ليبيا.. الخلاف السياسي "يزداد تعقيداً" وتحركات لوقف تصدير النفط

time reading iconدقائق القراءة - 5
مجمع مليتة للنفط والغاز غرب طرابلس - REUTERS
مجمع مليتة للنفط والغاز غرب طرابلس - REUTERS
بنغازي-الشرق

تشهد ليبيا استنفاراً أمنياً كبيراً بعد تحرك تشكيلات مسلحة في العاصمة طرابلس، السبت، وسط خلافات سياسية عميقة بين حكومة فتحي باشاغا المنتخبة من قبل البرلمان، وحكومة عبد الحميد الدبيبة المقالة من البرلمان.

وتلت هذه التطورات الأمنية تحركات لوقف إنتاج وتصدير النفط في عدد من المناطق للضغط على حكومة الدبيبة، كان أحدثها توقف عمليات حقل الفيل، غرب البلاد ، والذي ينتج 65 ألف برميل نفط خام يومياً، وذلك بعد تجمع متظاهرين في الموقع للمطالبة بإقالة الدبيبة، بحسب "بلومبرغ".

ويقع حقل الفيل بالقرب من حقل الشرارة، أكبر حقل نفطي في ليبيا، ويتم شحن إنتاجه من النفط من مينائي الزاوية ومليتة. ومن غير الواضح ما إذا كان سيتم تخفيض الشحنات من هاذين الميناءين.

وقال مهندسان في ميناء الزويتينة النفطي لوكالة "رويترز"، إن الصادرات من الميناء توقفت بعد دخول محتجين صباح الأحد. وأضافا أن ناقلة نفط مُنعت من تحميل مليون برميل في الميناء النفطي.

خسائر كبيرة

وأعلن بيان صادر عمن وصفوا أنفسهم بـ"أعيان الجنوب الليبي"، إيقاف إنتاج وتصدير النفط من الحقول في المنطقة بشكل كامل اعتباراً من السبت 16 أبريل الجاري، حتى خروج حكومة الدبيبة من المشهد في طرابلس، وتسليمها السلطة إلى حكومة فتحي باشاغا، وفق ما أفاد موقع "بوابة الوسط" المحلي.

كما أعلن بيان صادر عمن وصفوا أنفسهم بـ"أهالي وأعيان وسكان بلدية الزويتينة سلطان النفطية"، إيقاف إنتاج وتصدير النفط من ميناء الزويتينة النفطي والحقول التابعة له بشكل كامل، اعتباراً من السبت أيضاً، حتى خروج حكومة الدبيبة.

وتُشير بيانات "بلومبرغ" إلى أن متوسط إنتاج ليبيا من النفط الخام بلغ ما يزيد قليلاً عن مليون برميل يومياً هذا العام، مقارنة بـ 1.2 مليون برميل تقريباً في عام 2021.

ويأتي هذا الانخفاض الذي يُكبد ليبيا خسائر في الإيرادات بقيمة ملايين الدولارات، في وقت تشهد فيه سوق النفط العالمية منافسة شديدة، إذ ارتفعت أسعار خام برنت إلى أكثر من 100 دولار للبرميل بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

و وزارة النفط والغاز في حكومة الدبيبة، بياناً بشأن إغلاق عدد من الحقول النفطية، مشيرة إلى أنها تدعم "المطالب المشروعة، سواء من عاملين أو حرس منشآت نفطية أو مواطنين"، وتدعوهم إلى "تغليب المصلحة العليا، وعدم الزج بالنفط في المعركة السياسية".

باشاغا يحمّل الدبيبة المسؤولية

وقال رئيس الحكومة الليبية المنتخبة من قبل البرلمان فتحي باشاغا، الأحد، إن البيانات الصادرة عن القوى الأمنية والعسكرية في ‫مصراتة و‫طرابلس تؤكد "نهجنا الثابت بعدم استعمال القوة".

وأضاف في تغريدة على تويتر أنه "يشيد بهذه البيانات ويحمّل الحكومة المنتهية الولاية (حكومة عبد الدبيبة الحالية) مسؤولية التصعيد والتحريض على العنف".
 
ودان باشاغا ما قال إنه "إهدار المال العام وتسخير ثروات الدولة الليبية لصالح حكومة خارجة عن الشرعية، تسعى لبث الفتنة ونشر الفوضى للاستمرار في السلطة"، مضيفاً: "سنواجه هذا الانحراف بالطرق السياسية بحزم وجدية".

وشهدت العاصمة طرابلس، السبت، تحركات مكثفة لتشكيلات عسكرية، ضمن ترتيبات لدخول رئيس الحكومة الليبية المكلف من البرلمان فتحي باشاغا لاستلام مقار الحكومة.

وقالت مصادر لـ"الشرق" إن "تحركات الكتائب تخص مجموعات مسلحة من مدينتي الزنتان والزاوية، غرب العاصمة"، فيما أشارت إلى "استعداد قوات تابعة لمدير إدارة الاستخبارات العسكرية وآمر المنطقة العسكرية الغربية اللواء أسامة جويلي، الذي عيّنه الدبيبة، لدخول طرابلس".

صراع بين حكومتين

وعاشت ليبيا في خضم معركة حول السلطة، وأدى باشاغا في 4 مارس الجاري اليمين أمام البرلمان الذي يتخذ من طبرق، شرق البلاد، مقراً له ليتولى منصب رئيس الحكومة، بعد فشل حكومة الدبيبة في إجراء انتخابات في ديسمبر الماضي.

في المقابل، لا يزال الدبيبة (المُقال من البرلمان) في طرابلس غرب البلاد، يرفض التنازل عن السلطة، قائلاً إنه سيواصل العمل من أجل الإعداد لإجراء انتخابات ينتهي معها عمل حكومته، واعتبر أن "أي حل غير ذلك هو تمديد للأزمة ولن يقبله الشعب الليبي".

 الأربعاء، انطلقت اجتماعات اللجنة المشتركة من مجلسي النواب والأعلى للدولة الليبيين في العاصمة المصرية القاهرة، حيث يرتقب أن تستمر حتى 20 من الجاري، وفقاً لما أعلنه المتحدث الرسمي لمجلس النواب عبد الله بليحق.

وتأتي الاجتماعات التي تعقد برعاية الأمم المتحدة، وتحتضنها مصر، في إطار المساعي للوصول إلى قاعدة دستورية تمكن الأطراف من عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أسرع وقت ممكن. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات