كازاخستان تطوي صفحة نزارباييف.. 77% يصوّتون لتعديل الدستور

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف يدلي بصوته خلال استفتاء دستوري في مركز اقتراع بالعاصمة نور سلطان. 5 يونيو 2022 - REUTERS
رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف يدلي بصوته خلال استفتاء دستوري في مركز اقتراع بالعاصمة نور سلطان. 5 يونيو 2022 - REUTERS
نور سلطان/ ألما آتا-رويترزأ ف ب

أعلنت مفوضية الانتخابات في كازاخستان، الاثنين، أن 77% من الناخبين أيدوا التعديلات الدستورية التي اقترحها الرئيس قاسم جومارت توكاييف في الاستفتاء الذي جرى الأحد، وبذلك تطوي البلاد صفحة عهد الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف الذي حكم 30 عاماً، إلى أن هزّت سلطته تظاهرات وأعمال شغب.

وقالت المفوضية إن 77.18% من الأصوات تؤيد التعديلات التي تزيل مركزية صنع القرار وتجرد الزعيم السابق نور سلطان نزارباييف من مكانته "كزعيم وطني"، وبلغت نسبة المشاركة 68.06%.

وروّج توكاييف للإصلاح باعتباره أساساً لعقد اجتماعي جديد في الدولة الغنية بالنفط في آسيا الوسطى المتحالفة مع روسيا، ويقول محللون إن التصويت يمكن اعتباره بروفة لمحاولته الفوز بولاية ثانية كرئيس.

واقترح توكاييف حزمة الإصلاح بعد إخماد محاولة انقلابية وسط اضطرابات دامية في يناير وعزل سلفه نزارباييف وأقاربه من مناصب مهمة في القطاع العام.

وكانت الجمهورية السوفيتية السابقة الواقعة في وسط آسيا والغنية بالمعادن والموارد النفطية، شهدت اضطرابات في يناير الماضي أوقعت أكثر من 230 ضحية. وهي أسوأ أعمال عنف شهدتها البلاد منذ استقلالها في 1991، وسبقتها احتجاجات سلمية على ارتفاع أسعار الوقود تطوّرت إلى صدامات بين قوات الأمن ومدنيين.

قبل تلك الاضطرابات، كان الرئيس قاسم جومارت توكاييف (69 عاماً) يعد الذراع اليمنى لنزارباييف البالغ 81 عاما والذي تنحى في 2019 لكنّه احتفظ بنفوذ سياسي كبير.

وشكّلت الاضطرابات التي وقعت في يناير منعطفاً، إذ يبدو أن توكاييف استفاد من الأزمة للتحرر من نفوذ سلفه والتخلص من بعض المقربين منه.

"الكل متساوون"

ومن شأن الاستفتاء على الدستور أن يعدل ثلث بنوده في كازاخستان ويجرد خصوصاً نزاباييف من لقب "زعيم الأمة" الذي يمنحه سلطات واسعة.

كذلك، يلحظ التعديل الدستوري منع مقرّبي القادة من تولي مناصب حكومية رفيعة المستوى، وهو تدبير يبدو أنه يستهدف خصوصا عائلة نزارباييف.

وبحسب توكاييف، يفترض أن يضع الاستفتاء حداً للنظام "السوبر رئاسي" الذي لطالما حصر النفوذ بيد نزارباييف.

وفي "ألما آتا" كبرى مدن البلاد تشكلت طوابير أمام مراكز الاقتراع على ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس. وقال أيان، وهو طالب في الثامنة عشرة صوت للمرة الأولى، إنه يؤيد إلغاء الوضع المميز الذي يتمتع به نزارباييف.

وأكد أن الرئيس السابق "يشغل حيزاً في كتب التاريخ لكن كل المواطنين متساوون أمام الدستور". لكن في العاصمة نورسلطان، أوضح بولات رجل الأعمال البالغ 46 عاماً أنه لن يصوت "لأن الاستفتاء مجرد إجراء شكلي يهدف إلى تعزيز موقع السلطة الحالية".

صراع على السلطة

ولا يزال الغموض يحيط بالأسباب التي أدت إلى أعمال الشغب في يناير وبالجهات التي تقف وراءها. وتسببت أعمال العنف بأضرار كبيرة في وسط "ألما آتا"، علما بأن العاصمة نور سلطان التي سمّيت كذلك تيمّنا بالرئيس السابق في 2018 بقيت بمنأى منها.

واتهم توكاييف "إرهابيين" بالسعي إلى الاستيلاء على السلطة وأعطى توجيهات للجيش بـ"إطلاق النار بهدف القتل" خلال الاضطرابات.

وفي 8 يناير، اعتُقل الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي في كازاخستان كريم ماسيموف، المقرّب من نزارباييف، بتهمة الخيانة بعد إقالته في أعقاب أعمال الشغب التي شهدتها البلاد، ما عزز التكهنات بصراع على السلطة.

وبعد الأزمة، وجّه توكاييف انتقادات علنية لنزارباييف متّهما إياه بحماية "أثرياء" خلال عهده على حساب الشعب. وأوقف ابن شقيق الرئيس السابق، خيرت ساتيبالدي، في مارس واتُهم بالاختلاس.

لكنّ توكاييف نوّه في المقابل بإنجازات سلفه، أحد الكوادر السابقين للحزب الشيوعي. وعمل على تطوير البلاد الباردة والقاحلة والمليئة بالسهوب بالاعتماد على مواردها النفطية.

ويقيم كل من نزارباييف وتوكاييف علاقات وثيقة مع روسيا المجاورة، بالتوازي مع شراكات مع الغرب والصين.

وخلال أعمال الشغب طلب توكاييف من روسيا المساعدة، فأرسلت قوات لإعادة إرساء الأمن في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التحالف العسكري بقيادة موسكو.

ويؤكد الكرملين أن لا خلفيات سياسية لهذا التدخل.

ومنذ أزمة يناير، لم تسجل أي إطلالة علنية لنزارباييف، لكنه دعا في مقابلة أجريت معه الاثنين إلى التصويت لصالح التعديلات الدستورية.

تصنيفات