هيئة التراث السعودية: اكتشاف هجرات مبكرة من إفريقيا للجزيرة العربية

time reading iconدقائق القراءة - 6
الآثار التي عُثر عليها في موقعي جبة وخل عميشان.  - www.spa.gov.sa
الآثار التي عُثر عليها في موقعي جبة وخل عميشان. - www.spa.gov.sa
دبي- الشرق

أعلنت هيئة التراث السعودية، الأربعاء، اكتشافات أثرية حديثة شمالي البلاد، تُظهر وجود دلائل على هجرات بشرية مبكرة من قارة إفريقيا إلى الجزيرة العربية، بدأت قبل نحو 400 ألف سنة، وتكررت على مراحل زمنية متعددة.

وأوضحت الهيئة أن البعثة السعودية الدولية التي شارك فيها أخصائيون من جامعات ومراكز عالمية مرموقة، عثرت على بقايا أدوات حجرية وعظام حيوانية متحجرة، وُجدت ضمن طبقات البحيرات الجافة في صحراء النفود، شمال غربي السعودية.

وعُثر في موقع خل عميشان، في أطراف منطقة تبوك، على آثار تعود إلى 400 ألف سنة، تشمل فؤوساً آشولية، تعتبر أقدم البقايا الأثرية المؤرخة في الجزيرة العربية.

كما قدم الفريق العلمي نتائج الدراسة الأثرية لموقع جُبة بمنطقة حائل، وهو عبارة عن بحيرة قديمة ضمت طبقات أثرية، تُماثل ما تم العثور عليه في خل عميشان، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس".

ونشرت مجلة "نيتشر" العلمية، دراسة تناولت تاريخ عدد من طبقات الرواسب للبحيرات القديمة في موقعي جبة وخل عميشان وسط صحراء النفود الكبير، والتي تُمثل فترات مطيرة مرت بها الجزيرة، كما كشفت أن مراحل الوجود البشري المتعددة تميزت ببقايا أثرية، تختلف سماتها وخصائصها في كل فترة من فتراتها.

5 موجات هجرة

وتمكن الفريق البحثي من تحديد خمس موجات من الهجرات البشرية إلى الجزيرة العربية من إفريقيا، ارتبطت بتحسن الظروف المناخية وانحسار الجفاف.

وأظهرت الدراسة وجود صناعات حجرية آشولية يعود عمرها إلى 200 ألف سنة، وتعد حديثة نسبياً مقارنة بمثيلاتها في جنوب غربي آسيا، مؤكدة ارتباط هذه المواقع الأثرية بنشاطات صناعة الأدوات الحجرية، بدلاً من كونها تُمثل مواقع معيشية لإقامة الجماعات البشرية.

وبينت دراسة البقايا العظمية الحيوانية وجود عظام حيوان فرس النهر، وحيوانات أخرى من فصيلة البقريات على مدى فترات زمنية متعددة، ما يؤكد وجود بيئة غنية بالمسطحات المائية والغطاء النباتي الكثيف في شمال الجزيرة العربية، وهو ما يتطابق إلى حد كبير مع أحوال المناخية السائدة في شمال إفريقيا.

أدوات حجرية

وضمت الطبقة الأثرية المُبكرة في موقع خل عميشان، التي تعود إلى نحو 400 ألف سنة، فؤوساً آشولية، إذ تعد أقدم البقايا الأثرية المؤرخة في الجزيرة العربية، كما تضم الطبقة التي تعلوها فؤوساً حجرية تميزت بصغر حجمها، ويعود عمرها إلى نحو 300 ألف سنة مضت.

وتعلو الطبقة أدوات حجرية غابت عنها الفؤوس وأظهرت أولى دلالات التقنية التصنيعية المعروفة بالليفلوازية، التي تعود إلى 200 ألف عام، وتلي ذلك طبقتان أثريتان أقدمهما تعود إلى أكثر من 75 ألف عام، فيما الطبقة الأحدث تعود إلى 55 ألف عام، في حين تميزت الطبقتان بتقنية ليفلوازية مميزة.

ويُعد موقع خل عميشان بمنطقة تبوك من المواقع الأثرية الفريدة على مستوى الجزيرة العربية، لاحتوائه على طبقات أثرية عدة، تضم معلومات بيئية من فترات مختلفة. 

 يشار إلى أن الحضارة الآشولية استمرت حتى الفترات الرطبة من أواخر عصر البلايستوسين الأوسط التي عاصرتها تقنية الصناعة الليفلوازية في نهاية فترة الحضارة الآشولية، وتعد هذه الصناعات الحجرية فريدة في مزاياها التقنية ولا تشبه مثيلاتها في شرق البحر المتوسط.

وأظهرت الصناعات الحجرية المكتشفة، التي تعود اثنتان منها إلى الحضارة الآشولية والثلاث الأخريات إلى العصر الحجري القديم المتوسط، تبايناً تقنياً يؤكد اختلاف هذه المجموعات البشرية عن بعضها البعض.

اقرأ أيضاً: