محادثات فيينا: واشنطن تهدد طهران بالتصعيد.. وإيران تطالب برفع العقوبات

time reading iconدقائق القراءة - 5
مقر انعقاد المحادثات النووية مع إيران في العاصمة النمساوية فيينا  - Getty Images
مقر انعقاد المحادثات النووية مع إيران في العاصمة النمساوية فيينا - Getty Images
فيينا-رويترز

هددت الولايات المتحدة، الخميس، بمواجهة إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر المقبل، حال عدم تعاونها بشكل أكبر مع الوكالة، في تصعيد قد يقوض المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي مع إيران لعام 2015، والمقرر استئنافه الأسبوع المقبل.

وقالت واشنطن في بيان لمجلس محافظي الوكالة، أوردته وكالة "رويترز": "إذا لم يُعالج عدم تعاون إيران فوراً، فلن يكون أمام المجلس خيار سوى معاودة الاجتماع في جلسة استثنائية قبل نهاية العام للتعامل مع الأزمة".

ولفتت إلى أنها تشير إلى إعادة تركيب كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في منشأة كرج النووية، التي تُصنع أجزاءً لأجهزة الطرد المركزي المتطورة التي تخصب اليورانيوم.

وتخوض طهران عدة أزمات مع وكالة الطاقة الذرية، التي يعقد مجلس محافظيها المؤلف من 35 دولة، اجتماعاً ربع سنوي الأسبوع المقبل.

"رفع العقوبات"

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الجمعة، إن بلاده تريد رفع جميع العقوبات، قبل 3 أيام من استئناف المحادثات النووية في فيينا.

وأضاف في محادثة هاتفية مع جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "إذا كانت الأطراف المتعارضة على استعداد للعودة لكامل التزاماتها ورفع العقوبات، فسيكون بالإمكان التوصل إلى اتفاق جيد بل وفوري".

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن أمير عبد اللهيان قوله "تريد إيران اتفاقاً جيداً يمكن التحقق منه"، لافتة إلى أن وزير الخارجية الإيراني قال لبوريل إن "طهران ستحضر محادثات فيينا بحسن نية" رغم انتهاك الولايات المتحدة لاتفاق 2015.

"30 كيلوجراماً من اليورانيوم بتخصيب 60%"

قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، إن إيران تمتلك في الوقت الحاضر أكثر من 30 كيلوجراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%.

وأضاف في تصريحات نشرتها وكالة أنباء فارس الإيرانية، الجمعة، أن كمية اليورانيوم المخصب بنسبة 20% ستصل إلى ضعف الكمية التي حددها البرلمان في قانون المبادرة الاستراتيجي لرفع الحظر المفروض على بلاده.

"الوقت ينفد"

في السياق، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، الأربعاء، إنه "لا يعلم ما إذا كانت المنشأة قد عادت للعمل أم لا"، محذراً من أن الوقت المتاح للتوصل إلى اتفاق "بدأ ينفد".

وأوضحت الوكالة أن الهدف من عقد اجتماع استثنائي لمجلس محافظي الوكالة هو تمرير قرار ضد إيران، ما سيكون تصعيداً دبلوماسياً سيثير غضب طهران، وقد يهدد ذلك المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن إحياء الاتفاق النووي المقرر استئنافها الاثنين المقبل.

من جانبها، قالت طهران، الخميس، إن المفاوضات تمثل "فرصة لإثبات حسن النوايا"، و"رفع الحظر" المفروض عليها.

وقال مندوب إيران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد رضا غائبي، إنَّ الجولة المقبلة من المفاوضات الرامية لاستعادة الاتفاق النووي توفر فرصة فريدة للأطراف الأخرى بالاتفاق والولايات المتحدة، لإثبات حسن نواياهم بالنسبة للعودة إلى التنفيذ الكامل لالتزاماتهم، من خلال إلغاء جميع إجراءات الحظر بطريقة فعالة.

منشأة "كرج"

وتُخصص منشأة كرج، المدينة الواقعة غربي طهران، لتصنيع أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم.

وكانت إيران أعلنت في 23 يونيو الماضي، إحباط عملية "تخريب" استهدفت مبنى تابعاً لمنظمة الطاقة الإيرانية قالت وسائل إعلام محلية في حينه إنه كان منشأة كرج.

وقالت طهران آنذاك إنه "هجوم شنته إسرائيل دمر واحدة من أصل 4 كاميرات تابعة للوكالة هناك، وإن اللقطات التي صورتها الكاميرا المدمرة مفقودة"، وبعدها أزالت إيران كل الكاميرات، لكن إسرائيل لم تعلق على الأمر.

وتمنع إيران دخول الوكالة لإعادة تثبيت كاميرات المراقبة في ورشة بمجمع تيسا كرج، كما تواصل تعريض مفتشي الوكالة لتفتيش جسدي مبالغ فيه، في حين تسعى الوكالة للبحث عن إجابات بشأن مصدر جزيئات من اليورانيوم عُثر عليها في مواقع قديمة، لكنها غير معلنة فيما يبدو.

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب انسحب أحادياً من الاتفاق النووي في العام 2018، والذي رفع العقوبات عن إيران في مقابل قيود على أنشطتها النووية، كما أعاد ترمب فرض عقوبات صارمة عليها ووسعت طهران بعدها تدريجياً نشاطها النووي وقلصت التعاون مع الوكالة.

اقرأ أيضاً: