مصدر لـ"الشرق": بايدن يدعم مبادرة للتقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين

time reading iconدقائق القراءة - 10
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيت الأبيض - 1 سبتمبر 2010 - REUTERS
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيت الأبيض - 1 سبتمبر 2010 - REUTERS
القاهرة -إسلام أبو المجد

قال مصدر دبلوماسي في القاهرة لـ"الشرق"، إن الرئيس الأميركي جو بايدن "يدعم التحركات المصرية لتقريب وجهتي النظر الفلسطينية الإسرائيلية"، فيما كشفت مصادر دبلوماسية في المجموعة الرباعية المنبثقة عن مؤتمر ميونيخ للأمن، والتي تضم مصر والأردن وفرنسا وألمانيا، عن اتصالات مكثفة خلال هذه الفترة، من أجل جمع وزيري خارجية فلسطين وإسرائيل على مائدة مفاوضات واحدة، في الاجتماع المقرر الشهر المقبل في فرنسا.

لكن أحد المصادر استبعد حضور وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي، وذلك بناء على ما قال إنه "بعض الشواهد والمواقف السابقة، التي أظهرت مراوغة إسرائيلية بسبب الإغلاق الذي تفرضه تل أبيب على خلفية جائحة كورونا، وتنصلاً من بعض البنود التي وضعتها رباعية ميونيخ في اجتماعاتها، إزاء تسوية وحلحلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

وأكد المصدر أن "الموقف الفلسطيني يشدد على أهمية إشراك آلية متعددة الأطراف في المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بحيث تكون الأطراف العربية والأوروبية والأمم المتحدة، رعاة لعملية السلام بجانب دور الولايات المتحدة الأميركية"، الذي تراجع الفترة الماضية، ويأمل أن "يلعب دوراً وسيط بمعني الكملة في الفترة المقبلة"، مشيراً إلى أن "الطموح الفلسطيني لا يلقى قبول الجانب الإسرائيلي بالشكل المأمول".  

وأضاف المصدر في تصريحاته، أن "الانتخابات الإسرائيلية في مارس المقبل، قد تمنع مشاركة أشكنازي، رغم إعلانه عدم المشاركة في هذا الاستحقاق، لكنه أشار أيضاً إلى أن الوضع قد يشهد بعض التغيرات غير المتوقعة، أو ما يسمى بمفاجآت اللحظات الأخيرة، لكن المؤكد حتى هذه اللحظة، هو أن الجانب الإسرائيلي قد لا يشارك حضورياً".

تحركات فلسطينية في الخارج  

وأكد مصدر دبلوماسي آخر، كان شارك في تحضيرات اجتماعات المجموعة الرباعية في يناير الماضي، أن لقاءات شبه رسمية أو بمعنى آخر غير معلنة، تمت في دولتين أوربيتين، خلال هذه الفترة لدبلوماسيين فلسطينيين، مع بعض الأطراف الفاعلة في مجموعة ميونيخ، من أجل الدفع نحو تنفيذ مخرجات الاجتماع الرباعي الأخير، الذي استضافته العاصمة المصرية القاهرة، في 11 يناير الماضي، لإنشاء بيئة مواتية لاستئناف الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، على خطوط الرابع من حزيران 1967.  

وقال المصدر إن "المجموعة الدبلوماسية هي من مكتب منظمة التحرير في واشنطن، حيث تعتزم إدارة جو بايدن إعادة فتح المكتب الذي أغلقه ترامب"، منوهاً بأن المجموعة الفلسطينية والتي سماها بـ"المجموعة الاستشارية" أو "المسار رقم اثنين"، لديها قبول ودعم من قبل الإدارة الأميركية الجديدة، فضلاً عن كونها حلقة وصل، تنقل للسلطة الفلسطينية مجمل جولاتها مع الأطراف الفاعلة والمعنية بالقضية الفلسطينية، من أجل تقدير الموقف واتخاذ القرار المناسب.   

مؤتمر دولي للسلام 

وشدد المصدر على أن السلطة الفلسطينية، تعول بشكل واسع على دور مصر والأردن، في الدفاع عن وجهة نظر الجانب الفلسطيني، ومجابهة التداعيات السلبية التي أحدثتها إدارة الرئيس الأميركي السابق ترمب على القضية الفلسطينية، سواء قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، أو إعطاء الضوء الأخطر للجانب الإسرائيلي في بناء المزيد من المستوطنات، وشرعنة هذا الإجراء المرفوض دولياً، والذي أفقد وفقاً لوجهة نظر المصدر الدبلوماسي، دور الولايات المتحدة الأميركية كوسيط لعملية السلام بين الطرفين، إبان فترة الرئيس السابق ترمب. 

وأشار المصدر إلى أن دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام، يعد محدداً مهماً من محددات التحرك الفلسطيني المدعوم بقوة من مصر والأردن، من أجل عقد مفاوضات جادة وفاعلة مع الجانب الإسرائيلي. 

تحركات مصرية حثيثة 

وأشار مصدر دبلوماسي آخر لـ"الشرق" في القاهرة، أن هناك تحركات مصرية مدعومة من الإدارة الأميركية الجديدة، بشأن حث الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على تقريب وجهتي نظرهما إزاء بعض الملفات، في سبيل تعميق مزيد من التعاون بين الجانبين، لاسيما في ظل تطورات إقليمية ودولية، عكست رغبة في أهمية إقرار السلام في منطقة الشرق الأوسط، أساسه حل معضلة الأزمة الفلسطينية والصراع مع الجانب الإسرائيلي، مؤكداً عزم إدارة جو بايدن، على عودة جميع أشكال الدعم المالي للفلسطينيين، والذي توقف في عهد الرئيس الأميركي السابق ترمب. 

وفي 15 فبراير الجاري، أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، تطلعه إلى العمل والتنسيق مع القاهرة من أجل دفع مسار السلام خلال الفترة المُقبلة، وتحقيق الاختراق المطلوب في عملية السلام، وخلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، شدد المُنسق الأممي على أهمية دور مصر في دعم التوصل إلى حل دائم وعادل وشامل للقضية الفلسطينية، وتحقيق السلام المنشود في المنطقة، وكذلك التقدير لمساعي مصر المستمرة، لرأب الصدع الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية.  

وفي 11 فبراير الجاري، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لنظيره الفلسطيني محمود عباس، خلال اتصال هاتفي، استمرار الدعم المصري للقضية الفلسطينية، بالتواصل مع الفلسطينيين والشركاء الدوليين، لبلورة رؤية واضحة خلال الفترة المقبلة، سعياً لدفع جهود عملية السلام، من أجل حل القضية الفلسطينية، وفق القرارات والمرجعيات الدولية. 

الاجتماع الطارئ يشيد بدور رباعية ميونيخ 

وفي 8 فبراير قرر وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع طارئ دعت إليه مصر والأردن، بمقر جامعة الدول العربية  في القاهرة، التمسك بحل الدولتين للوصول إلى السلام الشامل في المنطقة إذ حث مجلس جامعة الدول العربية الأطراف الدولية كلها، بما في ذلك الأمم المتحدة والرباعية الدولية، على "اتخاذ خطوات عملية من أجل إطلاق مفاوضات ذات صدقية، تعالج جميع قضايا الحل النهائي، وتفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1967، وتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين". 

اتصالات أميركية فلسطينية  

وفي مطلع فبراير من هذا العام، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، إجراء اتصالات رسمية مع الإدارة الأميركية، ممثلة في مسؤول ملف الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية في وزارة الخارجية الأميركية، هادي عمرو، مؤكداً خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة في رام الله، أن الاتصال ناقش سبل إعادة العلاقات الفلسطينية الأميركية، وإمكانية إعادة فتح المكاتب الدبلوماسية والقنصلية، وعودة المساعدات، ودعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين. 

مباحثات ثلاثية

وفي مطلع العام الحالي، وبالضبط في 6 يناير، أجرى وزير خارجية مصر سامح شكري، مباحثات هاتفية منفصلة مع وزيري خارجية إسرائيل وفلسطين في إطار التحضير لاجتماع الرباعية، ووفقاً للبيان الصادر عن وزارة الخارجية المصرية وقتها، فقد جرى تنسيق من جانب مصر مع زيري خارجية الجانبين، في إطار الإعداد اللازم لاجتماع الرباعية. 

وفي 11 يناير الماضي، استضافت العاصمة المصرية القاهرة، وبالتحديد في مقر قصر التحرير بوسط العاصمة، اجتماع لوزراء خارجية كل من مصر وفرنسا وألمانيا والأردن، لمواصلة التنسيق والتشاور بشأن سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، إذ ناقش الوزراء اتصالاتهم الأخيرة مع وزيريّ الخارجية الفلسطيني والإسرائيلي، وما تضمنته من وجهة نظر كل طرف. 

وخلُص بيان ختامي صادر عن الاجتماع، حصلت "الشرق" على نسخة منه، إلى أهمية خلق بيئة مواتية لاستئناف الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مناشدين كلا الطرفين على تعميق التعاون والحوار بينهما على أساس الالتزامات المتبادلة، كما جدد البيان التزام الوزراء الأربعة، بدعم جميع الجهود الرامية إلى تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، وفقاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، والمحددات المُتفق عليها، على النحو المشار إليه في مبادرة السلام العربية.  

حل الدولتين

وشددت رباعية ميونيخ في بيانها، على أن تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، هو مطلب لا غنى عنه لتحقيق سلام شامل في المنطقة، مؤكدين التزامهم بحل الدولتين القائم على ضمان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة، على أساس خطوط الرابع من يونيو 196، وقرارات مجلس الأمن الدولي، والتي من شأنها أن تُفضي إلى العيش إلى جانب إسرائيل آمنة ومعترف بها.  

كما أكد الوزراء أيضاً على دور الولايات المتحدة الأميركية، مجددين العمل معها من أجل تيسير المفاوضات التي تؤدي إلى سلام شامل وعادل ودائم في المنطقة، من أجل إعادة إطلاق عملية سلام ذات مصداقية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، داعين إلى الامتناع عن أي إجراءات أحادية الجانب، تقوض من مستقبل التوصل إلى حل عادل ودائم للصراع.  

كما جدد الوزراء الدعوة إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي، بهدف الوقف الفوري والكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية، بما في ذلك في القدس الشرقية، مؤكدين اتفاقهم على أن بناء وتوسيع المستوطنات ومصادرة المباني والممتلكات الفلسطينية، يُعد انتهاكاً للقانون الدولي، ويقوض من إمكانية حل الدولتين. 

وشدد الوزراء على أهمية أن تُسهم اتفاقات السلام بين الدول العربية وإسرائيل، بما في ذلك الاتفاقات الموقعة مؤخراً، في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، إذ حثّ البيان الختامي الأطراف جميعاً، بما فيهم اللجنة الرباعية الدولية وشركائها المُحتملين، على بذل جهود جماعية، واتخاذ خطوات عملية لإطلاق ورعاية مفاوضات ذات مصداقية، حول جميع قضايا الوضع النهائي في عملية السلام في الشرق الأوسط.  

ورحب الوزراء بالتطورات الأخيرة ذات الصلة بجهود تحقيق المصالحة الفلسطينية، واستعداد السلطة الفلسطينية لإجراء الانتخابات المقبلة، متعهدين بدعم جهود مصر في هذا الصدد، والرامية إلى إنهاء الانقسام بين الفلسطينيين، كما اتفقوا على ضرورة التواصل مع الفلسطينيين والإسرائيليين، لنقل رؤيتهم المشتركة حول العمل قُدماً تجاه السلام، معلنين أن الاجتماع المقبل سيكون في فرنسا.