تحديثات دفاعية أميركية كندية في القطب الشمالي لمواجهة روسيا والصين

time reading iconدقائق القراءة - 8
عسكريان في مقرّ "قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية" (نوراد) في جبل شايان - 19 أكتوبر 1999 - X00301
عسكريان في مقرّ "قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية" (نوراد) في جبل شايان - 19 أكتوبر 1999 - X00301
دبي-الشرق

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن الولايات المتحدة وكندا تخططان لتحديث شبكة الأقمار الاصطناعية الدفاعية والرادار في القطب الشمالي، بهدف مواجهة أي انتشار عسكري متزايد لروسيا والصين في المنطقة.

وأشارت، إلى أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، طلب من رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، خلال محادثاتهما الافتراضية، الثلاثاء الماضي، أن تزيد أوتاوا إنفاقها العسكري، بما في ذلك تحديث "قيادة دفاع الفضاء الجوي لأميركا الشمالية"، المعروفة باسم "نوراد".

وكان "نوراد" جزءاً أساسياً من استراتيجية الردع التي اعتمدتها الولايات المتحدة وكندا، ضد الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة، وتشمل أقماراً اصطناعية، وراداراً أرضياً، وقواعد جوية، تقع غالباً في ألاسكا والجزء الكندي من القطب الشمالي. وصُمّم نظام المراقبة لإنذار الدولتين الحليفتين بأي هجوم وشيك من الشمال.

نظام دفاعي متقادم

ونقلت الصحيفة، عن مايكل داوسون، الذي كان مستشاراً سياسياً كندياً لقيادة "نوراد" في كولورادو، بين عامَي 2010 و2014، قوله إن هذا النظام، الذي كان الأحدث سابقاً، بات قديماً الآن، مشيراً إلى أن روسيا والصين تنشران الآن صواريخ تتجاوز سرعتها سرعة الصوت بأكثر من 5 مرات، كما يمكنها التحليق إلى مسافة أبعد بكثير من سابقاتها، بحيث قد تتجاوز شبكة المراقبة الحالية.

ونقلت الصحيفة، عن مسؤولين عسكريين حاليين وسابقين، قولهم إن ذوبان الغطاء الجليدي القطبي بات يترك المحيط المتجمد الشمالي من دون جليد لفترات أطول، في تطوّر يُحدث نقاط ضعف جديدة بالنسبة للولايات المتحدة وكندا.

وقال الجنرال الأميركي المتقاعد، تيرينس أوشوغنيسي، خلال شهادة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، في مارس الماضي: "لم يعد القطب الشمالي جداراً حصيناً، كما أن محيطاتنا لم تعد خنادق واقية، بل باتت الآن سبلاً لمقاربة الأسلحة التقليدية المتقدمة".

الصين "دولة شبه قطبية"

وأشار بايدن، في تصريحاته بعد اجتماعه الافتراضي مع ترودو، إلى "نوراد"، قائلاً إن بلديهما اتفقا على تحديث النظام الذي يسيطران عليه بشكل مشترك.

وأضاف، أنه يتوقع أن تنفق الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، بما في ذلك كندا، ما لا يقلّ عن 2% من إجمالي ناتجها القومي على الدفاع، كما ورد في تعهد لتلك الدول عام 2014، وأفاد الحلف بأن الإنفاق الدفاعي السنوي لكندا يبلغ نحو 1.5% من إجمالي ناتجها القومي.

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن قادة عسكريين وسياسيين أميركيين، مثل السيناتور الجمهوري جيم إينهوف، وهو عضو بارز في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، يرون في نظام الإنذار بالقطب الشمالي أداة مهمة لمواكبة الوجود العسكري الصيني والروسي المتزايد في المنطقة.

وأضافت الصحيفة، أن روسيا تطوّر مرافئ على طريق البحر الشمالي، وهو طريق شحن يمتد على ساحل سيبيريا، كما بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعزيز الانتشار العسكري لبلاده في المنطقة، مضيفاً قواعد جوية ومنشآت دفاع جوي وقواعد جديدة.

أما الصين، التي تعتبر القطب الشمالي طريقاً مهماً للشحن، وحاولت الاستثمار في مناجم تتيح لها استخراج معادن، مثل الزنك والنيكل والذهب، فقد أقامت شراكات مع دول كثيرة متاخمة للقطب الشمالي، كما نشرت كاسحات جليد في المنطقة، وأعلنت نفسها "دولة شبه قطبية".

الموازنة الدفاعية الكندية

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن جيمس فيرغسون، نائب مدير مركز جامعة مانيتوبا للدراسات الدفاعية والأمنية، قوله إن كندا التزمت في عام 2017 بزيادة إنفاقها الدفاعي بنسبة 70% خلال عقد، واستدرك أن حكومة ترودو لم تخصّص أموالاً لتحديث نظام الإنذار في القطب الشمالي، وهذا مشروع قد يكبّد البلاد 6 مليارات دولار، أي نحو 40% من إجمالي تكلفته، المقدّرة بـ 15 مليار دولار.

وهذا المبلغ ضخم بالنسبة لكندا، التي تبلغ موازنتها الدفاعية السنوية 19 مليار دولار، أي أقلّ من 3% من موازنة الدفاع الأميركية، البالغة 700 مليار دولار.

لكن مسؤولين كنديين أقرّوا علناً بأهمية تحديث نظام الإنذار، إذ قال وزير الدفاع الكندي، هارجيت ساجان، في يناير الماضي: "الفرصة سانحة الآن لتحديث هذه الأنظمة"، علماً بأنه ناقش هذا الأمر مع نظيره الأميركي لويد أوستن، خلال اتصال هاتفي في يناير.

اقرأ أيضاً: