مصادر لـ"الشرق": تحركات عربية لإحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقاء مع القيادة الفلسطينية في رام الله - 18 أغسطس 2020 - REUTERS
الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقاء مع القيادة الفلسطينية في رام الله - 18 أغسطس 2020 - REUTERS
رام الله / القاهرة -الشرق

كشف مسؤولون فلسطينيون لـ "الشرق" أن الهدف من جولة الرئيس محمود عباس الحالية، هو بحث تكوين موقف عربي مشترك من الحل السياسي للقضية الفلسطينية، لتقديمه إلى الإدارة الأميركية الجديدة بعد دخولها البيت الأبيض في يناير المقبل.

وقال المسؤولون إن هناك توافقاً مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبد الله الثاني، على مطالبة إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدين بالعمل على تطبيق حل الدولتين على أساس مبادرة السلام العربية، ومطالبة إسرائيل بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وكانت "الشرق" قد نشرت في أكتوبر الماضي تفاصيل زيارة رونالد لاودر زعيم الكونغرس اليهودي العالمي إلى رام الله، والذي كان يسعى من خلال الزيارة إلى البناء على اقتراح أطلقه الرئيس الفلسطيني في خطاب ألقاه عن بعد في الأمم المتحدة، أعلن فيه استعداده للمشاركة في مؤتمر دولي متعدد الرعايات الدولية للسلام في الشرق الأوسط، على أن يُعقد بعد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب بداية يناير 2021.

وقال مصدر دبلوماسي مصري لـ"الشرق" إن القاهرة وعمّان تتحركان لوضع إطار عام لإحياء عملية التفاوض "الفلسطينية - الإسرائيلية"، وطرحها على الإدارة الأميركية الجديدة فور دخول الرئيس المنتخب جو بايدن البيت الأبيض في 20 يناير المقبل. 

وأشار المصدر إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيزور القاهرة قريباً. فيما قال مسؤولون فلسطينيون لـ"الشرق" إن الهدف من جولة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأردن ومصر هو البحث في "تشكيل موقف عربي مشترك" للحل السياسي للقضية الفلسطينية، وتقديمه إلى الإدارة الأميركية الجديدة.

وكشف مسؤول فلسطيني رفيع لـ"الشرق" أن "الرئيس عباس قدم طلباً لزيارة المملكة العربية السعودية، ولقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأنه ينتظر الرد السعودي وفق برنامج خادم الحرمين الشريفين وولي عهده".

نتنياهو يزور القاهرة

وأوضح مصدر مصري لـ"الشرق" أن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مصر والأردن تدخل في إطار هذا التحرك، لافتاً إلى أن هذه الزيارة ستليها زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى القاهرة، والتي من المتوقع أن تتم خلال أسابيع. 

وأضاف المصدر أن "مصر حريصة على إعادة ترتيب أوراق ملف التسوية السلمية، لطرحه على المبعوث الأميركي الجديد للسلام في الشرق الأوسط، ولا تستبعد إمكانية الدعوة لمؤتمر جديد للسلام، لكنها ترى ضرورة التوافق أولاً على إطار عام لما يمكن طرحه".

وتأتي هذه التطورات تزامناً مع استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، الرئيس الفلسطيني محمود عباس في قصر الاتحادية، في العاصمة المصرية القاهرة، حيث بحث الطرفان "مستجدات القضية الفلسطينية، وعملية السلام في الشرق الأوسط"، وفق بيان للمتحدث الرسمي للرئاسة المصرية.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن "القضية الفلسطينية ستظل لها الأولوية في السياسة المصرية"، مشدداً على "ثبات الموقف المصري تجاه القضية، ودعم مصر الكامل للمواقف والاختيارات الفلسطينية تجاه التسوية السياسية، واستمرار مصر في بذل جهودها من أجل استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة وفق مرجعيات الشرعية الدولية، مع التأكيد على أن المرحلة الحالية تتطلب التكاتف وتكثيف كافة الجهود العربية، من أجل استئناف مفاوضات عملية السلام".

من جانبه، أكد الرئيس الفلسطيني اهتمامه بالتشاور والتنسيق مع الرئيس المصري بشأن مجمل الأوضاع الفلسطينية، في ظل التطورات التي تشهدها القضية، وكذلك المتغيرات المستجدة على الساحتين الإقليمية والدولية خلال الفترة الأخيرة، معرباً عن "تقديره لجهود مصر، ومواقفها التاريخية والثابتة في دعم القضية الفلسطينية، وتحركاتها على مختلف الأصعدة، سعياً للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وكذلك لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية".

الوضع في غزة

وأشار المتحدث باسم الرئاسة المصرية إلى أنه "تم التوافق على مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بين الرئيسين، من أجل متابعة ما سيتم من خطوات خلال الفترة المقبلة، سعياً نحو حلحلة الوضع الراهن بالعودة إلى مسار المفاوضات".

وشهد اللقاء "استعراض الجهود المصرية لتثبيت الهدوء في قطاع غزة"، والتي أكد بخصوصها السيسي أن "التحركات المصرية دائماً ما تستهدف الحفاظ على أمن واستقرار الشعب الفلسطيني وتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية والاقتصادية بالقطاع"، وأن مصر "مستمرة في جهودها لإتمام عملية المصالحة وتحقيق توافق سياسي في إطار رؤية موحدة بين جميع القوى والفصائل الفلسطينية، بما يُحقق وحدة الصف ومصالح الشعب الفلسطيني"، حسبما ورد في بيان الرئاسة المصرية. 

وشارك في هذا اللقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس الاستخبارات العامة المصرية عباس كامل، فيما شارك من الجانب الفلسطيني كل من رئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة اللواء ماجد فرج، والسفير الفلسطيني في القاهرة السيد دياب اللوح.

رؤية الرئيس الفلسطيني 

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد التقى، الأحد، بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وبحثا آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والخطوات المستقبلية.

وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي في بيان إن "الرئيس محمود عباس تحدث بشكل واضح وصريح حول الوضع العام الإقليمي والدولي، ونتائج الانتخابات الأميركية وتأثيرها على الوضع الفلسطيني، وما المطلوب من جامعة الدول العربية تجاه الوضع الفلسطيني واحتمالاته المستقبلية".

وجدد زكي "موقف الجامعة العربية الدائم، والثابت تجاه القضية الفلسطينية"، مؤكداً أنه "لا تسوية  دون الالتزام بالمرجعيات الشرعية والدولية المتفق عليها، وكذلك الاتفاقات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأي خروج عن هذه الثوابت لن ترحب به الجامعة ولن تقرّه"، مشيراً إلى أن "هناك تنسيقاً فلسطينياً مصرياً أردنياً، لدعم رؤية الرئيس محمود عباس بعقد مؤتمر دولي للسلام".

وأكد حسام زكي أن "هناك مجموعة من الخطوات العملية التي يمكن أن تعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية، بالشكل الذي تحتاج إليه بعد سنوات عدة من التغييب، الذي تعمدته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب"، مشيراً إلى أن "الإدارة الأميركية (الجديدة) من الممكن أن تتعامل بشكل إيجابي وبنّاء، وهذا ما يؤهل ويمهد للفترة المقبلة، لتشهد ربما الاستئناف المنشود للعملية السلمية التي توقفت منذ 4 سنوات".