بايدن من طوكيو: نلتزم بأمن اليابان والدفاع عن تايوان عسكرياً أمام الصين

time reading iconدقائق القراءة - 9
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليابان فوميو كيشيدا في طوكيو- 23 مايو 2022 - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليابان فوميو كيشيدا في طوكيو- 23 مايو 2022 - AFP
طوكيو- الشرقوكالات

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن "لصديقه الحميم" رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا الاثنين، أن الولايات المتحدة ملتزمة تماماً بالدفاع عن اليابان وسط توتر مع الصين وتداعيات غزو روسيا لأوكرانيا، محذراً أن بلاده ستدافع عن تايوان عسكرياً إذا قامت بكين بغزو الجزيرة ذات الحكم الذاتي.

وقال بايدن في بداية المحادثات مع كيشيدا في قصر أكاساكا بوسط طوكيو: "كان التحالف الأميركي الياباني‭‭‭ ‬‬‬منذ وقت طويل حجر الزاوية للسلام والازدهار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ولا تزال الولايات المتحدة ملتزمة تماماً بالدفاع عن اليابان".

من جانبه، قال رئيس وزراء اليابان في مؤتمر صحافي مشترك مع بايدن: "نواجه تحديات أمنية في المحيطين الهندي والهادئ وواشنطن ملتزمة بدعم الاستقرار في المنطقة"، مضيفاً: "سنعمل على الرفع من ميزانية الدفاع والرئيس بايدن أبدى استعداده دعم التعاون العسكري معنا". 

ولفت إلى أن "الولايات المتحدة ستدعم اليابان في سعيها لشغل مقعد دائم داخل مجلس الأمن الدولي".

وجدد بايدن خلال المؤتمر الصحافي التزام واشنطن الكامل بأمن اليابان واستقرار المنطقة، مشيراً إلى أن "الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ سيمكننا من معالجة إشكالية سلاسل الإمداد".

تايوان.. تحذير أميركي

وحذّر الرئيس الأميركي جو بايدن من أن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان عسكرياً إذا قامت بكين بغزو الجزيرة ذات الحكم الذاتي، مؤكداً أن الصين "تلعب بالنار".

وفي ردّه على ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل عسكرياً إن حاولت الصين السيطرة على الجزيرة بالقوة، أعلن بايدن "هذا هو التعهد الذي قطعناه على أنفسنا"، مضيفاً: "كنّا موافقين على سياسة صين واحدة (...) ولكن فكرة أن تؤخذ (تايوان) بالقوة هي بكل بساطة غير ملائمة".

وقال بايدن إن الصينيين "يلعبون بالنار بالفعل حالياً عبر التحليق بالقرب (من تايوان) وكل المناورات التي يقومون بها". 

فيما قال مسؤول في البيت الأبيض إنه لا يوجد تغيير في السياسة الأميركية تجاه تايوان، بعد أن أشار الرئيس جو بايدن إلى استعداده لاستخدام القوة للدفاع عن الجزيرة إذا تعرضت لهجوم.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "كما قال الرئيس، سياستنا لم تتغير"، مضيفاً: "أكد مجدداً على سياسة صين واحدة والتزامنا بالسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان. كما أكد مجدداً التزامنا بموجب قانون العلاقات مع تايوان بتزويد تايوان بالوسائل العسكرية للدفاع عن نفسها".

وأوضح المسؤول "تصريح الرئيس بايدن لا يمثل انحرافاً عن سياسة الغموض الاستراتيجي الأميركية القديمة". 

وفي السياق، أعلن كيشيدا من جانبه أن اليابان والولايات المتحدة "ستراقبان أنشطة البحرية الصينية مؤخراً، فضلاً عن التحركات المرتبطة بالتدريبات المشتركة بين الصين وروسيا".

وقال كيشيدا: "نعارض بشدة محاولات تغيير الوضع القائم بالقوة في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي".

وأضاف "كما اتفقنا على التعامل مع مختلف القضايا المتعلقة بالصين معاً، بما في ذلك حقوق الإنسان". 

انتقاد صيني

من جانبها، دعت الصين الرئيس الأميركي جو بايدن إلى عدم "إساءة تقدير" تصميمها بشأن تايوان.

وقالت وزارة الخارجية الصينية إنه يتعين على الولايات المتحدة عدم الدفاع عن استقلال تايوان بعد أن قال بايدن إن واشنطن ستدافع عن تايوان عسكرياً إذا ما تعرضت لغزو من بكين.

وقال وانج وين بين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في إفادة صحفية دورية: "لا ينبغي لأحد أن يسيء تقدير عزيمة الشعب الصيني الحازمة وإرادته القوية في الدفاع عن السيادة الوطنية وسلامة أراضي" الصين.

مقعد مجلس الأمن

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في المؤتمر الصحافي إنه يؤيد أن تصبح اليابان عضواً دائماً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وذلك وفقاً لما ذكرته هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية.

وتزايدت الدعوات في الآونة الأخيرة لإجراء إصلاحات على مجلس الأمن الدولي الذي يضم 15 عضواً منهم خمسة أعضاء دائمين هم الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا.

وفي وقت سابق، التقى بايدن مع إمبراطور اليابان ناروهيتو، وتحدثا لفترة وجيزة عند مدخل القصر قبل الدخول. وقال البيت الأبيض إن بايدن قدم التحية نيابة عن الشعب الأميركي، ما يسلط الضوء على قوة العلاقة بين الولايات المتحدة واليابان والتي ترتكز على العلاقات العميقة بين الشعبين.

وتشمل الزيارة اجتماعات مع قادة مجموعة الحوار الأمني الرباعي "كواد" التي تضم إلى جانب الولايات المتحدة اليابان والهند وأستراليا.

"وحشية روسيا"

وفي ما يتعلق بالغزو الروسي لأوكرانيا، قال بايدن إن روسيا "يجب أن تدفع ثمناً طويل الأمد" على "وحشيتها في أوكرانيا" من ناحية العقوبات التي تفرضها عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها.

وأضاف الرئيس الأميركي أن "الأمر لا يقتصر على أوكرانيا فقط" لأنه "إذا لم يتم الإبقاء على العقوبات على مستويات عدّة، فأي إشارة سوف توجه إلى الصين حول ثمن محاولة للسيطرة على تايوان بالقوة؟".

شراكة اقتصادية جديدة

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن إطلاق شراكة اقتصادية جديدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تضم 13 دولة، بينها الولايات المتحدة واليابان، ولكن من دون الصين التي تنظر بريبة إلى هذا المشروع.

ولا يُعد "الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ" اتفاقية تجارة حرة، ولكنه ينص على مزيد من التكامل بين الدول الأعضاء في 4 مجالات رئيسية، هي الاقتصاد الرقمي وسلاسل الإمداد والبنية التحتية للطاقة النظيفة ومكافحة الفساد. 

وأوضح الرئيس الأميركي "أنه التزام بالعمل مع أصدقائنا المقربين وشركائنا في المنطقة على التحديات الأكثر أهمية لضمان القدرة التنافسية الاقتصادية في القرن الحادي والعشرين"

والمبادرة التجارية التي طال انتظارها تهدف إلى تعزيز وجود الولايات المتحدة في المنطقة، ويطلق عليها اسم "الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ" (آي بي إي إف). 

وتحدث بايدن خلال لقاء رئيس الوزراء الياباني عن "استمرار محاولاته مع دول الشرق الأوسط بشأن النفط"، وقال إنه "سيعقد اجتماعاً مع وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين فور انتهاء جولته الآسيوية".

وقال الرئيس الأميركي إنه يدرس مسألة خفض الرسوم الجمركية على السلع الصينية ودعا منظمة
أوبك لزيادة إنتاج النفط في الوقت الذي يواجه فيه موجة تضخم كبيرة في الولايات المتحدة.

وأضاف: "أفكر في الأمر. لم نفرض أياً من تلك الرسوم.. فرضتها الإدارة السابقة (دونالد ترمب) وهي قيد الدراسة".

وعن فيروس جدري القرود، قال بايدن إن "جدري القردة لا يمثل نفس مستوى القلق مثل كوفيد"، لافتاً إلى أن "الولايات المتحدة لديها ما يكفي من اللقاحات للتعامل مع جدري القردة".

ووصل بايدن إلى اليابان في وقت متأخر يوم الأحد قادماً من كوريا الجنوبية، وسيغادر يوم الثلاثاء عائداً إلى الولايات المتحدة.

تحالف قوي

وقال البيت الأبيض في بيان صحافي إن بايدن التقى رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، "لتعزيز التعاون بين البلدين على صعيد عدد من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية". 

وذكر البيان أن الرئيس الأميركي أشاد "بالدور القيادي" الذي اضطلع به رئيس الوزراء الياباني في "التعامل مع الحرب الروسية على أوكرانيا"، وبإصراره على "تعزيز القدرات الدفاعية اليابانية"، مشيراً إلى أن "التحالف القوي بين الولايات المتحدة الأميركية واليابان يمثل "حجر الزاوية للسلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
 
وأكد البيان التزام الجانبين "بالعمل معاً بشكل وثيق لمواجهة التحديات الأمنية"، بما في ذلك برامج جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية للصواريخ النووية والباليستية، والسلوك الذي تمارسه الصين بصورة متزايدة، والذي "يتعارض على خط مستقيم مع القانون الدولي". 

واتفق الطرفان وفق البيان على "تعميق التعاون" في عدد من المجالات، مثل "التكنولوجيات الناشئة، وأمن سلاسل التوريد، والطاقة النظيفة". 

قلق من كوريا الشمالية 

ويصف المسؤولون الأميركيون اليابان وكوريا الجنوبية بأنهما ركيزتان أساسيتان للولايات المتحدة في مواجهة صعود الصين، وشريكتان في تحالف يقوده الغرب لعزل روسيا بعد غزوها أوكرانيا.

وحتى الآن ترفض الهند عضو التحالف الرباعي أن تدين علناً موسكو على خلفية حربها في أوكرانيا، كما أنها ترفض تقليص تجارتها مع روسيا. ويعقد بايدن اجتماعاً على انفراد الثلاثاء مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

وفي كل محطة من محطات زيارة بايدن، يسود قلق من إمكان إقدام كوريا الشمالية التي لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها، على إطلاق صاروخ جديد أو إجراء تجربة نووية. ولم يحدث شيء من هذا القبيل خلال زيارة بايدن لسول.

وقال مستشار الأمن القومي جيك ساليفان إن التهديد لا يزال قائماً، وإن بيونج يانج لا تزال لديها فرصة للعودة إلى المفاوضات. وصرح للصحافيين "إذا تحركت كوريا الشمالية، فسنكون مستعدين للرد. إذا لم تتحرك كوريا الشمالية، فإن لديها الفرصة، كما قلنا بالسابق، للعودة إلى طاولة المفاوضات".

ويقول مسؤولون أميركيون إن بيونج يانج رفضت حتى الآن الاستجابة لدعوات الحوار، بل وتجاهلت أيضاً عروض المساعدة لمكافحة التفشي المفاجئ لكوفيد-19 على أراضيها.

ولفت البيت الأبيض إلى أن الوضع في كوريا الشمالية يجب أن يكون حاضراً على جدول أعمال محادثات بايدن-كيشيدا، مضيفاً أنهما سيبحثان أيضاً في "رؤيتهما المشتركة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات