فوجئ مستخدمو فيسبوك، الخميس، باختفاء علامة التوثيق الزرقاء من صفحة أبل التجارية على المنصة الاجتماعية، بعد أيام من احتداد الخلاف بين عملاقي التكنولوجيا.
كانت أبل قد بدأت في تطبيق سياسات جديدة تتعلق بجمع بيانات مستخدمي الأجهزة العاملة بنظام تشغيلها iOS، حيث تفرض على جميع مطوري التطبيق الحصول بشكل صريح على موافقة المستخدمين على جمع بياناتهم وخاصة الكود الإعلاني IDFA، والذي يعتبر أساس عملية توصيل الإعلانات الموجهة على أجهزة أبل.
وكانت شركة فيسبوك قد اعترضت بشكل صريح على تلك التغييرات، مؤكدة أنها تهدف في المقام الأول لإعطاء أبل أفضلية الاستفادة من بيانات مستخدميها، مع حرمان منافسيها من تلك الميزة، كما أن فيسبوك ركزت على مسألة أن مثل تلك التغييرات ستنعكس سلباً على قدرة الشركات الصغيرة والمتوسطة على الوصول إلى جمهورهم المستهدف وستؤثر أيضاً على حجم أرباحهم.
حرب شرسة
وكانت شركة فيسبوك نشرت، الأسبوع الماضي، إعلانين مدفوعين على صفحة كاملة في كل من "وول ستريت جورنال"، و"نيويورك تايمز"، و"واشنطن بوست"، انتقد أحدهما سياسة شركة أبل الجديدة الخاصة بنظام تشغيل هواتفها الذكية، المتعلقة بجمع البيانات والإعلانات الموجهة، وتأثيره السلبي في الشركات الصغيرة والمتوسطة.
بينما كان الإعلان الآخر ينتقد التأثير السلبي للتغييرات التي قامت بها أبل على مجانية الإنترنت.
كما لعب فيسبوك على فكرة حشد قطاع الأعمال والمشروعات الصغيرة بشكل خاص ضد أبل، فقام بعمل موقع إلكتروني يعرض انتقادات أصحاب الأعمال للتغيرات الجديدة من أبل، وكذلك بدأ في إظهار رسالة لأصحاب الصفحات الترويجية على فيسبوك وإنستغرام وتشجيعهم على المشاركة في حملته ضد أبل.
دفاع أبل
استماتت أبل في الدفاع عن قراراتها المتعلقة بخصوصية المستخدمين طوال الفترة الماضية، وأكدت رئيسة قطاع الخصوصية في الشركة جاين هورفاث، أن التغييرات الجديدة تأتي استجابة من الشركة لمخاوف وشكوك المستخدمين، من تتبعهم على الإنترنت دون موافقتهم، سواء من خلال عملية بيع بياناتهم للمنصات الإعلانية أو تجار البيانات، وفقاً لتقرير بلومبرغ.
وقالت جاين إن مديري فيسبوك أثبتوا نياتهم في ما يخص حرصهم الدائم على جمع أقصى قدر ممكن من البيانات حول مستخدمي التطبيقات، لإنشاء ملفات تفصيلية بكل ملامح شخصية وحياة المستخدمين.
وخلال فعاليات المؤتمر الأوروبي للخصوصية وحماية البيانات في بروكسل، الأسبوع الماضي، قال رئيس قطاع تطوير البرمجيات في أبل، كريغ فيديرغي: "من الواضح أن بعض الشركات مستعدة لفعل أي شيء لإيقاف ميزة App Tracking Transparency الجديدة، حفاظاً على قدرتهم على الوصول إلى بيانات المستخدمين باستمرار".