الصين تندد بقواعد كورونا "غير المقبولة" ضد الوافدين من أراضيها

time reading iconدقائق القراءة - 5
ازدحام شديد في مستشفى تشونجشان بمنطقة شنجهاي الصينية- 3 يناير 2023 - REUTERS
ازدحام شديد في مستشفى تشونجشان بمنطقة شنجهاي الصينية- 3 يناير 2023 - REUTERS
بكين-أ ف ب

أدانت الصين، الثلاثاء، فرض حوالى 10 دول على المسافرين الآتين من أراضيها إبراز فحص كوفيد-19، محذّرة من أنها سترد بـ"إجراءات مضادة".

وتشمل البلدان التي تلزم المسافرين القادمين من الصين إبراز فحص كوفيد-19 بنتيجة سلبية قبل الوصول الولايات المتحدة وكندا وفرنسا واليابان.

وتشهد الصين زيادة كبيرة في أعداد الإصابات بعدما رفعت الشهر الماضي فجأة ومن دون استعدادات تذكر قيوداً صارمة للحد من تفشي كوفيد تمسّكت بها على مدى سنوات، وهو ما أحدث ضغطاً كبيراً على المستشفيات ومحارق الجثث.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينج للصحافيين: "فرضت بعض البلدان قيوداً على دخول المسافرين تستهدف الصين. يفتقر ذلك إلى أساس علمي وتعد بعض الممارسات غير مقبولة"، محذرة من أن بكين قد "تتخذ إجراءات مضادة مبنية على مبدأ المعاملة بالمثل".

ورغم احتجاجات بكين أكدت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن، الثلاثاء، أن بلادها ستبقي على قرارها إلزام المسافرين الوافدين من الصين الخضوع لفحوص كوفيد. 

وقالت بورن لإذاعة "فرانس إنفو" في ردّها على سؤال عن رد الفعل الصيني: "أعتقد بأننا نقوم بواجبنا عبر طلب الفحوص (...) سنواصل ذلك".

وأشارت دول عدة إلى غياب الشفافية في الصين بشأن بيانات الإصابات وخطر ظهور متحورات جديدة كأسباب لفرض قيود على المسافرين الآتين من الدولة الآسيوية.

وأعلنت الصين 22 وفاة مرتبطة بكوفيد فقط منذ ديسمبر، بعدما حدت بشكل كبير معايير تصنيف هذا النوع من الوفيات.

ونقلت وسائل إعلام صينية رسمية، الثلاثاء، عن كبير الأطباء بأحد أكبر مستشفيات شنجهاي قوله إن 70% من سكان المدينة قد يكونون مصابين بكوفيد-19 حالياً فيما يواجه العمال الصحيون طفرة بالإصابات.

وقدّر تشين إرزين، وهو نائب رئيس مستشفى رويجين وعضو لجنة الخبراء الاستشارية بشأن كوفيد-19 في شنجهاي، أن تكون غالبية سكان المدينة البالغ عددهم 25 مليون نسمة قد أُصيبت بكوفيد-19.

وقالت "لجيانجدونج استديو"، المملوكة لصحيفة "الشعب" الناطقة باسم الحزب الشيوعي: "بات انتشار الوباء في شنجهاي واسع النطاق جداً وقد يكون طال 70% من السكان، أي أكثر بـ20 إلى 30 مرة من النسب المسجلة" في أبريل ومايو.

وعانت شنجهاي من إغلاق عام صعب امتدّ شهرين اعتباراً من أبريل وأُصيب خلاله أكثر من 600 ألف شخص من السكان ونُقل العديد منهم إلى مراكز للحجر الصحي.

غير أن متحورة أوميكرون تنتشر حالياً على نطاق واسع في جميع أنحاء المدينة. كما أنه في مدن رئيسية أخرى بما فيها بكين وتيانجين وتشونجتشينج وجوانجزو، أشار مسؤولو الصحة الصينيون إلى أن الموجة الوبائية قد بلغت ذروتها.

وفي مقاطعة تجيجيانج المجاورة، أعلنت سلطات مكافحة الأمراض، الثلاثاء، تسجيل مليون إصابة جديدة بكوفيد-19 في الأيام الأخيرة.

ولفت تشين إلى أن المستشفى الذي يعمل فيه في شنجهاي يستقبل 1600 حالة طوارئ يومياً، ضعف العدد الذي كان مسجّلاً قبل رفع القيود و80% منهم مصابون بكوفيد-19.

ونُقل عنه قوله إن "أكثر من 100 سيارة إسعاف تصل إلى المستشفى يومياً"، مضيفاً أن نحو نصف حالات الطوارئ كانت لأشخاص من الأكثر عرضة للخطر وتزيد أعمارهم عن 65 عاماً.

وفي مستشفى تونجرين وسط مدينة شنجهاي، رأى مراسلو وكالة "فرانس برس" مرضى يتلقون رعاية صحية طارئة خارج مدخل الطوارئ المزدحم، الثلاثاء.

وتستعدّ السلطات الصينية لمواجهة طفرة وبائية جديدة تضرب المناطق الريفية الداخلية التي تعاني من نقص الموارد، فيما يستعدّ ملايين الأشخاص للسفر إلى قراهم لقضاء عطلة رأس السنة القمرية الجديدة اعتبارًا من 21 يناير.

وأقرّ المسؤول بلجنة الصحة الوطنية جياو ياهوي، بأن التعامل مع الزيادة المتوقعة بالإصابات بكوفيد-19 في المناطق الريفية سيكون "تحدياً هائلاً".

وقال جياو لقناة "سي سي تي في" التلفزيونية، الاثنين، "أكثر ما يقلقنا هو أن أحداً لم يعد إلى مسقط رأسه لرأس السنة القمرية في السنوات الثلاث الماضية لكنهم باتوا قادرين على ذلك أخيراً هذا العام".

وأضاف: "نتيجة لذلك، قد يكون هناك تدفّق هائل لسكان المدن إلى الريف لزيارة أقاربهم، لذلك نحن قلقون أكثر من الوباء الريفي".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات