قبل الانتخابات الرابعة في سنتين.. ماذا تغيّر في إسرائيل؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
تسير أمام لافتة انتخابية في تل أبيب لحزب "أزرق أبيض"، تظهر زعيم الحزب وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو - 14 مارس 2021 - REUTERS
تسير أمام لافتة انتخابية في تل أبيب لحزب "أزرق أبيض"، تظهر زعيم الحزب وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو - 14 مارس 2021 - REUTERS
تل أبيب- بلومبرغ

تنظم إسرائيل في 23 الشهر الجاري انتخابات نيابية للمرة الرابعة خلال سنتين، لكن المشهد المحلي والعالمي تبدّل بشكل كبير منذ الاقتراع الأخير في مارس 2020.

وواجه آنذاك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تلاحقه مزاعم فساد، أخطر منافسيه منذ سنوات، علماً أن إسرائيل لم تكن طبّقت أول 3 عمليات إغلاق، نتيجة فيروس كورونا المستجد. وكان دونالد ترمب صديق نتنياهو لا يزال رئيساً للولايات المتحدة، كما أن أي رئيس وزراء محتمل لم يكن يريد أن يُعتبر أنه يتودّد إلى الأقلية العربية في إسرائيل، وفق وكالة بلومبرغ.

نسب نتنياهو إلى نفسه الفضل في حملة التطعيم "الأكثر نجاحاً في العالم"، إذ تلقى نحو نصف سكان إسرائيل، وعددهم 9.3 مليون، لقاحاً مضاداً لكورونا. لكن استطلاعات للرأي تظهر أن ذلك لم يشكّل عنصراً داعماً له، بعدما بدت قيادته قوية في البداية في مكافحة الجائحة، قبل أن تتخذ قرارات مربكة ومسيّسة في القطاع الصحي.

محاكمة نتنياهو

حوكم نتنياهو بتهم رشوة واحتيال وخيانة الأمانة، بعد شهرين على الانتخابات الأخيرة. بدأت الإجراءات ببطء، لكن الوفيات التي سبّبها كورونا أثارت احتجاجات أسبوعية طالبت بإسقاط زعيم يمارس مهماته رغم صدور لائحة اتهام ضده.

ومع ارتفاع نسبة البطالة إلى 18% وإغلاق آلاف من الشركات، تفاقمت مشكلات نتنياهو ليس فقط مع معارضيه، بل مع مؤيديه أيضاً.

وضع غانتس

نافس رئيس الأركان السابق بيني غانتس نتنياهو في الانتخابات الثلاثة السابقة، لكن حزبه "أزرق أبيض" فقد توازنه منذ أن تعاون مع زعيم حزب "ليكود"، في حكومة لم تدم طويلاً.

وتُظهر استطلاعات للرأي أن "أزرق أبيض"، الذي يحتل 35 من المقاعد الـ 120 في الكنيست، لن يفوز بأكثر من 4 مقاعد، وهذا قد لا يمكّنه من دخول البرلمان.

انقسام يميني

انقسم "ليكود" العام الماضي وخرج منه تشكيل آخر ذو أيديولوجيا مماثلة، هو حزب "الأمل الجديد" بزعامة الوزير والنائب السابق جدعون ساعر. وتعهد الأخير بأنه لن ينضم إلى حكومة يرأسها نتنياهو، مرشده سابقاً.

وفعل ذلك أيضاً حزب قومي آخر، هو "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان. أما نفتالي بينيت، زعيم حزب "يمينا" اليميني، فلم يلتزم بأي من الاتجاهين، وقد يحدد الرئيس المقبل للوزراء في إسرائيل، كما أفادت بلومبرغ.

اليمين المتطرف

أقنع نتنياهو فصيلين متشددين بالتحالف معه لتعزيز فرصهما في دخول البرلمان والانضمام إلى ائتلاف حكومي يأمل بتشكيله. ويعني ذلك أن أي تحالف بقيادة نتنياهو يمكن أن يضم وزيراً معجباً بالحاخام مائير كاهانا الذي دعا إلى طرد العرب من إسرائيل والأراضي المحتلة، علماً أنه قُتل عام 1990.

غياب دونالد ترمب

كانت إسرائيل سعيدة بترمب الذي اعترف بالقدس عاصمة لها، وبسيادتها على هضبة الجولان. كما أن خطته للسلام في الشرق الأوسط كانت لمصلحة إسرائيل، وأوقف المساعدات للفلسطينيين، متوسّطاً في اتفاقات للتطبيع أبرمتها إسرائيل مع دول عربية.

وربما كان أكثر أهمية أن ترمب شارك نتنياهو توجسه من الاتفاق النووي الإيراني. لكن الرئيس الأميركي جو بايدن يحاول العودة إلى الاتفاق، واستأنف الاتصالات مع الفلسطينيين والمساعدات لهم.

فرّق تسد

قد يكون نتنياهو ندّد سابقاً بزعماء الأقلية العربية في إسرائيل، محذراً من اقتراع الناخبين العرب بـ"أعداد ضخمة"، ولكنه يسعى الآن إلى التودد لهم، فزار مناطقهم، محاولاً جذب رؤساء بلديات عرب، ومتعهداً بتقديم مساعدات لتلك المناطق.

أشارت بلومبرغ إلى أن منتقدين لرئيس الوزراء يبررون التبدّل المفاجئ في موقفه برغبته في تفكيك "القائمة المشتركة" للأحزاب العربية، وإضعاف المعارضة. الانقسام حصل في "القائمة المشتركة"، وأظهرت استطلاعات للرأي تراجعاً في دعم الأحزاب العربية الممثلة في البرلمان، في تطوّر يفيد نتنياهو.

يحافظ "ليكود" على تقدّم مريح على أقرب منافسيه، حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل بالعبرية)، بزعامة وزير المال السابق يائير لابيد، لكن استطلاعات للرأي تشير إلى أن نتنياهو لن يتمكّن بسهولة من تشكيل حكومة ائتلافية.

وليس واضحاً إذا كان التكتل المناهض لنتنياهو قادراً على تنحية الخلافات بين أعضائه وطموحاتهم، لتشكيل حكومة، إذا نال عدداً كافياً من الأصوات. ولفتت "بلومبرغ" إلى أن إسرائيل نظمت 3 انتخابات غير حاسمة، معتبرة أن الاقتراع المقبل قد يكون رابعها.