بايدن: لن نقاتل في حرب رفض الجيش الأفغاني خوضها

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال كلمة بشأن الوضع في أفغانستان من البيت الأبيض، واشنطن، 16 أغسطس 2021 - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال كلمة بشأن الوضع في أفغانستان من البيت الأبيض، واشنطن، 16 أغسطس 2021 - AFP
دبي-الشرق

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين، إن نظيره الأفغاني أشرف غني رفض الانخراط في عملية دبلوماسية للتوصل إلى تسوية مع حركة طالبان، مشيراً إلى أن قوات بلاده "لن تقاتل في حرب رفضت القوات الأفغانية خوضها".

وأكد بايدن في كلمة من البيت الأبيض بشأن تطورات الوضع في أفغانستان، أن "مهمة بلاده في أفغانستان كانت مكافحة الإرهاب ومنع التخطيط لعمليات جديدة تستهدف الولايات المتحدة منها، وليس بناء الدولة الأفغانية".

وأضاف أن "المصالح الأميركية لم تعد في بقاء القوات بعد 20 عاماً من العمليات العسكرية"، موضحاً أن "التهديدات الإرهابية تجاوزت حدود أفغانستان منذ 10 سنوات، وانتقلت إلى مناطق أخرى في إفريقيا وآسيا، ونحاول التركيز على التحديات التي تواجهنا اليوم، وليس منذ 20 عاماً".

وأوضح بايدن أنه "لن يكرر أخطاء الماضي بالبقاء والقتال في صراع ليس في مصلحة الولايات المتحدة، فأميركا أعطت حكومة أفغانستان كل ما تحتاجه"، مشيراً إلى أن قوات الأميركية يجب ألا "تقاتل وتموت في حرب رفضت القوات الأفغانية خوضها كما لن أطلب من قواتنا القتال بلا نهاية في حرب أهلية في بلد آخر".

الأفغان استسلموا

وأكد بايدن أن "القادة السياسيون الأفغان استسلموا وهربوا من البلاد والجيش الأفغاني رفض القتال، وأن التطورات في الأيام الماضية أكدت صواب قرار سحب القوات الأميركية". 

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن نظيره الأفغاني أشرف غني رفض "الانخراط في الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية"، مشيراً إلى  أن "طالبان أصبحت أقوى مما كانت عليه عام 2001، مؤكداً أنه سيتخذ "عدداً من الإجراءات بشأن انهيار الوضع في أفغانستان".

وألقى الرئيس الديمقراطي مسؤولية ما آل إليه الوضع في أفغانستان على إدارة سابقه الجمهوري دونالد ترمب، مشيراً إلى أن الخيار أمامه كان إما اتباع الاتفاق الذي تفاوض عليه ترمب، أو العودة للقتال.

وقطع الرئيس الأميركي عطلته في منتجع كامب ديفيد الرئاسي، وعاد إلى واشنطن، بعد ظهر الاثنين، ليلقي خطابه بشأن الأوضاع في أفغانستان، بحسب البيان الأبيض.

وكان من المقرر أن يبقي بايدن في المنتجع الرئاسي حتى منتصف الأسبوع الجاري، لكنّه ارتأى قطع عطلته والعودة إلى البيت الأبيض بسبب تسارع الأحداث في أفغانستان مع السقوط المفاجئ لكابول في قبضة طالبان والفوضى التي تسود عملية الإجلاء التي تجريها القوات الأميركية.

وكان بايدن أدلى بآخر تصريح له بشأن أفغانستان، الأسبوع الماضي، حين أكد أنه غير نادم على قرار الانسحاب، وشدد على أنه يتعين على الأفغان أن "يقاتلوا من أجل بلادهم".

التاريخ يعيد نفسه

وأثار الانهيار السريع للحكومة الأفغانية صدمة في واشنطن، واعتبر مراقبون أن سمعة الولايات المتحدة بصفتها قوة عظمى "تضرّرت بشكل كبير".

ويتعرّض بايدن لانتقادات حادة، إذ يعتبر معارضون لقراره أنه أساء إدارة انسحاب القوات الأميركية، ما دفع الولايات المتحدة إلى المسارعة في إخلاء سفارتها وإجلاء رعاياها، بعدما كان الرئيس قد قلّل قبل شهر من أهمية المخاوف من سقوط سريع للحكومة الأفغانية.

وقبل شهر شدد بايدن على أنه يجب عدم إجراء مقارنة بحرب فيتنام حين حاول أشخاص التمسك بآخر المروحيات الأميركية المغادرة، وقال في البيت الأبيض "لا يمكن اجراء مقارنة مع هذا الوضع على الإطلاق".

وتخرج واشنطن من أفغانستان بعد أن تكبدت تكلفة باهظة مع سقوط نحو 2500 جندي أميركي وإنفاق أكثر من 2 تريليون دولار، فيما منيت القوات الأفغانية بهزيمة ساحقة، بعدما أنفقت عليها الولايات المتحدة مئات مليارات الدولارات طوال 20 عاماً.

وتمكّنت طالبان خلال 10 أيام، من السيطرة على كامل المناطق الأفغانيّة تقريباً، وكانت بدأت هجوماً واسع النطاق في مايو الماضي، مع بدء الانسحاب الكامل للقوّات الأجنبيّة وخصوصاً الأميركية من البلاد.

اقرأ أيضاً: