
أكد مستشفى هداسا الإسرائيلي أن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أدخل إلى وحدة العناية المركزة الخاصة بمرضى فيروس كورونا "كوفيد 19"، وذلك بعد أن وصل في وضع صحي صعب.
وقال المستشفى في بيان تلقت "الشرق" نسخة منه، إن الوضع الصحي لعريقات "خطير لكنه مستقر"، لافتاً إلى أن حالته "تتطلب دعم أكسجين بوتيرة عالية".
وأكد مدير المستشفى بروفيسور زئيف روتشطاين، أن "عريقات يتلقى العلاج المهني بأعلى مستوى مثل بقية مرضى كورونا، والطاقم سيبذل كل ما هو مطلوب لعلاجه".
وكانت منظمة التحرير الفلسطينية أعلنت في وقت سابق اليوم نقل عريقات المصاب بكورونا إلى إحدى المستشفيات في القدس، لما يتطلبه وضعه من عناية خاصة، بسبب المشاكل الصحية المزمنة في جهازه التنفسي.
وكشفت مصادر لـ"الشرق" أن الطبيب الإسرائيلي المشرف على علاج عريقات منذ خضوعه لعمليه زرع رئة في الولايات المتحدة في عام 2017، هو من طلب نقله بعد تلقيه معلومات عن تدهور طرأ على حالته الصحية.
وقالت المصادر، إن عريقات يعاني من نقص في الأكسجين، ما استدعى وضعه تحت إشراف طبيبه المعالج منذ الجراحة الأخيرة في عام 2017.
حالة صحية مستقرة
وأكدت عائلة عريقات، استقرار حالته الصحية، وأنه يتلقى الرعاية الطبية الخاصة بمرضى زراعة الرئة في مستشفى "هداسا" الإسرائيلي في القدس.
وقالت زوجته في اتصال هاتفي مع "الشرق"، إنه عاني من نقص في الأكسجين في الأيام الأخيرة ما استدعى نقله الى المستشفى الإسرائيلي، حيث يشرف عليه أطباء على اطلاع دقيق بحالته الصحية قبل وبعد زراعة الرئة.
وأشارت إلى إنه كان يتلقى الأكسجين من جهاز تنفس، لكنه عاني في الأيام الأخيرة من نقص، ما ترك أثراً على وضعه الصحي.
ونقل صحافيون إسرائيليون عن أطبائه في "هداسا"، أنه كان من المفترض أن يجري نقله إلى المستشفى الإسرائيلي قبل يومين، لكنه فضل عدم الذهاب، إلى أن حدث تدهور خطير في وضعه الصحي، الأحد.
ووفقاً لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، فقد طالبت السلطة الفلسطينية وبشكل عاجل، إسرائيل بالسماح لعريقات الذي يقيم في أريحا، بالنقل إلى مستشفى إسرائيلي فوراً.
وبحسب الصحيفة، فإن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات هو المسؤول الفلسطيني الأرفع الذي يتم إدخاله إلى مستشفى إسرائيلي بعد إصابته بفيروس كورونا.
وتوافد عناصر من حركة فتح في القدس إلى مستشفى هداسا للاطمئنان على حالة عريقات.
انتقادات إسرائيلية
وجاءت الموافقة على نقل عريقات من وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، وهي الخطوة التي أثارت انتقادات حتى في داخل تحالفه "أزرق أبيض".
وانتقد السياسيي اليميني بيزاليل سمورتش، القرار، بحدة، وقال "حقيقة أننا نقدم الرعاية الصحية الإنسانية لأعدائنا بدون أي رد إنساني مماثل، من قبيل إطلاق المدنيين الذين تعتقلهم حماس، أمر غير معقول"، مشيراً إلى أنه في هذه المسألة تحديداً "لا يوجد فرق بين غزة ورام الله"، على حد تعبيره.
كما انضم المدير العام لمجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ييغال ديلموني إلى المنتقدين، مشيراً إلى أن نقل عريقات إلى مستشفى هداسا يتزامن مع ذكرى اغتيال الوزير الإسرائيلي السابق رحبعام زئيفي، مشيراً إلى أن "عريقات كتب قبل 10 أعوام رسالة يمتدح فيها القتلة"، على حد تعبيره.
وخضع عريقات البالغ من العمر 65 عاماً، والمصاب بتليّف رئوي، أجرى عمليّة زرع رئة في مستشفى بالولايات المتحدة في عام 2017.
ويشغل عريقات منصب أمين سرّ منظّمة التحرير الفلسطينيّة، ويعد من أقرب السياسيين الفلسطينيين من الرئيس محمود عباس، كما يعرف بكبير المفاوضيين الفلسطينيين.
وأصيب عريقات بفيروس كورونا في التاسع من أكتوبر الجاري، ونقل إلى مستشفى "هداسا" الإسرائيلي، في وقت سابق، الأحد.