أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية، الجمعة، اغتيال رئيس قسم الإعلام والمعلومات بالحكومة في كابول، بعد أيام من تحذير حركة طالبان، التي تبنت عملية الاغتيال، باستهداف كبار المسؤولين رداً على القصف الجوي المكثّف ضد عناصرها، في حين أعلنت الحركة، سيطرتها على مقر ولاية نيمروز أقصى جنوبي البلاد، والاستيلاء على مقر الشرطة وعدة منشآت حكومية أخرى في الولاية، من بينها مقر الأمن الوطني "الاستخبارات".
التطورات الميدانية في أفغانستان، تأتي بالتزامن مع قمة تضم رؤساء 5 دول بآسيا الوسطى، في تركمانستان لبحث الوضع في أفغانستان والمخاوف بشأن تقدم طالبان.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية ميرويس ستانكزاي، في معرض حديثه عن مقتل داوا خان مينابال، "للأسف، ارتكب الإرهابيون المتوحشون عملاً جباناً آخر وقتلوا أفغانياً وطنياً".
ونقل موقع "طلوع نيوز" الأفغاني، عن مصادر أن "الحادث وقع في طريق دار الأمان غربي العاصمة كابول بعد ظهر الجمعة".
وتبنت حركة طالبان عملية اغتيال داوا، حيث قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لوكالة "أسوشيتد برس" إن "مقاتلي الحركة قتلوا داوا خان مينابال، الذي كان يعمل على التنسيق مع وسائل الإعلام المحلية والأجنبية"، مشيراً إلى أن مينابال "قُتل في هجوم خاص و عوقب على أفعاله"، بحسب تعبير المتحدث.
وكان داوا، عمل نائباً للمتحدث الرئاسي باسم الحكومة الأفغانية في الفترة من 2016 إلى 2020، كما شغل منصب رئيس مركز الإعلام والمعلومات الحكومية في منطقة قندهار عام 2015، بحسب "طلوع نيوز".
تحركات دبلوماسية
في سياق آخر، أعلن دبلوماسيون لوكالة "فرانس برس"، أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعقد جلسة مفتوحة، الجمعة، لمناقشة الوضع المتدهور في أفغانستان، فيما تقرر الاجتماع بناء على طلب الحكومة الأفغانية والنروج وإستونيا، وسيقام في الثانية بعد الظهر بتوقيت جرينتش.
وكانت آخر مرة اجتمع فيها مجلس الأمن للبحث في وضع أفغانستان في يونيو الماضي، لكن الوضع في البلد الذي مزقته الصراعات تدهور بسرعة منذ ذلك الحين.
وتستضيف تركمانستان رؤساء دول كازاخستان، وأوزبكستان، وطاجيكستان، وقرغيزستان، المجاورة لأفغانستان، الجمعة، في قمة يُتوقع أن تهيمن على محادثاتها المخاوف من تقدم حركة طالبان.
وتُعقد القمة في بلدة أفازا الساحلية على شواطئ بحر قزوين، فيما يحاول متمردو طالبان السيطرة على عدد من المدن الرئيسية المحاصرة.
وقال الرئيس التركماني قربان قولي بردي محمّدوف، إن الوضع في أفغانستان هو "القضية التي تشغلنا جميعاً"، وفق تصريحات بثّها التلفزيون أثناء استقباله نظيره الطاجيكستاني إمام علي رحمن.
وقال رئيس أركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف، الذي وصل، الخميس، إلى أوزبكستان خلال لقاء مع نظيره الأوزبكي شوكرت خالموخاميدوف، إن "التهديد الرئيسي لمنطقة آسيا الوسطى اليوم يأتي من الجانب الأفغاني".
وشدد فاليري على أن "الانسحاب السريع للقوات الأجنبية من أفغانستان تسبب في تدهور سريع للوضع، وتصعيد للنشاطات الإرهابية"، مؤكداً أن روسيا وأوزبكستان "يجب أن تكونا على استعداد لمقاومة العصابات الإرهابية معاً".
ورغم تأكيدات طالبان أنها لن تهدّد أمن الدول المجاورة في آسيا الوسطى، وإجرائها اتصالات رسمية بهذا الصدد مع أوزبكستان وتركمانستان، إلا أن خبراء يعتبرون أن وضعاً أمنياً متدهوراً في أفغانستان يشكّل تهديداً بحدّ ذاته للمنطقة برمّتها.
مناورات عسكرية
وفي سياق متصل، أطلقت روسيا، الخميس، تدريبات عسكرية مشتركة مع أوزبكستان وطاجيكستان قرب الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان، في وقت تسعى كابول لصد هجوم كاسح تشنه حركة طالبان مستغلة انسحاب القوات الأميركية.
وتجري التدريبات في طاجيكستان في ميدان التدريب في خارب-مايدون على مسافة 20 كيلومتراً فقط من الحدود الأفغانية، ويشارك فيها حوالى 2500 عسكري من روسيا وطاجيكستان وأوزبكستان، بحسب ما جاء في بيان صادر عن القطاع العسكري الروسي الأوسط.
وستستمر التدريبات حتى العاشر من أغسطس الجاري، فيما تجري بشكل موازٍ مناورات عسكرية أخرى بين روسيا وأوزبكستان، بمشاركة 1500 عنصر في ترميز بجنوب أوزبكستان قرب الحدود الأفغانية.
اقرأ أيضاً: