
دعا وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس إلى "تجهيز خطة بديلة" عن الاتفاق النووي، لردع إيران عن امتلاك قنبلة نووية، وذلك بسبب "غموض نوايا طهران" المتعلقة بمحادثات فيينا لإحياء الاتفاق المبرم في 2015.
وقال جانتس، في إيجاز عن الأوضاع الأمنية قدّمه إلى أكثر من 60 سفيراً أجنبياً في إسرائيل، الأربعاء، إنه "لا يستبعد إمكانية أن تضطر إسرائيل للعمل في المستقبل بهدف عدم وصول إيران لسلاح نووي، مثلما عملت في الماضي"، قائلاً إن "لدى إسرائيل إمكانيات عمل متعددة".
وأكد جانتس أن التقديرات الإسرائيلية تفيد بأن الطائرة المسيّرة التي ضربت السفينة التجارية "ميرسر ستريت" قبالة سواحل سلطنة عُمان أواخر يوليو الماضي، انطلقت من إيران، قائلاً إن "هذا إثبات آخر على أن إيران تشكل تهديداً على العالم والمنطقة".
وتأتي تصريحات جانتس بعد شهرين من توقف محادثات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي.
قنبلة إيران النووية
وفي الإيجاز الذي حمل عنوان "تحديات وفرص أمام إسرائيل وحلفائها"، قال جانتس للسفراء إن "إيران على بُعد أشهر من مراكمة المواد المطلوبة لتصنيع قنبلة نووية، ولا نعرف ما إذا كان النظام الإيراني مستعداً للوصول إلى اتفاق والعودة لطاولة المفاوضات"، مؤكداً أنه "على العالم أن يجهز خطة بديلة"، لافتاً إلى أن "الهدف هو الوصول في النهاية إلى اتفاق أطول وأقوى وأوسع".
وأوضح وزير الدفاع الإسرائيلي أن "وصول إيران إلى نقطة الحافة النووية يضعنا في بداية معركة تسلح نووية في المنطقة، وربما في العالم"، معتبراً أن "عدوانية إيران، حتى اليوم، خلت من القدرات النووية، لكن إذا امتلكت قدرات الانطلاق نحو القنبلة النووية فستصعّد عدوانيتها".
"ميرسر ستريت"
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إن "لإيران نوايا لتدمير إسرائيل، وهي تعمل لامتلاك الوسائل التي تمكّنها من ذلك. كما أنها تعمل بواسطة مبعوثيها في العراق واليمن وسوريا ولبنان وغزة، الذين يستخدمون الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة، وتعمل ضد السفن التجارية في البحار وتضرب أهدافاً عبر العالم من خلال هجمات إلكترونية"، بحسب وصفه.
وفي هذا السياق، لفت إلى أنه "وفقاً لتقديرات إسرائيل، فإن الهجوم على سفينة ميرسر ستريت انطلق من الأراضي الإيرانية، ويمكن الافتراض أنه حصل على موافقة المرشد الأعلى (الإيراني علي خامنئي)".
وكانت ناقلة النفط "ميرسر ستريت"، المملوكة لليابان وترفع علم ليبيريا وتديرها شركة "زودياك ماريتيم" الإسرائيلية، تعرضت في يوليو لهجوم بطائرة مسيّرة أودى بحياة بريطاني وروماني من أفراد الطاقم، واتُّهمت إيران بتنفيذه، الأمر الذي نفته طهران.
ولفت بيني جانتس إلى "ارتفاع ميزانية الأمن الإيرانية بأكثر من الضعف خلال السنوات الخمس الماضية، من 24 مليار دولار إلى 49 مليار دولار"، معتبراً أنه "لا نزاع بين إسرائيل والشعب الإيراني، بل النزاع هو مع النظام الإيراني"، في حين أبدى وزير الدفاع الإسرائيلي قلقه من حضور ممثلين أمميين لأداء قسم الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي الذي وصفه بـ"جزار طهران".
فلسطين
وشدد وزير الدفاع الإسرائيلي، في الإيجاز الأمني، للبعثات الدبلوماسية في بلاده، على أن "السلطة الفلسطينية وقيادتها هي الطرف الذي يمثل الفلسطينيين في المنطقة"، مضيفاً: "نحن نعمل على تقوية السلطة الفلسطينية في يهودا والسامرة (المسمى العبري للضفة الغربية)"، نعطي تصاريح بناء، وقمنا بتوسيع تصاريح العمالة، وفي المدى البعيد علينا دفع مشاريع مشتركة ضخمة تخدم المنطقة".
واعتبر أن "تصرفات حماس في غزة تضر بالسكان"، لافتاً إلى أن "كل ما تحتاجه إسرائيل من أجل السماح لغزة بالتطور والوصول إلى تسوية طويلة الأمد هو عودة أبنائها إلى بيوتهم والالتزام بالهدوء الكامل في جنوب البلاد".
تصريحات جانتس تأتي بعد ساعات من تصريحات رئيس الوزراء نفتالي بينيت، الذي يزور واشنطن، والتي استبعد فيها التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين في عهده، مشدداً على رفضه خطط واشنطن لإعادة فتح قنصلية للفلسطينيين في القدس، كما كشف اعتزامه توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وهو ما ترفضه إدارة بايدن.
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنه سيكون مستعداً لخوض حرب أخرى ضد حركة "حماس"، حتى لو فقد دعم النواب العرب الأربعة الذين يبقيه دعمهم في السلطة.
"نهج جديد لاحتواء إيران"
وتأتي تصريحات جانتس عشية لقاء يجمع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن، الخميس، في زيارة يطغى عليها ملف إيران.
وقال بينيت لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الأربعاء، إنه سيثير خلال اللقاء معارضته جهود الولايات المتحدة لإعادة العمل بالاتفاق النووي مع إيران، مع التأكيد على مواصلة الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف برنامج طهران النووي.
وأشار بينيت إلى أنه سيسعى إلى التوصل لأرضية مشتركة مع إدارة بايدن بشأن إيران، ووعد بالوصول إلى البيت الأبيض بـ"نهج جديد وبنّاء لاحتواء البرنامج النووي الإيراني".
وأعلن أنه سيقدم رؤية استراتيجية جديدة بشأن إيران، مشيراً إلى أنها تشمل تعزيز العلاقات مع الدول العربية المعارضة لنفوذ إيران الإقليمي وطموحاتها النووي، واتخاذ إجراءات دبلوماسية واقتصادية ضد طهران.
اقرأ أيضاً: