قائد عسكري أميركي يحذر من حرب أهلية في أفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 4
قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر خلال مراسم عسكرية في كابول- 2 سبتمبر 2018 - REUTERS
قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر خلال مراسم عسكرية في كابول- 2 سبتمبر 2018 - REUTERS
دبي-الشرق

أعرب قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر، الثلاثاء، عن قلقه العميق من أن تنزلق أفغانستان إلى حرب أهلية وتواجه "أوقاتاً عصيبة للغاية"، ما لم تتوحد القيادة المنقسمة ويتم التحكم في الجماعات المسلحة العشوائية، وفق صحيفة "واشنطن بوست".

ووصف ميلر، عملية الانسحاب من أفغانستان بأنها "تسير على ما يرام، من وجهة نظر عسكرية"، لكنه أقر بأن الرحيل الذي يلوح في الأفق، أضر بالمعنويات لقوات الدفاع الأفغانية، التي قال إنها مرهقة بالفعل بعد شهور من القتال العنيف.

وتأتي تصريحات الجنرال الأميركي في وقت تواصل قوات طالبان تقدمها السريع عبر المقاطعات الشمالية، وتزيد من رقعة توسعها باتجاه مناطق ريفية أخرى، الأمر الذي جعلهم أقرب إلى العاصمة كابول، وفقاً للصحيفة.

توسع حركة طالبان

في الوقت الذي من المفترض أن تجرى فيه محادثات السلام بين الفرقاء الأفغان، شنت طالبان "هجوماً على مستوى البلاد"، وأفادت وسائل إعلام محلية بأنه خلال الـ48 ساعة الماضية، اجتاح مقاتلون من الحركة أجزاء من مقاطعتين شمال وجنوب العاصمة كابول، وهاجموا مواقع أمنية في منطقة ثالثة على الحدود الغربية للمدينة.

وأشار ميلر الذي يقود أيضاً قوات الناتو في أفغانستان، إلى أن "الوضع الأمني ​​ليس جيداً"، مستشهداً بالخسارة المستمرة للأراضي، والضحايا وانسحاب القوات الحكومية، وتابع: "هجوم طالبان يدفع الأفغان للانضمام إلى القتال".

ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أنه بحسب تقديرات الخبراء، تسيطر قوات طالبان حالياً على ما يصل إلى 140 من مقاطعات، البلاد البالغ عددها 370 مقاطعة، وتُعد نشطة أو مؤثرة في 170 أخرى، في حين أعطى القادة العسكريون الأميركيون والأفغان تقديرات أقل بكثير.

وقال مسؤولون في كابول، إن طالبان استولت الأسبوع الماضي على منطقتين في مقاطعتي كبيسا وباروان، وكلتاهما تقع على طول الطريق الرئيسي السريع بين كابول والشمال. كما سيطر مقاتلو الحركة على بلدة في ولاية وردك الواقعة على الطريق المؤدي جنوباً إلى مدينة قندهار.

خطة الانسحاب متواصلة

في الأسبوع الماضي، التقى الرئيس الأفغاني أشرف غني نظيره الأميركي جو بايدن في واشنطن، وذلك بالتزامن مع إكمال الولايات المتحدة سحب نصف قواتها ومعداتها على الأقل، ضمن عملية أعلن بايدن في أبريل الماضي، أنها ستكتمل بحلول 11 سبتمبر المقبل.

وعلى الرغم من مناشدات بعض أعضاء الكونغرس وتقارير المخابرات الأميركية التي قدّرت أن حكومة غني قد تسقط في غضون 6 إلى 12 شهراً من الانسحاب، فإن الرئيس بايدن لم يعطِ أي مؤشر لتمديد فترة سحب القوات.

واستبعد ميلر حدوث أي تغيير في الجدول الزمني للخطة، لكنه شدد على أن لديه "القدرة والسلطة الكاملة" لتقديم الدعم المسلح للقوات البرية الأفغانية، بما في ذلك الضربات الجوية، التي يؤكد القادة العسكريون الأفغان دائماً أنها "أمر حاسم لصد هجمات طالبان".

وفي الوقت الذي أكد فيه الجنرال الأميركي استعداد القوات الجوية الأفغانية من ناحية التدريبات والتجهيزات، لتنفيذ مهام قتالية، أبدى تشاؤماً حيال المستقبل الأمني للبلاد، إذا ما أكملت الولايات المتحدة انسحابها، وقال إنه يشعر بالقلق من انزلاق أفغانستان إلى حالة من العنف قد تتحول إلى حرب أهلية.

وذكرت "واشنطن بوست"، أن ميلر لم يعلق بشكل مباشر على احتمالية انهيار حكومة أشرف غني بعد الانسحاب الأميركي، لكنه اعتبر أن  الأمر منوط بتوحد القوى السياسية المتنافسة في البلاد.