كيم جونغ أون يشبه أزمة بلاده الاقتصادية بـ"مجاعة التسعينات"

time reading iconدقائق القراءة - 5
زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون خلال لقائه بأعضاء حزبه الحاكم - via REUTERS
زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون خلال لقائه بأعضاء حزبه الحاكم - via REUTERS
دبي-الشرق

دعا زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إلى شنّ "مسيرة شاقة" أخرى، لمحاربة الصعوبات الاقتصادية الحادة، حيث قارنها لأول مرة بمجاعة التسعينات، التي أودت بحياة مئات الآلاف.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس"، عن كيم قوله لأعضاء الحزب الحاكم: "هناك العديد من العقبات والصعوبات التي تنتظرنا، وبالتالي فإن كفاحنا من أجل تنفيذ قرارات المؤتمر الثامن للحزب، لن يكون سهلاً". 

وتابع: "قررت أن أطلب من منظمات حزب العمال الكوري (WPK) على جميع المستويات، بما في ذلك اللجنة المركزية، وسكرتيرات الخلية للحزب بأكمله، القيام بمسيرة شاقة أخرى، أكثر صعوبة من أجل إراحة شعبنا من الصعوبة، ولو قليلاً". 

وكان كيم قال سابقاً إن بلاده "تواجه أسوأ وضع على الإطلاق"، بسبب عدة عوامل، بما في ذلك جائحة كورونا والعقوبات التي تقودها الولايات المتحدة والكوارث الطبيعية التي اجتاحت بلاده الصيف الماضي، لكنها المرة الأولى التي يقارن فيها الوضع علناً مع المجاعة المميتة.

وجاء خطاب كيم، في الحفل الختامي لاجتماع حزبي مع آلاف الأعضاء على مستوى القاعدة في الحزب الحاكم، الذين يُطلق عليهم اسم "أمناء الخلية"، موضحاً أن "تحسين سبل العيش العامة في مواجهة أسوأ وضع على الإطلاق سيعتمد على خلايا الحزب".

"اختبار لكيم"

ورغم أن مجموعات المراقبة في كوريا الشمالية لم ترصد أي علامات على مجاعة جماعية أو كارثة إنسانية، إلا أن تعليقات كيم لا تزال تشير إلى مدى جدية نظره إلى الصعوبات الحالية، التي يقول المراقبون الأجانب إنها "أكبر اختبار لحكمه الذي دام 9 سنوات".

وخلال مؤتمر الحزب الذي عقد في يناير الماضي، أمر كيم المسؤولين ببناء اقتصاد قوي قائم على الدعم الذاتي، وتقليل الاعتماد على الواردات وصنع المزيد من السلع الاستهلاكية، لكن محللين قالوا إن مشاكل كوريا الشمالية ناتجة عن "عقود من سوء الإدارة والعزلة التي فرضتها على نفسها والعقوبات بسبب برنامجها النووي".

وتظهر البيانات الصينية أن تجارة كوريا الشمالية مع الصين، أكبر شريك تجاري لها، تقلصت بنحو 80% العام الماضي، بعد إغلاق كوريا الشمالية حدودها كجزء من الإجراءات الصارمة لمكافحة الوباء.

وأوضح خبراء أن كوريا الشمالية "ليس لديها خيار آخر، لأن تفشي فيروس كورونا قد يكون له عواقب وخيمة على نظام الرعاية الصحية المعطل أساساً".

وقال تشا ديوك تشيول، نائب المتحدث باسم وزارة التوحيد في كوريا الجنوبية، الجمعة، إن هناك عدة مؤشرات على أن كوريا الشمالية تتخذ خطوات لتخفيف السيطرة على حدودها مع الصين، بما في ذلك تقارير كورية شمالية تُفيد بـ"بناء منشآت جديدة لمكافحة انتشار الفيروسات في الحدود وسنّ قوانين جديدة بشأن تطهير البضائع المستوردة".

"دور صيني"

ووفقاً لـ "أسوشيتد برس"، فإن بيونغ يانغ اعتمدت لسنوات عدة على المساعدات الدولية بعد المجاعة في منتصف التسعينات، والتي عجلت بفقدان المساعدات السوفيتية وسوء الإدارة والكوارث الطبيعية، إذ تراوح عدد القتلى بسبب ذلك بين مئات الآلاف و3 ملايين، لكن العدد غير دقيق.

وأفاد بعض الخبراء بأن الصعوبات المستمرة في كوريا الشمالية "لن تؤدي إلى المجاعة، لأن الصين لن تسمح بحدوث ذلك"، فيما يقول آخرون إن الصين "قلقة" من تدفق اللاجئين الكوريين الشماليين عبر الحدود.

وعندما تبادل كيم الرسائل مع نظيره الصيني شي جين بينغ الشهر الماضي، قالت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية إن شي "أعرب عن التزامه بتوفير حياة أفضل لشعبي البلدين"، في حين رأى بعض المحللين أنه مؤشر على أن الصين ستزود كوريا الشمالية قريباً بالأغذية والأسمدة والإمدادات الأخرى والتي تم خفضها بشكل كبير وسط إغلاق الحدود.