جلسة "عاصفة" لمجلس الأمن.. وروسيا: لا تراجع أمام التهديدات الأميركية

time reading iconدقائق القراءة - 7
اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الوضع بين روسيا وأوكرانيا - نيويورك- 31 يناير 2022 - REUTERS
اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الوضع بين روسيا وأوكرانيا - نيويورك- 31 يناير 2022 - REUTERS
نيويورك/واشنطن/دبي-الشرقوكالات

بعد عقد جلسة مفتوحة "عاصفة" بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تبادل خلالها الطرفان الأميركي والروسي جملة من الاتهامات بشأن الأزمة الأوكرانية وتداعياتها، قالت موسكو إنها "لن تتراجع في مواجهة التهديدات بعقوبات أميركية".

وقالت السفارة الروسية لدى واشنطن في بيان عبر حسابها في "فيسبوك"، الثلاثاء، إن "واشنطن هي من تؤجّج التوترات وليست موسكو. لن نتراجع ونستمع بانتباه للتهديدات بعقوبات أميركية"، مؤكدة أن الولايات المتحدة "شجعت الانقلاب القومي الراديكالي في كييف، والذي نتج عنه تهديد سكان القرم".

وأشارت إلى أن واشنطن "تزود السلطات الأوكرانية بأسلحة هجومية حديثة"، كما اتهم دبلوماسيون روس الولايات المتحدة بأنها "انتهكت مبدأ عدم قابلية الأمن للتجزئة، واقتربت من الحدود الروسية  عسكرياً"، بحسب ما أوردته وكالة "ريا نوفوستي" الثلاثاء.

وأكد البيان "حق روسيا السيادي في نقل قواتها المسلحة إلى أراضيها"، مشددة على أن ذلك "لا يهدد أحداً". و يأتي ذلك قبيل اتصال مرتقب بين وزيري الخارجية الروسي سيرجي لافروف والأميركي أنتوني بلينكين.

وكان مسؤول أميركي أعلن في وقت سابق، الاثنين، أنّ الولايات المتحدة تلقّت من روسيا رسالة خطّية تتضمّن ملاحظات الكرملين على المقترحات الأميركية بشأن الأزمة في أوكرانيا.

"نازيون في السلطة بأوكرانيا"

وفي السياق ذاته، وجّهت روسيا في جلسة مجلس الأمن اتهامات للغرب بـ"تصعيد التوتر" بشأن الوضع في أوكرانيا، فيما قالت إن الولايات المتحدة "جلبت نازيين خالصين للسلطة في كييف".

وذكرت وكالة "أسوشيتيد برس"، أن السفير الروسي، فاسيلي نيبينزيا، اتهم الولايات المتحدة بـ"التدخل في الشؤون الداخلية" لبلاده، و"السعي وراء تحقيق نموذج كلاسيكي لدبلوماسية مكبر الصوت".

وفي خطابه أمام المجلس، موجهاً نظراته للسفيرة الأميركية ليندا توماس جرينفيلد: "أنتم تقريباً تأخذوننا إلى هذا الوضع"، مضيفاً: "تريدون أن يحدث ذلك، وتنتظرون أن يحدث ذلك، وكأنكم تريدون أن تصبح كلماتكم حقيقة".

وألقى السفير الروسي باللائمة على الولايات المتحدة في الإطاحة بالرئيس الأوكراني، الذي كان صديقاً للكرملين في كييف عام 2014، لافتاً إلى أن هذا جلب إلى السلطة "القوميين والراديكاليين، والمرضى بالرهاب الروسي، ونازيين خالصين، كما أجّج العداء بين أوكرانيا وروسيا".

وردت السفيرة الأميركية قائلة، إن "القوة العسكرية الروسية المتزايدة، التي تضم أكثر من 100 ألف جندي، على طول حدود أوكرانيا هي أكبر تعبئة في أوروبا منذ عقود".

وأضافت: "هناك طفرة في الهجمات السيبرانية والتضليل المعلوماتي الروسي"، مؤكدة أن الروس "يحاولون، بلا أساس واقعي، تصوير أوكرانيا والدول الغربية باعتبارهم معتدين لتلفيق ذريعة للهجوم".

من جانبه، قال السفير الأوكراني سيرجي كيسليتسيا: "إلى متى ستضغط روسيا، وستواصل محاولتها الواضحة للدفع بأوكرانيا وشركائها للسقوط في الفخ؟"، وكان في ذلك الوقت قد غادر السفير الروسي القاعة.

"خيبة أمل"

واستبعدت "أسوشيتد برس" صدور أي بيان أو قرار من قبل مجلس الأمن، نظراً إلى حق النقض الروسي وعلاقاتها القوية مع الآخرين بالمجلس، بما في ذلك الصين.  

وجاءت نتيجة التصويت على عقد اجتماع مفتوح بأغلبية 10 مقابل 2، بمعارضة روسيا والصين، وامتناع الهند والجابون وكينيا عن التصويت، فيما كان يتعين موافقة تسع دول لإجراء الاجتماع.  

وضغطت الولايات المتحدة وحلفاؤها لعقد الاجتماع، الاثنين، وهو اليوم الأخير من الرئاسة الدورية للنرويج للمجلس، قبل أن تتولى روسيا الرئاسة الثلاثاء، وحتى نهاية فبراير. 

وبعد أن تحدث أعضاء المجلس، نشبت الخلافات مجدداً بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث قالت جرينفيلد إنها تشعر "بخيبة أمل" نتيجة تصريحات نيبينزيا، مشددة على أن التهديدات الروسية بالعدوان "استفزازية". 

من جانبه، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، في بيان إن الاجتماع كان "خطوة مهمة لحشد العالم للتحدث بصوت واحد، لرفض استخدام القوة والسعي إلى وقف التصعيد العسكري". 

وفي بداية اجتماع في البيت الأبيض مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قال بايدن إن الولايات المتحدة تواصل الانخراط في "دبلوماسية مستمرة"، مضيفاً: "لكننا مستعدون مهما حدث".

وجاء تبادل الاتهامات في مجلس الأمن، بعد أن خسرت موسكو محاولة عرقلة الاجتماع، وعكست "الفجوة بين القوتين النوويتين"، إذ كانت تلك أول جلسة مفتوحة تحدث فيها جميع أطراف الأزمة علناً، رُغم عدم اتخاذ الكيان الأقوى داخل الأمم المتحدة أي إجراء.

رد روسي على الرد الأميركي

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، إنه "بوسعنا أن نؤكّد أنّنا تلقيّنا رداً مكتوباً من روسيا"، بشأن ملاحظات الكرملين على المقترحات الأميركية في الأزمة الأوكرانية، من دون أن يحدّد فحوى هذا الردّ.

وأضاف: "نعتقد أنّه لن يكون مجدياً التفاوض علناً، لذلك سنترك الأمر للروس للتحدّث عن ردّهم إذا ما رغبوا في ذلك". وتابع: "نبقى ملتزمين بالحوار لحلّ هذه القضايا، وسنواصل التشاور من كثب مع حلفائنا وشركائنا، بما في ذلك أوكرانيا".

من جانبهم، قال 3 مسؤولين في الإدارة الأميركية لـ"أسوشيتد برس"، إن الحكومة الروسية أرسلت بعد عدة ساعات من الجلسة رداً مكتوباً على مقترح أميركي يهدف إلى تهدئة الأزمة.

ورفض مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية الكشف عن تفاصيل هذا الرد للوكالة، قائلاً إنه "لن يكون مثمراً أن نتفاوض علناً"، وإنهم سيتركون الأمر لروسيا "لمناقشة الاقتراح".

وبالرغم من توقع ممارسة مزيد من الدبلوماسية عالية المستوى هذا الأسبوع، إلا أن المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا فشلت، حتى الآن، في تهدئة التوترات المتعلقة بالأزمة، مع تأكيد الغرب على أن موسكو "تعد للغزو"، وهو ما تنفيه روسيا.

وتطالب روسيا بتعهدات بعدم انضمام أوكرانيا مطلقاً إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" ووقف نشر الأسلحة بالقرب من حدودها ووقف التمدد شرقاً، في حين ترى واشنطن والحلف أن هذه المطالب "بداية غير جيدة" .

اقرأ أيضاً:

تصنيفات