رغم تحفظات موسكو.. فنلندا تصر على حق الانضمام إلى "الناتو"

time reading iconدقائق القراءة - 5
شعار حلف شمال الأطلسي "الناتو" خلال اجتماع لوزراء الدفاع بالدول الأعضاء في بروكسل - 21 أكتوبر 2021 - REUTERS
شعار حلف شمال الأطلسي "الناتو" خلال اجتماع لوزراء الدفاع بالدول الأعضاء في بروكسل - 21 أكتوبر 2021 - REUTERS
دبي -الشرق

قالت صحيفة "فاينانشال تايمز"، إن تصاعد التوتر العسكري على الحدود بين روسيا وأوكرانيا، أشعل الجدل في فنلندا، بشأن ما إذا كان يتعين على الدولة الأسكندنافية الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، متحدية بذلك مطالب موسكو التي تسعى للحد من توسع التحالف العسكري في أوروبا.

وأشارت الصحيفة البريطانية في تقرير، الأحد، إلى أن الرئيس الفنلندي سولي نينيستو، ورئيسة الوزراء سانا مارين، استغلا خطابيهما بمناسبة العام الجديد، للتأكيد على احتفاظ فنلندا بخيار السعي للحصول على عضوية "الناتو" في أي وقت.

"مجال المناورة"

ونقلت الصحيفة عن الرئيس الفنلندي قوله: "دعونا نقول مجدداً، مجال فنلندا للمناورة وحرية الاختيار تشمل أيضاً إمكانية الاصطفاف العسكري والتقدم لعضوية الناتو، إذا قررنا نحن ذلك".

كما حذر نينيستو الغرب من أنه يخاطر بتمكين روسيا، إذا استبعد التهديد بعمل عسكري محتمل.

ومستشهداً بمقولة وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر بشأن استرضاء ألمانيا النازية، قال الرئيس الفنلندي: "كلما كان تجنب الحرب هو الهدف الأساسي لمجموعة من القوى، كان النظام الدولي تحت رحمة أعتى أعضائه".

وفي خطابها، قالت رئيسة الوزراء الفنلندية إن لكل دولة الحق في تقرير سياستها الأمنية، مؤكدة: "لقد أظهرنا أننا تعلمنا من الماضي. لن نتخلى عن مساحتنا للمناورة".

على نحو مماثل، قال بيتيري أوربو، زعيم حزب الائتلاف الوطني، حزب المعارضة الرئيسي، وهو مؤيد منذ فترة طويلة لعضوية الحلف، إن "الوقت قد حان الآن لمناقشة ما إذا كان ينبغي لفنلندا التقدم بطلب أم لا"، معرباً عن اعتقاده بأن انضمام بلاده سيحسن أمنها وأمن المنطقة المجاورة.

وأضاف أوربو، الخميس، في بيان على الموقع الإلكتروني لحزبه: "روسيا أشارت مؤخراً إلى أن عضوية الناتو المحتملة لفنلندا والسويد ستجبرها على الانتقام عسكرياً. مثل هذا الخطاب أمر يستحق الاستنكار، وفي نهاية المطاف يخبرنا المزيد عن أن أهداف روسيا النهائية أكثر من أهداف فنلندا أو السويد. فنلندا لا تشكل تهديداً لروسيا الآن أو بأي طريقة أخرى".

تعزيز أمن المنطقة

في غضون ذلك، يعتقد سياسيون بارزون في دول البلطيق الثلاثة: إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، أن عضوية فنلندا والسويد في الناتو ضرورية، لتحسين الوضع الأمني على الحدود الغربية لروسيا، وسط مخاوف ليس فقط بشأن أوكرانيا، ولكن أيضاً بشأن بيلاروسيا واستخدامها للمهاجرين لاختبار بولندا وليتوانيا ولاتفيا.

من جهته، قال ماركو ميكلسون، رئيس لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية في إستونيا، إن انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو "يمكن أن يجعل شمال أوروبا بأكملها أكثر استقراراً وأماناً".

وفنلندا هي واحدة من الدول الأوروبية القليلة التي لم تقلل من قوتها العسكرية بشكل كبير بعد الحرب الباردة، لأن حدودها التي يبلغ طولها 1340 كيلومتراً مع روسيا، وذكريات الحرب التي دارت رحاها بين عامي 1939 و1940 ضد الاتحاد السوفيتي، جعلت للمسائل الأمنية أولوية قصوى، بحسب الصحيفة.

علاوة على ذلك، احتفظت فنلندا أيضاً بعلاقات دبلوماسية وتجارية وثيقة مع روسيا، ويقول خبراء أمنيون إن نينيستو ربما يكون الزعيم الأوروبي الأكثر احتراماً من قبل نظيره الروسي بوتين، الذي يجري معه محادثات منتظمة.

محادثات مع موسكو

وفي الوقت الذي تحشد فيه روسيا نحو 100 ألف جندي على الحدود الشرقية لأوكرانيا، من المقرر أن تجتمع واشنطن وموسكو والدول الأعضاء في الناتو، لإجراء محادثات خلال يناير الجاري. ومن المقرر أن يجري الرئيس الأميركي جو بايدن محادثات مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد. 

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سبق أن رفض استبعاد العمل العسكري، وحذر من أن لديه "جميع أنواع الخيارات"، في حال عدم تلبية مطالبه "بضمانات أمنية" للحد من توسع الناتو.

ولفتت "فاينانشال تايمز" إلى أن فنلندا وجارتها السويد دولتان غير منحازتين عسكرياً، ولكنهما ترتبطان بتعاون متزايد مع الناتو بالإضافة إلى علاقات ثنائية قوية مع أعضاء الحلف مثل الولايات المتحدة والنرويج والمملكة المتحدة.

وعلى الرغم من أنه لا يوجد أي توجه، بحسب الصحيفة، على أن فنلندا على وشك التقدم بطلب للحصول على عضوية الناتو، لكن نشاط روسيا على حدود أوكرانيا وقائمة مطالبها قبل الكريسماس مباشرة أشعلت الجدل الداخلي في هلسنكي إلى مستوى شوهد آخر مرة بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.

تحذير أميركي

وتنفي موسكو أي نية لغزو أوكرانيا وتقول إنها مهددة بـ"استفزازات" من كييف وحلف شمال الأطلسي الذي تطالبه بعدم توسعه في الجمهوريات السوفيتية السابقة. 

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، إنه أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي بأن التحرك ضد أوكرانيا سيؤدي إلى فرض عقوبات، وزيادة الوجود الأميركي في أوروبا.

وتبادل الرئيسان التحذيرات حول أوكرانيا في الاتصال الهاتفي، الذي استمر 50 دقيقة الخميس.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات