تعرّف إلى أبرز الزلازل التي ضربت تركيا منذ القرن الماضي

time reading iconدقائق القراءة - 7
خلال البحث عن ناجين في مبنى منهار بعد الزلزال الذي ضرب مقاطعة إزمير في تركيا - 30 أكتوبر - REUTERS
خلال البحث عن ناجين في مبنى منهار بعد الزلزال الذي ضرب مقاطعة إزمير في تركيا - 30 أكتوبر - REUTERS
دبي-الشرق

لم يكن الزلزال الذي ضرب الساحل الغربي لتركيا، الجمعة، حدثاً جديداً وغير مسبوق، إذ شهدت البلاد عبر تاريخها عشرات الزلازل والهزات الأرضية، خلّف بعضها نتيجة قوته الهائلة آلاف الضحايا والمصابين فضلاً عن الدمار الواسع.

بلغت قوة الزلزال الأخير، وفقاً لهيئة الكوارث والطوارئ التركية 7 درجات على مقياس ريختر، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية، وتركز في منطقة إزمير على الساحل الغربي لتركيا، وقد شعر به سكان إسطنبول والعاصمة اليونانية أثينا، وبحسب الحصيلة الأولية، أودى الزلزال بحياة 12 شخصاً على الأقل وخلّف 202 جريح، جميعهم في ولاية مرسين غرب تركيا.

وفي ما يلي تسلسل زمني للزلازل الكبرى في تركيا منذ الحرب العالمية الثانية.

زلزال إرزينجان

في 26 ديسمبر 1939 وقع زلزال بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر، في مدينة إرزينجان الشرقية، ولقي حوالي 33 ألف شخص حتفهم بسببه، بحسب الإحصاءات الرسمية. ومنذ ذلك الوقت بدأت الهجرة تزداد باتجاه الشرق هروباً من المناطق الأكثر عرضة للزلازل الكبيرة، وتحديداً عند ما يسمى صدع شمال الأناضول.

 ومنذ عام 1942 وحتى 1983ضربت تركيا العديد من الزلازل، أودت بحياة قرابة 25 ألف شخص، كان أعنفها الزلزال الذي وقع في مقاطعة وان في عام 1976، وبلغت قوته 7.3 درجات على مقياس ريختر، وتسبب بمصرع 5300 شخص تقريباً. وعلى الرغم من اعتياد المناطق التركية على وقوع الهزات والزلازل بين الحين والآخر، إلا أن الأضرار لطالما كانت مرهقة للسكان من حيث الضحايا والخسائر المادية بالممتلكات والمنازل والأراضي.

زلزال جولجوك

في 17 أغسطس 1999 استفاقت تركيا على زلزال مدمر ضرب منطقة مرمرة (شمال غربي)، المعروفة بالاكتظاظ السكاني، وقد بلغت قوة الزلزال 7.4 درجات على مقياس ريختر وتركز في بلدة جولجوك الصناعية، واستمر لمدة 45 ثانية، متسبباً بمصرع 14 ألف شخص وتشريد نحو نصف مليون.

ولم تكد تنتهي تلك الثواني حتى أصبحت مدينة إزميد على بعد نحو 70 كيلومتراً من إسطنبول، مجرد حطامٍ جراء الأضرار الناتجة عن الزلزال المدمر، حيث انهار وتضرر أكثر من 300 ألف منزل ومبنى تجاري، كما وصلت التداعيات إلى بعض أحياء إسطنبول وسكاريا ومدن أخرى.

 وفي يوم الكارثة ، أعلنت الحكومة التركية حالة الطوارئ وطلبت المساعدة الدولية، ونُشرت العديد من فرق الإنقاذ الأجنبية لمساعدة الطواقم المحلية على الأرض.

زلزال دوزجي

أعقب كارثة "جولوجك" أكثر من 1300 هزة ارتدادية على امتداد تركيا، لكن ذروتها كانت بعد أقل من 3 أشهر، عندما ضرب زلزال آخر مقاطعة بولو (شمال غرب) مساء 12 نوفمبر من العام نفسه، وتركز الزلزال الذي بلغت قوته 7.2 درجات في مدينة دوزجي، مستمراً لمدة 30 ثانية.

وقد شعر سكان إسنطبول والعاصمة أنقرة على بعد 300 كيلو متر باهتزاز شديد جراء قوة الزلزال وامتداده، لكن أضراره كانت أقل بكثير من سابقه، إذ اقتصرت الخسائر في دوزجي على وفاة قرابة ألف شخص وجرح نحو 5 آلاف.

وبلغ مجموع المتضررين من الزلزال المذكور 180 ألف شخص، فيما طاول التدمير أكثر من 18 ألف مبنى، وقدرت الحكومة الخسائر بنحو 10 مليارات دولار أميركي، واضطرت المنشآت الصناعية في المنطقة إلى إيقاف إنتاجها بسبب انقطاع التيار الكهربائي وتعرض بعضها لأضرار مادية كبيرة.

زلزال وان

خلال الـ 10 سنوات اللاحقة، شهدت تركيا هدوءاً نسبياً في حركة الزلازل، فعادت الحياة إلى طبيعتها، وبات السكان يشعرون بمزيد من الاطمئنان بعد هول الكارثتين السابقتين، لكن الوضع لم يستمر طويلاً، وبحلول 23 أكتوبر عام 2011 استعادت الزلازل نشاطها وضربت شرق البلاد.

بعد منتصف النهار بقليل اهتزت مقاطعة وان ومنطقة إرجيس التابعة لها، جراء زلزال مدمر بقوة 7.2. وعلى الرغم من أنه لم يستمر أكثر من 30 ثانية، لكن الزلزال المذكور تسبب بانهيار العديد من المباني، وبلغ عدد ضحاياه 644 شخصاً، وأكثر من ألفي جريح، ونتيجة الخبرة المتراكمة نجحت فرق الإنقاذ التركية في انتشال أكثر من 200 شخص من تحت الأنقاض.

وشهد عام 2020 وقوع العديد من الهزات الأرضية والزلازل المحدودة، في مناطق مختلفة من تركيا، وعلى عكس كوارث سابقة تسببت بأضرار هائلة في البلاد، لم تكن الخسائر البشرية والمادية كبيرة، غير أن بعض الخبراء يخشون وقوع زلازل ذات آثار تدميرية كبيرة مستقبلاً.