يائير لَبيد.. نجم تلفزيوني يهدد بإطاحة نتنياهو من السلطة

time reading iconدقائق القراءة - 5
لافتة انتخابية تصور زعيم حزب "يش عتيد" الإسرائيلي يائير لَبيد في تل أبيب، 23 مارس 2021 - REUTERS
لافتة انتخابية تصور زعيم حزب "يش عتيد" الإسرائيلي يائير لَبيد في تل أبيب، 23 مارس 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

دخلت إسرائيل مرحلة حبس الأنفاس لتشكيل حكومة خلال أسبوع، مع موافقة زعيم حزب "يمينا" اليميني المتطرف، نفتالي بينيت، على عرض رئيس حزب "يش عتيد" الوسطي، يائير لَبيد، تشكيل حكومة يرأسانها بالتناوب، تلافياً لانتخابات خامسة خلال عامين.

وإذا نجحت مساعي التأليف عبر مراعاة المهلة الدستورية وحشد التأييد البرلماني، فسيصبح نفتالي بينيت رئيساً للحكومة حتى سبتمبر 2023، يخلفه يائير لابيد حتى نوفمبر 2025؛ رغم أن لَبيد هو من كُلف أساساً بمهمة التأليف بعد فوز حزبه بثاني أكبر عدد مقاعد في انتخابات الكنيست الأخيرة.

فمن هو يائير لَبيد؟ ومن أين استمد الشعبية التي خولته اقتناص فرصة إطاحة بنيامين نتنياهو من منصبه كصاحب أطول فترة حكم في تاريخ إسرائيل؟

نجم تلفزيوني

ولد يائير لَبيد في نوفمبر 1963 في تل أبيب، وكان والده تومي لَبيد صحافياً ووزيراً للعدل. أما والدته شولاميت، فهي كاتبة روايات بوليسية شهيرة في إسرائيل أصدرت سلسلة بطلتها صحافية.

بدأ لَبيد عمله في الشأن العام كصحافي في جريدة "معاريف"، ثم في "يديعوت أحرونوت" الأوسع انتشاراً بين الصحف الإسرائيلية، ما جعل اسمه معروفاً في البلاد. 

وبالتوازي، واصل ممارسة نشاطات متفرقة، مثل رياضة الملاكمة والفنون القتالية، كما كتب روايات بوليسية ومسلسلات تلفزيونية، وألف وأدى أغنيات، ولعب حتى أدواراً في أفلام؛ وسمح له التلفزيون بفرض نفسه نموذجاً لـ"المواطن العادي".

حقق برنامجه الحواري في سنوات الألفية الأولى أكبر جمهور، وقدم نفسه على أنه وطني وليبرالي وعلماني، وكسب صدقية متزايدة في السياسة. وحين اعتزل العمل في التلفزيون عام 2012 لتأسيس حزبه "يش عتيد" (هناك مستقبل)، اتهمه منتقدوه باستغلال شعبيته كمقدم برامج ناجح لكسب تأييد الطبقة الوسطى.

هدف طرد نتنياهو

خلال 10 سنوات، واصل لَبيد مسيرته السياسية بتولي وزارة المال في إحدى حكومات نتنياهو بين 2013 و2014. وتمكن من إعادة ترتيب صفوف الوسط، لكنه يلقى تنديداً في أوساط اليهود المتشددين.

وخاض لَبيد الانتخابات التشريعية السابقة في مارس 2020 ضمن الائتلاف الوسطي "أزرق أبيض" بزعامة الجنرال بيني غانتس، لكنه انسحب منه بعد إبرام غانتس اتفاقاً مع نتنياهو على تشكيل حكومة ائتلافية بالتناوب. والحصيلة، تراجع التأييد الشعبي لغانتس، فيما أصبح لَبيد زعيم المعارضة.

 وحدد لَبيد لنفسه هدفاً معلناً هو طرد نتنياهو - رئيس الوزراء الأطول عهداً في تاريخ إسرائيل - من منصبه، بعدما اتُهم رسمياً في قضايا فساد.

ومجدداً، خاض لَبيد الانتخابات التشريعية في 23 مارس 2021، وحل حزبه في المرتبة الثانية حاصداً 17 مقعداً نيابياً من أصل 120 في الكنيست. 

وفي 5 مايو الماضي، كلفه الرئيس رؤوفين ريفلين بتشكيل الحكومة إثر إخفاق نتنياهو في المهمة؛ لكنه أكد أنه لا يسعى إلى المنصب، بل يريد التحالف مع أحزاب أخرى بهدف إزاحة "نتانياهو الملك" عن عرشه.

ورغم نجوميته، يقدّر الإسرائيليون "تواضع" لَبيد، فهو "يمتنع عن أي تمجيد للذات.. وهو الأقل مطابقة لمواصفات المرشح من بين جميع المرشحين لمنصب رئيس الوزراء"، وفق ما كتب الصحافي يوفال كارني في "يديعوت أحرونوت" قبل الانتخابات. 

"دولتان لشعبين"

ويدعم لَبيد استئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ويدعو إلى "دولتين لشعبين"، على أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، ومع الحفاظ على المستوطنات الكبيرة و"القدس الموحدة" بقيادة إسرائيل. ويعتبر أن دولة واحدة للإسرائيليين والفلسطينيين "ستهدد الطابع اليهودي لإسرائيل".

ويؤيد لَبيد الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان المحتلة، معللاً الأمر بأن "إسرائيل لا يمكن أن تتنازل عنها طالما تحاول إيران تأسيس موطئ قدم لها في سوريا".

اقرأ أيضاً: