انقطاع الإنترنت وهدوء في شوارع جنوب السودان بعد دعوة لاحتجاجات

time reading iconدقائق القراءة - 5
جنوب السودان يحتفل بالذكرى العاشرة لاستقلاله في جوبا - REUTERS
جنوب السودان يحتفل بالذكرى العاشرة لاستقلاله في جوبا - REUTERS
جوبا / نيروبي -وكالات

انقطعت خدمة الإنترنت في جنوب السودان، الاثنين، وجابت قوات الأمن الشوارع بعد أن دعا نشطاء لتنظيم احتجاجات ضد حكومة الرئيس سلفاكير.

وقال سكان إن العاصمة جوبا كانت أهدأ من المعتاد مع التزام السكان بيوتهم. وأضافوا أنه جرى إعادة خدمة الإنترنت مساء الاثنين وإن كانت بطيئة.

وجدد تحالف من جماعات النشطاء دعوته، الأحد، لاحتشادات عامة للمطالبة باستقالة كير. لكن لم تظهر إشارات حتى منتصف النهار لوجود حشود كبيرة في شوارع العاصمة جوبا. وقال بعض النشطاء لوكالة "رويترز" إنهم يختبئون لاعتبارات أمنية.

ويتهم النشطاء حكومة كير بالفساد والفشل في حماية الشعب أو تقديم الخدمات الأساسية له. ونفت حكومة كير مراراً اتهامات الجماعات الحقوقية المتعلقة بممارستها لانتهاكات وفساد.

ووصف كير، الذي ألقى كلمة أمام المشرعين في افتتاح جلسة جديدة للبرلمان، الداعين للاحتجاجات بأنهم "يريدون بنا السوء".

وقال: "تحسين معيشة الشعب هي أولويتنا". وأشار إلى أنه على البرلمان الموافقة بشكل عاجل على الموازنة العامة للحكومة.

وأضاف أنه على المشرعين كذلك المساعدة في تسهيل عملية إجراء الانتخابات المقررة في نهاية فترة انتقالية من أجل إنهاء التوتر.

وقالت الشرطة إن النشطاء لم يطلبوا تصريحاً بتنظيم مظاهرة ولذلك فأي مظاهرة كبيرة ستكون مخالفة للقانون.

وقال دانيال بولوني المتحدث باسم الشرطة: "نشرنا القوات على الأقل لحفظ النظام في حال وقوع أي مشكلة. هذه القوات نشرت في الشوارع من أجل سلامتكم".

وتوقفت خدمة البيانات على الهواتف المحمولة منذ مساء الأحد على شبكة "إم.تي.إن" الجنوب إفريقية المشغلة للهواتف المحمولة، وبحلول صباح الاثنين توقفت الخدمة كذلك على خطوط شركة "زين" الكويتية للاتصالات.

وقال ألب توكر، مدير منظمة "نتبلوكس" التي تراقب انقطاع الإنترنت ومقرها لندن، إنها "رصدت انقطاعاً كبيراً في خدمة الإنترنت بجنوب السودان بدءاً من مساء الأحد بما في ذلك على شبكات المحمول الرائدة".

وقال سكان إن خدمة الإنترنت استؤنفت مساء الاثنين. فيما أوضح بابا ميدان، نائب وزير الإعلام، لـ"رويترز" إنه لا يمكنه التعليق على الفور على انقطاع الإنترنت لأنه كان مشغولاً بحضور جلسة افتتاح البرلمان. ولم ترد "إم.تي.إن" على الفور على طلب التعليق.

وقال مصدر مطلع من قطاع الاتصالات إن انقطاع الإنترنت جاء نتيجة توجيه حكومي. وقال الناشط جام ديفيد كولوك لـ"رويترز"، إن قطع الإنترنت يدل على "أن السلطات تشعر بالفزع الشديد".

وفي وقت سابق الاثنين، سيّرت قوات الأمن دوريات في العاصمة جوبا، حيث أغلقت العديد من المتاجر أبوابها، فيما حذرت السلطات من حملة أمنية مشددة ستستهدف أي شخص يقرر المشاركة في تظاهرة مرتقبة ضد الحكومة.

ويعاني أحدث بلد في العالم من انعدام مزمن للاستقرار منذ استقلاله في 2011، بينما دفع الاستياء الشعبي المتزايد ائتلاف مجموعات من المجتمع المدني إلى دعوة قادة البلاد إلى الاستقالة، مؤكدين أنه "طفح الكيل".

وكان من المقرر أن تنظم التظاهرات تزامناً مع افتتاح الرئيس سلفا كير أعمال البرلمان الوطني الجديد، وهو شرط أساسي في اتفاق 2018 للسلام الذي وضع حداً للحرب الأهلية الطاحنة التي عاشها جنوب السودان وأسفرت عن مصرع نحو 400 ألف شخص.

وتبنت الحكومة نهجاً متشدداً حيال "الائتلاف الشعبي للعمل المدني" ودعواته لانتفاضة شعبية سلمية، إذ أوقفت 8 ناشطين على الأقل واعتقلت 3 صحافيين الشهر الجاري لارتباطهم بالتظاهرات، وفق مجموعات حقوقية.

نظام "مفلس"

"الائتلاف الشعبي للعمل المدني" الذي يضم مجموعة واسعة من الناشطين والأكاديميين والمحامين والمسؤولين الحكوميين السابقين، وصف النظام الحالي بأنه "منظومة سياسية مفلسة باتت خطيرة للغاية وعرّضت شعبنا لمعاناة كبيرة".

ورغم أن منظمّي الاحتجاجات حضّوا السكان على الخروج بأعداد كبيرة، ساد الهدوء الاثنين في جوبا، حيث قال سكان لوكالة "فرانس برس" للأنباء، إنهم يشعرون بالقلق من مغادرة منازلهم.

وجابت شوارع جوبا التي تكون مكتظة عادة مركبات على متنها عناصر من قوى الأمن الوطني، وسط حضور كثيف للشرطة وتراجع في مستوى حركة السير.

وأكد وزير الإعلام مايكل ماكوي لوكالة "فرانس برس"، أن "الحكومة تفرض سيطرتها بالكامل، ولذا على الجميع استئناف مهامهم المعتادة من دون أي خوف".

اقرأ أيضاً: