تركمانستان.. انتخاب نجل الرئيس يُكرس حكم "السلالة السياسية"

time reading iconدقائق القراءة - 8
الرئيس المنتخب لتركمانستان سردار بيردي محمدوف، نجل الرئيس قربان قولي بيردي محمدوف، خلال احتفال أقيم في عشق آباد - 21 أغسطس 2021  - AFP
الرئيس المنتخب لتركمانستان سردار بيردي محمدوف، نجل الرئيس قربان قولي بيردي محمدوف، خلال احتفال أقيم في عشق آباد - 21 أغسطس 2021 - AFP
دبي- الشرق

دخلت تركمانستان عصر "السلالات السياسية"، بعد انتخاب سردار بيردي محمدوف، نجل الرئيس قربان قولي بيردي محمدوف، رئيساً في انتخابات مبكرة نُظمت السبت، وشهدت تأخيراً في فرز الأصوات.

وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية، نيل سردار بيردي محمدوف 72.97٪ من الأصوات، فيما حصل أقرب منافس له، خيردير نونايف، وهو مسؤول جامعي، على 11٪، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".

وتأخر إعلان النتائج، بعدما أعلنت السلطات الأحد أنها بحاجة إلى مزيد من الوقت لفرز الأصوات. وقال رئيس لجنة الانتخابات المركزية، جولميرات ميرادوف، إن النتائج تأخرت نتيجة "الحاجة إلى إحصاء شامل"، يتضمّن فرز أصوات أشخاص مقيمين في الخارج.

وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن تركمانستان تعلن عادة عن نتائج أولية للانتخابات، بعد يوم على تنظيمها. وأضافت أن سردار بيردي محمدوف كان المرشّح الأوفر حظاً في الانتخابات لقيادة الدولة المعزولة والغنية بالغاز، خلفاً لوالده.

"مسار التنمية المجيد"

وكالة "فرانس برس" تحدثت عن إحدى أكثر الانتخابات المتوقّعة نتائجها في العالم، والتي شهدت مواجهة بيردي محمدوف 8 مرشّحين آخرين، بينهم موظفون ومسؤولون محليون غير معروفين نسبياً، أشادوا بالرئيس الحالي، خلال الحملة الانتخابية.

ووصف سردار بيردي محمدوف ترشّحه للرئاسة بأنه "مسؤولية ضخمة"، بما في ذلك للأجيال الشابة التي نشأت بعد الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي، متعهداً بالسير على خطى والده، ومواصلة السياسة الخارجية المحايدة لبلاده.

وأضاف أثناء تقديم برنامجه في خطاب متلفز: "هدفي الرئيس يتمثل في مواصلة مسار التنمية المجيد، الذي بُني خلال 30 سنة من الاستقلال، وتنفيذ برامج ناجحة من أجل ضمان مستوى عالٍ من الظروف الاجتماعية للشعب"، بحسب "أسوشيتد برس".

وبرز سردار من خلال تسلّمه مناصب حكومية بارزة بشكل متزايد، وشغل أخيراً منصب نائب رئيس الوزراء، ويتبع مباشرة لوالده. كما أنه بلغ سنّ الأربعين أخيراً، وهو الحدّ الأدنى لسن الرئيس وفقاً للقانون التركماني.

كذلك شغل سردار منصب حاكم منطقة، قبل أن يصبح نائباً لمدير مكتب رئيس الحكومة وعضواً في مجلس الأمن العام الماضي. لكنه ليس معروفاً، وتكتفي سيرته الذاتية الرسمية بالإشارة إلى أنه "الأكثر خبرة" من بين المرشحين، رغم أنه أصغرهم سناً، بحسب "فرانس برس".

ونقلت الوكالة عن سيلبي نيبيسوفا، وهي موظفة حكومية، قولها إن "الذين عملوا معه يعرفونه أكثر مناً نحن الناس البسطاء، ووالده سيبقى قريباً منه".

اقتراع "ديمقراطي"

وكان قربان قولي بيردي محمدوف (64 سنة)، ذكر أنه سيحتفظ بمنصب رئيس مجلس الشيوخ، أي الشخصية الثانية في الحكم. جاء ذلك بعدما أعلن الشهر الماضي فجأة أنه يريد الانسحاب ونقل السلطة إلى "الجيل الشاب"، متحدثاً عن اتخاذه "قراراً صعباً".

وسارع "الحزب الديمقراطي" الحاكم إلى ترشيح ابنه، علماً أنه يتولّى السلطة منذ ديسمبر 2006، بعد وفاة سلفه صفر مراد نيازوف، الذي وصفته "أسوشيتد برس" بأنه "غريب الأطوار"، فيما أشارت "فرانس برس" إلى "قمعه الوحشي لكل أشكال المعارضة".

وثمة تمثال من الذهب للرئيس الحالي في وسط عشق آباد، عاصمة الجمهورية السوفييتية السابقة التي يقطنها 6 ملايين شخص، ويعتمد اقتصادها بشكل شبه كامل على بيع الغاز الطبيعي، خصوصاً إلى الصين.

ولدى تركمانستان، المتاخمة لإيران وأفغانستان، رابع أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم، وتُصدّر الغاز عبر خطوط أنابيب إلى الصين وبعض المناطق في روسيا، كما أفادت وكالة "رويترز".

ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن الرئيس الحالي قوله بعد إدلائه بصوته السبت، إن "انتخابات الرئاسة تاريخية"، مؤكداً أن الاقتراع "مفتوح ونزيه وديمقراطي".

وأشارت "أسوشيتد برس" إلى إعادة انتخاب قربان قولي بيردي محمدوف رئيساً، بأكثر من 97٪ من الأصوات في عام 2017. وأضافت أن كل انتخابات نظمتها تركمانستان لم تُعتبر تنافسية، علماً أن البلاد التي تقع في آسيا الوسطى، باتت مستقلة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991.

وذكرت الوكالة أن تركمانستان تكافح لتنويع اقتصادها، ويصعب على الأجانب دخولها، كما أنها لم تبلّغ عن إصابة واحدة بفيروس كورونا المستجد.

"حامي" تركمانستان

لُقب بيردي محمدوف بـArkadag، أو الحامي، وكان حريصاً على إظهار لياقته البدنية، من خلال أعمال مثيرة، بما في ذلك قيادة سيارات رياضية وممارسة الرماية ورفع أثقال ذهبية وركوب الخيل، مثيراً تصفيق وزراء، بحسب "أسوشيتد برس". وخلال حكمه، حلّت الصين مكان روسيا بوصفها أبرز مشترٍ لاحتياطات الغاز الهائلة في تركمانستان.

ورأى رسلان مياتييف، رئيس تحرير صحيفة "تركمان نيوز" المستقلة، التي تتخذ من أوروبا مقراً، أن تعديلات دستورية يمكن أن تمنح سلطة أكبر للمجلس التشريعي "إذا حدث أي خطأ مع سردار".

ونقلت "فرانس برس" عن سكان في عشق آباد قولهم، إنهم يأملون بإجراء إصلاحات، تتيح فتح البلاد وتطوير الاقتصاد، مثل إنهاء حظر على شراء العملات الأجنبية. وقال رجل الأعمال غوفانتش إلياسوف إن هذا "الحظر جعل الحياة صعبة بالنسبة إلى الشركات التي تشتري منتجات ومعدات من الخارج".

وأشارت الوكالة إلى أن وسائل الإعلام في تركمانستان، الخاضعة لسيطرة الحكومة، تلتزم صمتاً شبه تام بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا، وتكتفي بالإشارة إلى "وضع معقد" في البلاد.

تصنيفات