كيف انتصر إيتو في معركته مع فيفا لتنظيم أمم إفريقيا؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
صامويل إيتو يقدم كأس أمم إفريقيا في نهائي نسخة عام 2019 في استاد القاهرة - 19 يوليو 2019 - AFP
صامويل إيتو يقدم كأس أمم إفريقيا في نهائي نسخة عام 2019 في استاد القاهرة - 19 يوليو 2019 - AFP
دبي-يوسف الشافعي

تستعد الكاميرون لاحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا 2021 التي تنطلق يوم الأحد القادم، في نسخة استثنائية مؤجلة عن العام الماضي بداعي تفشي فيروس كورونا المستجد.

ووضعت الكاميرون اللمسات الأخيرة على المرافق والملاعب التي ستحتضن الحدث القاري المنتظر، بعد نجاح النجم الأسطوري صامويل إيتو، المُنتخب حديثاً على رأس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، في التصدي لمحاولات إلغاء أو تأجيل النسخة الحالية من الـ"كان"، بحجة تفشي فيروس كورونا على مستوى العالم.

وبعدما قام الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" بسحب تنظيم كأس أمم إفريقيا 2019 من الكاميرون وتحويل وجهتها صوب مصر، بداعي فشل الكاميرون في تأمين الجانب اللوجيستي والتنظيمي للكأس، قام المسؤولون عن الـ"كاف" بمنح الكاميرون شرف تنظيم النسخة المقبلة التي كانت مبرمجة في يونيو 2021، قبل أن يتم تأجيلها بسبب فيروس كورونا.

تهديدات وضغوط كبيرة لإلغاء البطولة

شهدت الأسابيع الأخيرة من العام الماضي، حملة كبيرة من رابطة الأندية الأوروبية والاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قصد إلغاء أو تأجيل نهائيات كأس أمم إفريقيا.

وسلطت الأندية الأوروبية ضغطاً كبيراً على مسؤولي "فيفا" من أجل إرغام الاتحاد الإفريقي لكرة القدم على تغيير موعد البطولة أو إلغائها بهدف الحفاظ على نجومها وعدم إرسالهم للمشاركة رفقة منتخباتهم في الحدث القاري.

وشنّت وسائل الإعلام المختلفة وخاصة الأوروبية منها حملة شرسة تُنذر بقرب إعلان إلغاء أو تأجيل كأس أمم إفريقيا تخوفاً من التفشي الكبير لمتحور فيروس كورونا "أوميكرون".

انتخاب إيتو رئيساً للاتحاد الكاميروني لكرة القدم

وفي الوقت الذي كانت فيه الكاميرون تعاني من ضغوط كبيرة من أجل الانصياع لرغبة الأوروبيين بإلغاء أو قبول مقترح تأجيل نهائيات كأس أمم إفريقيا، تم انتخاب النجم الأسطوري لكرة القدم الإفريقية وهدّاف برشلونة وإنتر ميلان السابق، صامويل إيتو، رئيساً للاتحاد الكاميروني لكرة القدم، ليبدأ بنفسه العمل الميداني والوقوف على تسريع وتيرة العمل لإنهاء كل التفاصيل الخاصة بتنظيم بلاده للحدث القاري.

وشرع الرئيس الجديد للاتحاد الكاميروني في الرد على كل المحاولات الأوروبية لإحباط مخططات الأفارقة في تنظيم الكأس في موعدها المحدد، إذ عمل على الاجتماع مع رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، ووضعه في أجواء كل صغيرة وكبيرة محيطة بالاستعداد لتنظيم الكأس.

الحرب مع "فيفا" وكبار أوروبا

بعد نهاية كأس العرب "فيفا قطر 2021"، قام رئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينو بالاتصال بنظيره في الاتحاد الكاميروني صامويل إيتو قصد إقناعه بضرورة إلغاء أو تأجيل كأس أمم إفريقيا بسبب تفشي فيروس كورونا حول العالم، الأمر الذي رفضه إيتو جملة وتفصيلاً.

رفض إيتو جعل رئيس "فيفا" يلجأ إلى الخطة البديلة بمحاولة حشد أصوات أعضاء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" والبالغ عددهم 23 عضواً.

وفي ظل الضغوط الممارسة من رابطة الأندية الأوروبية المحترفة، التي سعت جاهدة لإلغاء كأس أمم إفريقيا من أجل الاحتفاظ بلاعبيها الأفارقة، سعى "فيفا" إلى الضغط على أعضاء الـ"كاف" وإقناعهم بالتصويت على مقترح الإلغاء، مما دفع 11 عضواً منهم إلى الموافقة على مقترح إنفانتينو، بينما رفض 12 عضواً ذلك واصطفوا إلى جانب إيتو في معركته مع الاتحاد الدولي لكرة القدم.

إيتو يفتح النار على رؤساء الاتحادات الإفريقية

فتح صامويل إيتو النار على بعض رؤساء الاتحادات الكروية القارية، متحدثاً عن الخيانة والوقوف ضد مصلحة القارة الإفريقية.

وتحدى النجم الكاميروني الجميع في معركته لإنقاذ تنظيم بلاده لنهائيات كأس أمم إفريقيا، وخاض معركة إعلامية ضد الجميع.

وصرح إيتو حينها لـ"كنال سبور أفريك بلاس": "لا يوجد سبب مقنع لعدم إقامة الكأس في موعدها المحدد، في جميع الحالات الاتحاد الكاميروني الذي أمثله سوف يكافح جاهداً ضد الأصوات التي تدعم قرار التأجيل".

وتابع إيتو حديثه قائلاً: "بطولة أوروبا، الصيف الماضي، أقيمت في العديد من المدن الأوروبية، وكانت الملاعب كلها ممتلئة حينها في عز الأزمة الصحية ولم تكن هناك أي تداعيات أو أصوات تنادي بالتأجيل أو الإلغاء.. لا أعلم لماذا ينادون الآن بعدم إقامة الكأس في الكاميرون في وقتها.. أريد سبباً واحداً مقنعاً".

وأضاف: "إذا ما أرادوا أن يقولوا لنا إننا لا نساوي شيئاً ويجب أن نرضخ لمطالبهم كالعادة، يجب أن يقولوا لنا ذلك".

وأنهى حديثه:" الشيء المُخجل أن هناك أطرافاً إفريقية تتعاون معهم في الموضوع".

إيتو يضع رئيس الكاميرون أمام الأمر الواقع

استمر الضغط الأوروبي الكبير ووصل إلى سدة الحكم في الكاميرون، وبدأ رئيس البلاد بول بيا ينصاع للأصوات المنادية بضرورة الرضوخ للأمر الواقع وقبول مقترح التأجيل أو الإلغاء، ورفض استقبال رئيس الاتحاد الإفريقي الذي كان يقوم بجولة تفقدية للمرافق.

ولكن الرئيس الكاميروني رضخ للحملة الإعلامية الكبيرة التي شنها صامويل إيتو، ووافق على استقبال باتريس موتسيبي بمناسبة زيارته للكاميرون للوقوف على استعداداتها لتنظيم البطولة.

وبعد زيارته الكاميرون خرج رئيس الـ"كاف" بتصريح طمأن به الجميع، مؤكداً أنه سيعود رفقة عائلته لحضور افتتاح كأس أمم إفريقيا في موعدها المحدد.

وبذلك نجح صامويل إيتو في كسب معركته ضد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والأندية الأوروبية، ليقلب الطاولة على الجميع وينجح في الحفاظ على وعده بتنظيم كأس أمم إفريقيا في موعدها المحدد.