مخاوف من "تداعيات مكلفة" للقيود الأميركية على الرقائق الصينية

time reading iconدقائق القراءة - 4
شريحة ذاكرة "فلاش ميموري" مصنعة من قبل شركة "كيوكسيا" اليابانية في معرض للتكنولوجيا بالعاصمة التايوانية تايبيه. 24 مايو 2022 - REUTERS
شريحة ذاكرة "فلاش ميموري" مصنعة من قبل شركة "كيوكسيا" اليابانية في معرض للتكنولوجيا بالعاصمة التايوانية تايبيه. 24 مايو 2022 - REUTERS
دبي -الشرق

حذر لورنزو فلوريز، نائب رئيس شركة صناعة الرقائق الإلكترونية اليابانية "كيوكسيا"، من أن فك الارتباط بين سلاسل الإمداد العالمية سيكون أمراً "معقداً للغاية، ومكلفاً، وسيستغرق وقتاً طويلاً"، في الوقت الذي تهدد فيه التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين بتفاقم الاضطراب في سوق صناعة الرقائق.

وقال فلوريز في مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، الأحد، إن شركة "كيوكسيا" تحلل تأثير القيود الأميركية الأخيرة على التصدير، مُوضحاً أن التحدي يتمثل في عدم وضوح كيفية رد بكين على تحركات واشنطن لعرقلة جهودها لتصنيع أشباه الموصلات المتقدمة.

وقالت "فاينانشيال تايمز" إن القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على التصدير استهدفت على وجه التحديد شركة "يانجتسي ميموري تيكنولوجيز" الصينية، المنافسة لشركة "كيوكسيا" اليابانية. وطلبت "يانجتسي" من الموظفين الأميركيين الذي يشغلون مناصب رئيسية، مغادرة الشركة، بينما تسرع للامتثال إلى القيود المفروضة على التصدير.

وقال فلوريز: "كنا دائماً ننظر إلى يانجتسي باعتبارها شركة يجب مراقبتها أو فهمها، ويُحتمل أن تكون شركة منافسة ناشئة"، مُشيراً إلى "القفزة" التي حققتها الشركة الصينية في مجال التكنولوجيا، بعد تخلفها عن المنافسين العالميين الأكبر حجماً. 

من المستفيد؟

ويعتقد المحللون أن الشركات المُصنعة للذاكرة الوميضية "فلاش ميموري" التي تتنافس مباشرة مع شركة يانجتسي، مثل شركات "كيوكسيا" اليابانية و"شمايكرون" الأميركية، قد تستفيد من القيود الأميركية. ومع ذلك، يُتوقع أيضاً أن تسرع الصين تطوير القدرات المحلية، ما قد يشكل تهديداً لشركة "كيوكسيا" على المدى الطويل.  
 
وتُصنع "كيوكسيا"، التابعة لشركة "توشيبا"، رقائق الذاكرة الوميضية في اليابان، ولكن فلوريس يرى أن فصل سلاسل الإمداد عن الصين سيكون جهداً مكلفاً لصناعة أشباه الموصلات، وأنه لن يحدث "في غضون ستة أشهر أو سنة". 
 
وقال فلوريز: "سواء كان (الفصل) أمراً حتمياً أو لا، لا أعرف. التصرف الحكيم الذي يجب فعله هو البحث عن طرق للتخلص من المخاطر في سلاسل الإمداد الخاصة بك، وزيادة قدراتك التنمافسية في الوقت نفسه. والبديل المنطقي لذلك هو نهج تكوين الصداقات"، مُشيراً إلى بناء سلاسل إمداد مع الدول ذات التفكير المماثل.



تراجع الطلب

وتأتي تصريحات فلوريز في الوقت الذي أعلنت فيه "كيوكسيا" إنفاق تريليون ين (6.8 مليار دولار) على مصنعها الجديد لتصنيع الرقائق في منشأة إنتاج رقائق الذاكرة الوميضية الرئيسية في مدينة يوكايتشي، رغم التراجع الحاد في الطلب على الأجهزة الإلكترونية، الأمر الذي أجبر الشركة على خفض إنتاج الرقائق بنسبة 30%. 
 
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "كيوكسيا"، نوبو هاياساكي، أثناء افتتاح المصنع، الأربعاء الماضي، إن ظروف السوق قاسية ومن غير الواضح إلى متى ستستمر. وأضاف: "لكننا لا نعتقد أن الطلب سيستمر في الانخفاض؛ ولذلك نحتاج إلى الاستعداد للمستقبل". 
 
وحذرت شركة "إس كيه هاينكس" الكورية الجنوبية أيضاً من تباطؤ الطلب "غير المسبوق" على الرقائق، ولكن فلوريز قال إنه لا يزال يعتقد أن هذا التباطؤ باعتباره جزءاً من دورة. وأوضح أن تراجع الطلب كان مدفوعاً بالمخاوف بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية، وتراكم المخزونات بسبب الاضطرابات التي أحدثها فيروس كورونا في سلاسل الإمداد، وعدم وضوح قيود التصدير الأميركية ضد الصين. 
 
وأجبرت ظروف السوق الصعبة شركة "كيوكسيا" على تأجيل خططها لإدراج أسهمها في بورصة طوكيو، بحسب "فاينانشيال تايمز". 





اقرأ أيضاً:

تصنيفات