بعد خسارتها ترشيح الجمهوريين.. تشيني تتعهد بمنع انتخاب ترمب مجدداً

time reading iconدقائق القراءة - 8
النائبة الجمهورية ليز تشيني تتحدث إلى أنصارها عشية الانتخابات التمهيدية في بلدة جاكسون بولاية وايومنج. 16 أغسطس 2022 - AFP
النائبة الجمهورية ليز تشيني تتحدث إلى أنصارها عشية الانتخابات التمهيدية في بلدة جاكسون بولاية وايومنج. 16 أغسطس 2022 - AFP
دبي/ وايومنج (الولايات المتحدة) - الشرقأ ف ب

تعهّدت النائبة الأميركية الجمهورية ليز تشيني، المناهضة للرئيس السابق دونالد ترمب، الثلاثاء بـ"فعل كلّ ما يلزم" لكي لا يُنتخب "الملياردير" رئيساً مجدّداً، وذلك على الرغم من هزيمتها في سباق الحزب الجمهوري نحو الترشح في انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر المقبل. 

ومُنيت تشيني، بهزيمة نكراء في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بالولاية أمام منافستها في السباق هارييت هيجيمن المدعومة من الرئيس السابق، حسبما أفادت وسائل إعلام أميركية.

وفي خطاب أقرّت فيه بهزيمتها في السباق لنيل ترشيح حزبها لإعادة انتخابها نائبة عن ولايتها وايومنج، قالت تشيني "لقد قلت منذ السادس من يناير إنّني سأفعل كلّ ما يلزم لضمان أن لا يقترب دونالد ترمب مجدّداً من المكتب البيضاوي، وأنا أعني ذلك".

ووصفت تشيني خسارتها على أنها "بداية فصل جديد" في حياتها المهنية السياسية، في كلمة أمام مجموعة صغيرة من المؤيدين، بينهم والدها ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي السابق، على حافة حقل شاسع تحيط به الجبال وبالات القش.

وأضافت: "عملنا لم ينته بعد"، في تلميح إلى حملة رئاسية خاصة بها، وفق ما أوردت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.

وأكّدت تشيني التي سرت شائعات بشأن عزمها على الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة أنّ يدها ممدودة إلى "الجمهوريين والديمقراطيين والمستقلّين"، قائلة: "فلنتعهّد ببناء جبهة موحّدة ضدّ كلّ من يريدون تدمير جمهوريتنا".

وتحوّلت تشيني (56 عاماً) إلى واحدة من أشدّ أعداء ترمب، منذ انضمّت إلى لجنة برلمانية تحقّق في دور الرئيس السابق في الهجوم الذي شنّه حشد من أنصاره على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021.

وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن عضوة الكونجرس بفترتها الثالثة، وحلفاءها بدأوا اليوم متشائمين بشأن احتمالات فوزها، مدركين أن دعم ترمب، منح هيجيمن دفعة كبيرة في الولاية المحافظة، حيث صوّت لصالحه أكثر من 70% من ناخبيها خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2020. 

وكانت تشيني تتطلع بالفعل إلى مستقبل سياسي يتجاوز الكابيتول، يمكن أن يشمل خوض الانتخابات الرئاسية لعام 2024، من المحتمل أن يضعها في مسار تصادم آخر مع ترمب.

من جانبه، سارع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى الترحيب بهزيمة تشيني. وكتب على منصة "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي التي أسّسها، إنّه يتعيّن على تشيني "أن تخجل من نفسها، من الطريقة التي تتصرّف بها".

وأضاف ترمب: "الآن، يمكنها أخيراً أن تقع في غياهب النسيان السياسي".

"تحوّل جمهوري سريع إلى اليمين"

وعلى بعد 400 ميل (643.7 كم) شرقاً، تجمع أنصار هيجيمن للاحتفال في إحدى ساحات مسابقات رعاة البقر في الهواء الطلق في شايان عاصمة الولاية وأكبر مدنها، وكان العديد منهم يرتدون أحذية رعاة بقر وقبعات وسراويل جينز زرقاء.

ووفقاً للوكالة، تمثل النتائج رسالة تذكير قوية بالتحوّل السريع للحزب الجمهوري إلى اليمين. "فالحزب الذي كان يهيمن عليه فيما مضى محافظون أكثر اهتماماً بالأمن القومي، مراعون للأعمال التجارية، مثل والدها، ينتمي الآن إلى ترمب، تحركه جاذبيته الشعبوية، والأهم من ذلك، إنكاره للهزيمة في انتخابات 2020".

مرددةً كلمات ترمب، زعمت هيجيمن، وهي محامية في مجال تربية المواشي، أنّ انتخابات 2020 كانت "مزورة"، بينما تغازل الموالين للرئيس السابق.

ومثل هذه الأكاذيب، التي رفضها بشكل قاطع مسؤولو الانتخابات على الصعيدين الفيدرالي وفي الولايات إلى جانب المدعي العام في عهد ترمب والقضاة الذين عينهم، حولت تشيني من منتقد من وقت لآخر للرئيس السابق إلى أبرز صوت داخل الحزب الجمهوري، يُحذّر من أنه يمثل تهديداً للمعاير الديمقراطية.

وقبل عامين فقط، كانت هزيمة تشيني أمر لم يمكن تصوره. فهي ابنة نائب رئيس سابق، تنحدر من واحدة من أبرز العائلات السياسية في وايومنج. وفي واشنطن، كانت العضو الجمهوري رقم 3 في مجلس النواب، وهي صوت مؤثر في السياسة والحزب الجمهوري مع سجل تصويت محافظ ممتاز.

ولكن بعد هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول الأميركي، صوتت تشيني لصالح عزل ترمب، وجعلت مهمتها الأساسية ضمان عدم وصوله مجدداً إلى المكتب البيضاوي. وتجاهلت التوبيخ من الحزب الجمهوري والتهديدات بالقتل لتكون زعيمة في لجنة الكونجرس التي تحقق في دور ترمب في الأحداث.

وستغادر تشيني الكونجرس في نهاية ولايتها الثالثة والأخيرة في يناير المقبل، غير أنه ليس من المتوقع أن تغادر الكابيتول بهدوء، بحسب "أسوشيتد برس".

وستواصل دورها القيادي في لجنة الكونجرس التي تحقق في هجوم 6 يناير حتى يتم حلها في نهاية العام. وهي تنظر جدياً الترشح للوصول إلى البيت الأبيض عام 2024، سواء كانت مرشحة جمهورية أو مستقلة، بعد أن تعهدت ببذل كل ما في وسعها لمحاربة نفوذ ترمب في حزبها، ولكنها حتى الآن، معركة من جانب واحد.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات