أعلنت الفنانة اللبنانية نوال الزغبي استقالتها من نقابة الفنانين المحترفين اللبنانيين، رفضاً لقرارات النقابة وبياناتها الأخيرة التي دعت فيها كل الفنانين المنتسبين إليها إلى عدم التعرض للأحزاب والتيارات والشخصيات السياسية والدينية.
واعتبرت الزغبي في بيان نشرته على صفحتها على "تويتر"، أن خطوة النقابة تُعدّ "سابقة خطيرة في لبنان لناحية احترام الحريات وتقديس التعبير عن الرأي"، مضيفة أنها "لا تليق بالفنان اللبناني بشكل عام أو بتاريخ الفن أو بالدور الريادي الذي لعبه لبنان في عالم الفن وحرية التعبير منذ الأزل".
وكتبت في نص الاستقالة من النقابة التي تنتمي اليها منذ أكثر 20 سنة: "نظراً للدور السلبي الذي يلعبه معظم الأحزاب والتيارات والشخصيات السياسية في لبنان، وعدم اكتراثهم للانزلاق الاقتصادي والمالي والأمني الحاصل، متمسكين بمصالح شخصية ضيّقة لا ترتقي إلى مستوى المصلحة العامة.. لا يشرفني ولا يسعني أن أرى وطني وأبناءه ينزلقون نحو مستقبل مجهول، وأنا مكتوفة اليدين".
واعتبرت الفنانة أن "دور الفنان في الأنظمة الديكتاتورية هو المدح والثناء بأعمال الحكام بهدف التأثير على عامة الناس"، لكن "كي يرتقي الفنان لمستوى المواطن الصالح وجب عليه مساندة سائر المواطنين في تحديد مصيرهم، الأمر المنصوص عنه في مختلف المعاهدات الدولية الذي انضم إليه لبناننا الحبيب حينما كان عضواً فاعلاً في المجتمع الدولي".
النقابة لن تعتذر
وصرّح رئيس نقابة الفنانين المحترفين، الممثل جهاد الأطرش، في اتصال مع "الشرق"، بأن "استقالة الزغبي لن تغيّر من موقفنا، ونحن مصرون على بياننا، وهو بيان داخلي لا يمسّ بحرية التعبير إنما يطلب من الزملاء والزميلات احترام بعضهم واحترام كرامة الناس وتحمّل مسؤولية أقوالهم وشتائمهم".
وقال: "لن نعتذر لأننا لم نُخطئ، وقد تحمّلنا ضغوطات كثيرة من زملاء لنا في النقابة".
وأفاد بأن "النقابة توقعت ردّة فعل عنيفة على بيانها، لكنها تحترم كل الآراء والانفعالات وندعو لنوال الزغبي بالتوفيق، ويمكنها أن تنتمي إلى أي نقابة أخرى، لكننا نحاول تأسيس اتحاد نقابي لجميع النقابات الفنية بما فيها الموسيقية ليكون لنا موقف واحد لما يحدث".
خلفية القصة
وفي 13 أبريل الماضي، أثارت نقابة الفنانين المحترفين جدلاً واسعاً بعدما طالبت أعضاءها عبر منشور رسمي بعدم التعرّض والتجريح بالأحزاب والتيارات والحركات والمذاهب ورموزها، وأبدى عدد كبير من الفنانين استياءهم الشديد من ذلك البيان، ووصفه كثيرون منهم بـ"بيان العار"، معتبرين أنه "يحمل بصمات بوليسية ويسعى لتجريد الفنان من دوره الأساسي وهو قيادة الرأي في المجتمع"، كما خرجت مطالبات باستقالة فورية لمجلس النقابة وتحديد مواعيد سريعة للانتخابات النقابية تبعاً للقوانين والأنظمة الداخلية.