"الحرس الثوري" الإيراني متوعداً المحتجين: اليوم آخر أيام الشغب

time reading iconدقائق القراءة - 8
إيرانيون في مسيرة نحو المقبرة التي دفنت فيها الشابة مهسا أميني. 26 أكتوبر 2022. - AFP
إيرانيون في مسيرة نحو المقبرة التي دفنت فيها الشابة مهسا أميني. 26 أكتوبر 2022. - AFP
طهران/دبي-وكالاتالشرق

حذّر قائد "الحرس الثوري" الإيراني حسين سلامي، المتظاهرين من أن السبت سيكون "آخر يوم" يخرجون فيه إلى الشوارع، وذلك وسط تجدد اشتباكات الأمن مع طلاب داخل الجامعات، وتحركات منددة بـ"الشغب" خرجت لدى تشييع ضحايا إطلاق نار بمرقد ديني في شيراز، في حادث تبناه تنظيم "داعش".

وأثناء تشييع ضحايا إطلاق النار في مرقد السيد أحمد بن موسى الكاظم في شيراز، خاطب سلامي المحتجين قائلاً: "لا تخرجوا إلى الشوارع! اليوم هو آخر أيام الشغب"، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

ودعا سلامي من قال إنهم "عدد محدود من الشبان المغرر بهم" إلى وقف "الشغب"، و"ألا يصبحوا بيادق بين يدي الأعداء". وأضاف: "لا أحد سيسمح بأن تثار أعمال شغب في إيران"، وفقاً لـ"فرانس برس".

وتشهد إيران احتجاجات منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً) خلال احتجازها لدى ما يسمى "شرطة الأخلاق" في سبتمبر الماضي.

وتحولت الاحتجاجات إلى ثورة شعبية شارك فيها إيرانيون غاضبون من جميع طبقات المجتمع، ما شكل أحد أكثر التحديات جرأة للنظام الإيراني منذ ثورة 1979، وفقاً لـ"رويترز". وقالت جماعات حقوقية إن ما لا يقل عن 250 متظاهراً سقطوا واُعتقل الآلاف في أنحاء إيران.

"الباسيج" يصطدم بالطلاب

وأفاد تلفزيون "إيران انترناشيونال"، السبت، بأن قوات الباسيج، التي لعبت دوراً كبيراً في قمع المحتجين بحسب "رويترز"، هاجمت طلاب جامعة في مدينة مشهد شمال شرقي إيران.

ونشرت القناة مقطعاً مصوراً قالت إنه يظهر هجوم قوات الباسيج وعناصر أمن يرتدون زياً مدنياً على طلاب جامعة "فردوسي" في المدينة، في ظل احتجاجات طلابية مناوئة للنظام.
          
وأظهرت لقطات مصورة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، الجمعة، محتجين يهتفون لموت المرشد الإيراني علي خامنئي وقوات الباسيج، بحسب "رويترز".

وقالت قناة "إيران انترناشيونال"، إن طلاب "جامعة أمير كبير" في طهران تظاهروا السبت، وهتفوا: "أيها الباسيج والحرس الثوري، أنتم داعش بالنسبة إلينا". وذكرت أن الأمن الإيراني حاصر "جامعة سوهانك" في طهران، وأن الطلاب دعوا المواطنين إثر ذلك إلى "الحضور وكسر الحصار".

إطلاق نار عشوائي

واستهدفت قوات الأمن الإيرانية مستشفى وسكناً للطلاب، وفقاً لما أفادت به مجموعة حقوقية السبت.

وخلال مراسم أقيمت لمناسبة مرور 40 يوماً على سقوط أحد المتظاهرين في مدينة ديواندره (غرب)، هتف المحتجون: "الموت للديكتاتور"، وهو شعار يستهدف المرشد علي خامنئي وفقاً لـ"فرانس برس".

وتفيد مجموعات حقوقية بأن شرطة مكافحة الشغب قتلت محسن محمدي (28 عاماً) بإطلاق النار عليه خلال تظاهرات في 19 سبتمبر، وتوفي في اليوم التالي بمستشفى "كوثر" في مدينة سنندج (غرب).

وأفادت منظمة "هنجاو" الحقوقية، بأن قوات الأمن أطلقت النار باتّجاه عشرات الأشخاص الذين تجمّعوا خارج المستشفى في وقت متأخر الجمعة، من أجل حماية متظاهر آخر أصيب بجروح.

وقالت المنظمة التي تتخذ من النرويج مقراً لها: "أطلقت قوى القمع النار على أشخاص تجمّعوا أمام مستشفى كوثر في سنندج للدفاع عن أشكان مروتي".

تنديد بـ"الشغب"

في المقابل، رفع إيرانيون شعارات منددة بأعمال "الشغب" التي تشهدها البلاد على هامش الاحتجاجات. وجاء ذلك خلال مشاركتهم في مراسم تشييع ضحايا الهجوم الذي استهدف مرقداً دينياً في شيراز، وفقاً لما أوردته "فرانس برس".

وسقط 15 شخصاً على الأقل جرّاء إطلاق مسلّح النار الأربعاء، في مرقد السيد أحمد بن موسى الكاظم في شيراز (مركز محافظة فارس جنوب إيران)، في هجوم تبنّاه تنظيم "داعش".

وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اعتبر أن "الشغب" يمهّد الطريق أمام "الأعمال الإرهابية". وأوضح خلال كلمة متلفزة الخميس، أن "نيّة العدو إعاقة تقدم البلاد، ومن ثم أعمال الشغب هذه تمهّد الطريق أمام أعمال إرهابية" مثل الهجوم على مرقد شاه جراغ بشيراز.

ونزلت جموع من سكان شيراز إلى الشوارع صباح السبت، للمشاركة في مراسم تشييع الضحايا التي أقيمت في باحة المرقد، ورفع المشاركون شعارات مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا على خلفية دعمها "أعمال الشغب".

"شبكة متصلة بالاحتجاجات"

وفي وقت سابق السبت، أعلن "الحرس الثوري" الإيراني القبض على ما وصفها بأنها "شبكة على صلة بالاحتجاجات"، وسط تعهدات من الشرطة بـ"التصدي لکل من يعمل علی زعزعة الأمن".

وقال جهاز استخبارات "الحرس الثوري" إن الشبكة التي تم توقيفها "على صلة بالاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها محافظتي جهار محال، وبختياري في جنوب البلاد".

ونقلت وسائل إعلام محلية عن "الحرس الثوري" قوله في بيان إنه "تم ضبط أشخاص كانوا يقومون بإعداد مواد حارقة وقنابل مولوتوف لتخريب وتدمير الممتلكات العامة"، مشيراً إلى اعتقال 3 أفراد وتسليمهم إلى القضاء.

وفي السياق، نقلت وكالة "مهر" الإيرانية عن قائد شرطة طهران حسين رحيمي، قوله إنه سيتصدى لکل من يعمل علی زعزعة أمن البلاد، مشدداً على أن الشرطة "لن تسمح لمثيري الفوضى والشغب بزعزعة الأمن".

وأكد رحيمي أن العقوبات الأميركية المفروضة عليه وعلى شخصيات عسكرية أخرى في إيران "لن تؤثر على نشاط الشرطة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات