تحذير من هيمنة الشركات الصناعية على إنتاج جبنة "الروكفور"

time reading iconدقائق القراءة - 4
عامل يقطع جزءاً من جبنة "الروكفور" الزرقاء - REUTERS
عامل يقطع جزءاً من جبنة "الروكفور" الزرقاء - REUTERS
دبي-أ ف ب

أصبحت شركات الصناعات الغذائية الكبرى في فرنسا تهيمن على إنتاج جبنة  "الروكفور" على حساب المنتجين المستقلين القلائل، إذ يرى البعض في ابتلاع الشركات الكبرى لهذا القطاع  خطراً على نوعية الجبنة التي تكمن قيمتها في كونها تُصنّع بطريقة تقليدية وحرفية.

يبدي كريستيان كروس أسفه لما يصفه بـ"تآكل" حرفة يبلغ عمرها عدة قرون. "الروكفور" التي تخضع للإنضاج في أقبية قديمة في مقاطعة أفيرون جنوب فرنسا، كانت أول نوع من الأجبان حصل على تسمية المنشأ المحمية عام 1925، أي قبل نحو قرن.

كروس (56 عاماً) الذي يعيش في سان- روم- دو-سيرنون، بالقرب من روكفور- سور- سولزون، حيث يتم إنضاج قوالب "الروكفور "، يقول: "عندما كنت في العاشرة، كان عدد المَزارع نحو أربعة آلاف، واليوم يبلغ 1300!".

ويوضح كروس أن "أسعار الحليب تراجعت"، فيما انخفض عدد المنتجين منذ أن اشترت "لاكتاليس" شركة "سوسييتيه ديه كاف" عام 1992.

تفتّت الاستهلاك    

 الأمين العام للاتحاد العام لـ"الروكفور"، سيباستيان فينييت قال: "تفتّت الاستهلاك منذ سنوات بمعدل واحد في المئة سنوياً، وهو انخفاض يعادل ذاك الذي تشهده المزارع المخصصة للروكفور".

أما الشركة العالمية للألبان، التي تشير إلى أنها تنتج "52% من إجمالي إنتاج الروكفور" البالغ 15.885 طناً، فتؤكد أنها "زادت بشكل كبير سعر الحليب في أكتوبر".

وتفيد المجموعة التي يبلغ حجم مبيعاتها 22 مليار يورو، من بينها 120 مليوناً متأتية من "الروكفور"، بأنها توفر خمسة آلاف وظيفة مباشرة وغير مباشرة في المنطقة.

وللشركة وزن كبير خصوصاً في روكفور- سور- سولزون، حيث تمتلك "لاكتاليس" 80% من المباني والأرض، بما في ذلك غالبية الأقبية والكهوف الطبيعية الكبيرة التي تصطف على رفوفها الخشبية قوالب الروكفور من أجل إنضاجه بطريقة مميزة.

ويرى المدير العام في "لاكتاليس" أوغ مودر، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، أن المجموعة تؤدي "دور قاطرة في هذا القطاع"، مشيراً إلى أنه "في وضع سلبي قليلاً". ويقول: "يتمثل المحور الأول لعملنا في تثبيت حجم الإنتاج. وبمجرد استقراره، سيتعين علينا الشروع في النمو مجدداً".

أما رئيسة ومؤسِسَة جمعية "فروماج دي تيروار"، فيرونيك ريشيه لوروج فترى أن "وجود جهات من هذا النوع في مثل هذا القطاع النموذجي أصبح ضاراً".

"روكفور" الغد   

فنسان كومب، رئيس شركة "كومب" التي تنتج بطريقة حرفية 180 طناً سنوياً من "الروكفور" من ماركة "فيو بيرجيه"، يرى أن "لكل موقعه وأسواقه  وجودته".

ويشرح قائلاً "نحن نحترم المواصفات، ولكننا نضع قيوداً أخرى على أنفسنا للحصول على منتج متميز".

ويوضح أوغو مودر أن مجمل ما تنتجه الأغنام في "روكفور" يبلغ 117 مليون ليتر "وثلث هذا الحليب يخصص لجبنة "روكفور"، في حين يُستخدم الثلثان الآخران "للتنويع"، أي لإنتاج أجبان الأغنام الصناعية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات