رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول شكك، الأربعاء، في مدى توافق الاستراتيجية الدفاعية الجديدة لليابان مع طبيعة دستورها السلمي، بحسب الوكالة.

وقال يول إنه أصبح من الصعب إيقاف مساعي اليابان لتعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة التهديدات الصاروخية من كوريا الشمالية، مشيراً إلى إمكان حصول البلاد على سلاح نووي تكتيكي.

من جانبها، وجهت بكين اتهامات إلى طوكيو بتجاهل الحقائق وتضخيم التهديد الذي تمثله الصين لتبرير رفع قدرتها العسكرية.

والثلاثاء، دعا سفير الصين لدى أستراليا شياو تشيان، كانبيرا، إلى الحذر في علاقتها مع اليابان، مذكراً بأن القوات اليابانية هاجمتها خلال الحرب العالمية الثانية، وأشار إلى أنها "يمكن أن تكرر هذا مجدداً".

دعم أميركي

في المقابل، جددت الولايات المتحدة ترحيبها بقرار اليابان رفع إنفاقها العسكري على لسان وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين، اللذين أشادا بخطط طوكيو لتعزيز قدراتها العسكرية.

والتقى وزراء خارجية ودفاع اليابان والولايات المتحدة الأربعاء، وأعلنوا تكثيف التعاون الأمني.

وقال بيان مشترك إن الوزراء وضعوا "رؤية لتحالف حديث يهدف للانتصار في حقبة جديدة من المنافسة الاستراتيجية".

ووصف المنسق الأميركي لمنطقة المحيطين الهندي والهادي، كورت كامبل تلك الرؤية بأنها "واحدة من أهم الارتباطات بين البلدين منذ عقود".

وأضاف البيان أنه بالنظر إلى "أجواء الصراع المحتدمة"، فإنه يجب تحسن الوضع المتقدم للقوات الأميركية في اليابان "من خلال نشر قوات تتمتع بتنوع أكبر ومرونة أكثر مع زيادة قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع وتزويدها بقدرات مضادة للسفن وأخرى للنقل".

إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن خطط لنشر فوج بحري ساحلي في اليابان، يتمتع بقدرات كبيرة منها الصواريخ المضادة للسفن، فيما اتفق الجانبان أيضاً على تمديد معاهدة الدفاع المشتركة بينهما لتشمل الفضاء.

مضاعفة الإنفاق الدفاعي

ويأتي الاتفاق الأميركي الياباني، بعد محادثات استمرت قرابة عام كامل. علماً أن اليابان كشفت اليابان الشهر الماضي عن أكبر تعزيزات عسكرية لها منذ الحرب العالمية الثانية، في تحول تاريخي عن النهج السلمي الذي اتبعته طيلة 7 عقود، وهي خطوة أذكتها مخاوف من التحركات الصينية في المنطقة.

وستزيد هذه الخطة الخمسية الإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي وستشتري اليابان بموجبها صواريخ يمكنها ضرب سفن أو أهداف برية على بعد ألف كيلومتر.

وقال كريستوفر جونستون، رئيس برنامج اليابان في "مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية" إن زيارة كيشيدا إلى البيت الأبيض هي بمثابة "تتويج" لإصلاحاته الأمنية ويمكن أن تعزز مكانته السياسية في بلاده.

ورأى أن الزيارة ستكون "فرصة لتسليط الضوء على القرارات المهمة وغير المسبوقة التي أعلنتها اليابان" والدعم الأميركي القوي لها "وكذلك لفت الانتباه إلى الدور الذي لعبه رئيس الوزراء كيشيدا نفسه في تحقيقها".

 الأمن والاقتصاد

وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية لـ"رويترز"، إنه يتوقع أن يناقش بايدن وكيشيدا القضايا الأمنية والاقتصاد العالمي، لافتاً إلى أن محادثاتهما من المرجح أن تشمل مراقبة الصادرات المتعلقة بأشباه الموصلات إلى الصين بعد أن أعلنت واشنطن قيوداً صارمة عليها العام الماضي.

وقال كيشيدا إنه يدعم محاولة بايدن فرض قيود لتصدير أشباه الموصلات المتقدمة إلى الصين، ومع ذلك، لم يوافق على تحرك مماثل لفرض قيود شاملة على صادرات معدات تصنيع الرقائق، والتي فرضتها الولايات المتحدة في أكتوبر الماضي.

وقال المسؤول الأميركي إن واشنطن تعمل عن كثب مع اليابان بشأن هذه المسألة ويُعتقد أن البلدين يتشاركان رؤية مماثلة حتى لو كانت الهياكل القانونية مختلفة. وأشار إلى إنه كلما زاد عدد الدول والأطراف المهمة التي تدعم القيود، كلما زاد تأثيرها.

اليابان تحصن نفسها

وهيمنت مسألة الدفاع على جدول أعمال كيشيدا هذا الأسبوع، وتحديداً خلال لقاءات عقدها في أوروبا وأميركا الشمالية، مع قادة مجموعة السبع (حلفاء بلاده) وسط مساعيه لتعزيز العلاقات في مواجهة تنامي ضغوط الصين.

وقالت الأستاذة المساعدة بمركز الدراسات الاستراتيجية والدفاعية في "جامعة أستراليا الوطنية" إيمي كينغ لوكالة "فرانس برس"، إن اليابان تريد تكريس "دورها كقوة عظمى"، مشيرة إلى أن طوكيو تبحث عن "شراكات استراتيجية وعلاقات دفاعية" وهو توجّه طبيعي لدول أخرى، "لكنه كان إلى حد كبير ممنوعاً على اليابان" بسبب دستورها السلمي المطبق منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وقالت كينغ إن اليابان "تحصن نفسها أمام تراجع في قدرة الولايات المتحدة، وتعمل على جذب دول ديمقراطية كبرى أخرى إلى آسيا".

من جانبه، قال الاستاذ في "جامعة نيهون" المختص في إدارة الأزمات ميتسورو فوكودا، إن جهود كيشيدا الدبلوماسية "تشير إلى أن الدفاع الوطني الياباني لا يمكن أن تضطلع به طوكيو وحدها".

وأضاف: "في الماضي كانت اليابان قادرة على فصل الاقتصاد عن السياسة" وإقامة علاقات تجارية مع دول مثل الصين وروسيا بموازاة حصولها على حماية أمنية من تحالفها مع الولايات المتحدة.

لكن التوتر المتزايد بين دول ديمقراطية وأخرى ذات أنظمة سلطوية، لأسباب عدة من بينها حرب روسيا في أوكرانيا، يعني أنه "لا يمكننا الاستمرار في ذلك".

وتستضيف اليابان قمة مجموعة السبع هذا العام، ويزور كيشيدا جميع دول التكتل باستثناء ألمانيا في جولة يختتمها بمحادثاته مع بايدن في واشنطن.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات