تقرير: قوات تيغراي تحشد للقتال ضد مسلحين من إقليم مجاور

time reading iconدقائق القراءة - 6
جنود من "جبهة تحرير تيغراي " (TDF) يتفاعلون مع الناس عند وصولهم على متن حافلة في ميكيلي  - AFP
جنود من "جبهة تحرير تيغراي " (TDF) يتفاعلون مع الناس عند وصولهم على متن حافلة في ميكيلي - AFP
دبي-الشرق

أفادت صحيفة "غارديان" البريطانية بأن "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" (تي بي إل إف)، تحشد قواتها من أجل قتال فصائل مسلحة من إقليم مجاور في إثيوبيا، إذ انضم آلاف المتطوعين الجدد إلى صفوفها، بعد انسحاب القوات الفيدرالية بعد أكثر من ثمانية أشهر من الحرب.

ونقلت الصحيفة البريطانية في تقرير لها، الثلاثاء، عن شهود في أكسوم (شرق) ومدن أخرى في تيغراي، أنهم رأوا قوافل طويلة من القوات الموالية لـ"جبهة تحرير شعب تيغراي" تتجه غرباً، على ما يبدو لإعادة الانتشار في مواقع، لمواجهة فصائل مسلحة من إقليم أمهرة المجاور.

وقال العديد من الشهود للصحيفة إن مكاتب التجنيد في جميع أنحاء تيغراي مزدحمة، مع عودة العديد من الشباب الذين اختبؤوا من القوات الفيدرالية، وحلفائها من دولة إريتريا المجاورة مجدداً إلى البلدات الخاضعة لسيطرة "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، وشوهدت شاحنات مليئة بالمجندين الجدد في بلدات بوسط تيغراي.

وقبل ثمانية أيام، أعلنت القوات الفيدرالية الإثيوبية وقف إطلاق النار من جانب واحد، وانسحبت من ميكيلي، عاصمة إقليم تيغراي، بالإضافة إلى عشرات البلدات الأخرى.

نقطة نزاع

ورجحت الصحيفة أن نقطة النزاع الأكثر احتمالاً لوقوع أعمال عدائية جديدة هي على امتداد الجبهة الجديدة بين قوات تيغراي، والقوات شبه العسكرية من أمهرة التي قاتلت إلى جانب القوات الفيدرالية النظامية منذ نوفمبر الماضي. 

ووفقاً للصحيفة، اتُهمت القوات الأمهرية بارتكاب عمليات "تطهير عرقي ممنهج" في غرب تيغراي، ولا تزال تحتفظ بقطعة من غرب تيغراي، يريد مسؤولو "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" استعادتها.

وفي أكسوم، حيث اندلع قتال عنيف، ووقعت مذبحة راح ضحيتها المئات ألقي باللوم فيها على القوات الإريترية، مرت عشرات الشاحنات بوسط البلدة، السبت، وعلى متنها مئات المجندين الجدد والمقاتلين الأكثر خبرة.

زيادة عمليات التجنيد

وأشار عمال إغاثة إنسانية متمركزون في المنطقة تحدثوا للصحيفة إلى زيادة في عمليات التجنيد، وحركة المرور العسكرية على الطرق.

وقال عامل إغاثة، طلب عدم الكشف عن هويته: "بشكل مفاجئ هناك الكثير من الحركة. هناك شاحنات مليئة بالجنود والمجندين، ثم هناك الكثير من الأشخاص الذين يتنقلون، ويحاولون العودة إلى منازلهم، ويبحثون عن الأقارب المفقودين، ويحاولون العثور على الطعام، قبل ذلك كانوا ببساطة خائفين للغاية".

كما وردت تقارير عن شبّان يغادرون مخيمات النازحين من تيغراي للانضمام إلى قوات دفاع تيغراي"، كما تُعرف الآن القوات الموالية لـ"جبهة تحرير تيغراي".

وقال مسؤول إنساني في ميكيلي للصحيفة: "لدينا تقارير متعددة عن شباب عادوا من التلال، أو من المزارع النائية وانضموا إليهم".

آبي أحمد يتباهى بـ"قوة جيشه"

والاثنين، تباهى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بقوة جيش بلاده، وقال إن حكومته قادرة بكل سهولة على تجنيد مليون مقاتل جديد، لكنها تريد تعزيز الهدوء في منطقة تيغراي التي شهدت معارك كبيرة.

وأضاف في كلمة الاثنين أمام البرلمان: "يمكن خلال أسبوع أو أسبوعين أو 3 أسابيع تعبئة 100 ألف عنصر من الوحدات الخاصة وتدريبهم وتسليحهم وتنظيم صفوفهم".

وتابع: "وإن لم تكن القوة الخاصة كافية وتبيّن أن هناك حاجة لميليشيا، فيمكن خلال شهر أو شهرين تنظيم صفوف نصف مليون عنصر. يمكن تعبئة مليون شاب وتدريبهم".

لكن آبي أحمد شدد في الوقت نفسه على أن المسؤولين خلصوا إلى ضرورة إرساء "فترة من الهدوء" لتمكين الجميع من التفكير بوضوح.

وتأتي تصريحات آبي أحمد الحاصل على جائزة نوبل للسلام في 2019، بعد أسبوع على سيطرة "قوات جبهة تحرير تيغراي" على ميكيلي عاصمة الإقليم، وإعلان الحكومة الإثيوبية وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد في إطار نزاع مستمر منذ 8 أشهر.

ووصفت "جبهة تحرير تيغراي" سيطرتها على ميكيلي وغالبية المناطق الشمالية في الإقليم بأنه "انتصار كبير"، فيما اعتبر آبي أحمد وغيره من المسؤولين الإثيوبيين أن القوات الفيدرالية نفّذت انسحاباً استراتيجياً للتركيز على تهديدات أخرى.

"قبول وقف إطلاق نار"

والأحد، أعلنت "جبهة تحرير تيغراي" القبول بـ"وقف إطلاق نار مبدئي" في الإقليم الذي استعادت السيطرة على أجزاء كبيرة فيه وسط تراجع الجيش الإثيوبي، مشترطة انسحاب القوات الإريترية من المناطق الشمالية، وكذلك القوات الآتية من إقليم أمهرة المجاور بعد انتشارهما فيه دعماً للجيش الإثيوبي في عمليته العسكرية على السلطات المحلية.

كما طالبت "قوات تحرير تيغراي" بـ"إجراءات كفيلة بمساءلة آبي أحمد و(الرئيس الإريتري) أسياس أفورقي بشأن الأضرار التي تسببا بها"، إضافة إلى تشكيل الأمم المتحدة "هيئة تقصي حقائق مستقلة" في "الجرائم المريعة" التي ارتكبت خلال النزاع.

ولم يتطرّق آبي أحمد خلال كلمته أمام البرلمان إلى هذه الشروط.

وأشارت تقارير أممية إلى أن الحرب في إقليم تيغراي تسببت بخسائر بشرية هائلة وبأزمة إنسانية مروعة، ويقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن 5.2 مليون شخص، أو 91% من سكان تيغراي، يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة.

والأسبوع الماضي استعرضت قوات جبهة تحرير تيغراي في شوارع ميكيلي مجموعة من الأشخاص، قالت إنهم جنود إثيوبيون أسرى.

اقرأ أيضاً: