هل بدأ الملء الثاني لسد النهضة؟ مصادر سودانية تؤكد وإثيوبية تنفي

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة بالأقمار الصناعية لبحيرة سد النهضة الإثيوبي بعد بدء الملء الأول. 13 أغسطس 2020. - Getty Images
صورة بالأقمار الصناعية لبحيرة سد النهضة الإثيوبي بعد بدء الملء الأول. 13 أغسطس 2020. - Getty Images
الخرطوم/ دبي -الشرق

قالت مصادر حكومية سودانية لـ"الشرق"، الثلاثاء، إن "إثيوبيا بدأت عملية الملء الثاني لسد النهضة"، مؤكدة أن "هناك عملية تخزين للمياه بدأت فعلياً بالسد"، فيما نفت مصادر إثيوبية هذه المعلومات، ووصفتها بـ"غير الصحيحة".

وأضافت المصادر السودانية: "لن ندخل في عملية تفاوضية جديدة دون ضمانات دولية وآلية جديدة للتفاوض"، وتابعت: "هناك دعوة أو ترتيب لاستئناف التفاوض حول سد النهضة بين الدول الثلاث، السودان ومصر وإثيوبيا".

وأوضحت: "لدينا احترازات لتقليل أضرار الملء الثاني لسد النهضة"، وتابعت: "إثيوبيا عملت على تعلية بعض المباني الداخلية منها الممر الأوسط وعملية الملء أصبحت أمراً واقعاً".

ومن المقرر أن يبدأ المبعوث الأميركي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان، جولة جديدة تشمل السودان ومصر وإثيوبيا للتباحث حول أزمة سد النهضة.

نفي إثيوبي

من جانبها، نفت مصادر بوزارة الري الإثيوبية، لـ"الشرق"، ما تردد عن بدء أديس أبابا عملية الملء الثاني لسد النهضة.

ولم يتطرق المتحدث باسم وزارة الخارجية، دينا مفتي،لأي معلومات حول الملء الثاني خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي، الذي عُقِد الثلاثاء.

وأوضح أن إثيوبيا ماضية في عملية الملء الثاني خلال موعدها المحدد في موسم الخريف الذي يبدأ عادة منتصف أو نهاية يونيو ويستمر حتى أغسطس المقبل.

وبررت مصادر مطلعة نفيها بدء الملء الثاني للسد، بأن "الفترة الحالية في إثيوبيا لا تشهد سقوط أمطار غزيرة حتى تعزز فرضية بدء الملء دون إعلان كما حدث في فترة الملء الأولى، ولذلك فالحديث عن بدء الملء الثاني في هذا التوقيت من العام غير صحيح"، حسب قولها.

وتتفق مصر والسودان على ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم، قبل بدء إثيوبيا الملء الثاني لسد النهضة، لكن إثيوبيا تعارض تلك الخطوة، وترفض كذلك دخول وسطاء في عملية التفاوض القائمة، والتي يقودها الاتحاد الإفريقي.

اهتمام أميركي

كان الرئيس الأميركي جو بايدن، أكد خلال اتصال هاتفي الاثنين، مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، تفهم واشنطن الكامل للأهمية القصوى للحقوق المائية للشعب المصري، مشيراً إلى عزمه بذل الجهود من أجل ضمان الأمن المائي لمصر، و"تم التوافق بشأن تعزيز الجهود الدبلوماسية خلال الفترة المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق يحفظ الحقوق المائية والتنموية لكافة الأطراف" بحسب بيان صحافي للرئاسة المصرية.

وبحسب بيان البيت الأبيض، فقد أقرّ الرئيس بايدن بمخاوف مصر بشأن الوصول إلى مياه نهر النيل وشدد على "اهتمام الولايات المتحدة بالتوصل إلى حل دبلوماسي يلبي الاحتياجات المشروعة لمصر والسودان وإثيوبيا".

وتناول الاتصال تطورات الموقف الحالي لملف سد النهضة الإثيوبي، إذ رحب السيسي بالجهود الأميركية المتواصلة في هذا الصدد، مؤكداً تمسك مصر بحقوقها المائية من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني منصف وملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد.

قضية وجود

وأكد السيسي، في 6 مايو الجاري، أن بلاده "لن تقبل الإضرار بمصالحها المائية أو المساس بمقدرات شعبها"، معتبراً خلال استقباله المبعوث الأميركي الخاص لمنطقة القرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، أن قضية سد النهضة "وجودية بالنسبة لمصر". 

وأوضح أن مصر ما زالت تسعى للتوصل إلى اتفاق عادل ومنصف وملزم لملء وتشغيل سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا، من خلال مسار المفاوضات برعاية الاتحاد الإفريقي. 

وشدد الرئيس المصري على أهمية تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته في حل تلك الأزمة، وأشار إلى "حيوية الدور الأميركي للاضطلاع بدور مؤثر في هذا الإطار".

أمن قومي

وفي بداية الشهر الجاري، قالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق، إن السودان يعطي موضوع الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي أقصى درجات الاهتمام، باعتباره قضية أمن قومي تؤثر على حياة ملايين السودانيين على ضفاف النيل الأزرق والنيل الرئيسي، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السودانية "سونا".

وأكدت الصادق خلال لقائها برئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية ورئيس الاتحاد الأفريقي فيليكس تشيسيكيدي، على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني شامل وملزم بين الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان) بشأن قواعد ملء وتشغيل السد قبل يوليو المقبل.

وكانت اللجنة العليا السودانية المخولة بمتابعة ملف سد النهضة، بحثت استعدادات الفِرق القانونية لمقاضاة شركة "ساليني" الإيطالية (الشركة المنفذة للسد والمقاول الرئيسي للمشروع)، أو الحكومة الإثيوبية.

موعد الملء الثاني

وتدافع إثيوبيا عن سد النهضة باعتباره "ضرورة وجودية"، مشيرةً أنه في حال تشغيله بكامل طاقته سيكون المحطة الكبرى على مستوى القارة السمراء لتوليد الكهرباء، مؤكدةً أنه سيوفر الكهرباء لـ65 مليون مواطن إثيوبي.

وفي فبراير الماضي، قال وزير المياه والري الإثيوبي سيليشي بيكيلي، إن "بناء سد النهضة يسير كما هو مخطط له، ولا توجد وسيلة للهروب من ملء خزان السد في يوليو المقبل"، وفق ما أوردته وكالة "فانا" الإثيوبية.

وقال إن "الملء الثاني لسد النهضة يبدأ في موسم الأمطار المقبل، وإن نسبة 79% من المشروع اكتملت".

تدريب عسكري مشترك

وأعلنت القوات المسلحة السودانية، الجمعة، أن القوات المصرية المشاركة في تدريب "حماة النيل" المشترك بين البلدين، وصلت إلى السودان. وأضافت في بيان نُشر على صفحتها الرسمية في "فيسبوك"، أن "القوات المصرية وصلت إلى قاعدة الخرطوم الجوية، بجانب أرتال من القوات البرية والمركبات التي وصلت بحراً".

وأشار البيان إلى أن التدريب المشترك، المقرر إجراؤه من الـ26 إلى الـ31 من مايو الجاري، يهدف إلى تبادل الخبرات العسكرية وتعزيز التعاون وتوحيد أساليب العمل للتصدي "للتهديدات المتوقعة" للبلدين.