كورونا في الصين مجدداً.. إقالات وإغلاقات وسلالة جديدة من "أوميكرون"

time reading iconدقائق القراءة - 6
سكان مدينة جيلين يخضعون لاختبارات الحمض النووي لفيروس كورونا بمقاطعة جيلين شمال شرقي الصين - 12 مارس 2022 - AFP
سكان مدينة جيلين يخضعون لاختبارات الحمض النووي لفيروس كورونا بمقاطعة جيلين شمال شرقي الصين - 12 مارس 2022 - AFP
بكين/ دبي -أ ف بالشرق

في الوقت الذي تستمر فيه أعداد الإصابات والوفيات نتيجة الإصابة بفيروس كورونا بالانخفاض في أغلبية مناطق العالم، تشهد الصين بؤرة انتشار الفيروس أخطر تفشٍّ منذ عامين، إذ سجّلت الأحد 3393 إصابة جديدة، فيما فرضت إغلاقاً جزئياً في مدينة بشمال شرقي البلاد، في حين أقيل عدد من المسؤولين على خلفية الزيادة في الإصابات بالفيروس. 

وفي ضوء ارتفاع عدد الإصابات في كلّ أنحاء البلاد، أُغلقت السلطات المدارس في شنجهاي، وفرضت أيضاً حجراً في كثير من المدن الشمالية الشرقية، في وقتٍ تعمل نحو 19 مقاطعة على احتواء بؤر تفشٍّ محلية للمتحورين "أوميكرون" و"دلتا".

إغلاق جزئي

وفُرض إغلاق جزئي في مدينة جيلين بمقاطعة جيلين الواقعة شمال شرق الصين، والتي يبلغ عدد سكانها 3.6 مليون شخص، وفق ما أعلن مسؤول الأحد، بسبب ارتفاع الإصابات بكورونا.

وقال تشانج يان، مسؤول الصحّة في جيلين ثاني أكبر مدينة في المقاطعة الواقعة على الحدود مع روسيا وكوريا الشمالية، خلال مؤتمر صحافي، إنّ تفشّي الإصابات يُظهر أنّ "انتشار المتحوّر أوميكرون خفيّ وشديد العدوى وسريع، ويصعب اكتشافه في المراحل المبكرة".

وعلى الرغم من أنها تكبدت خسائر فادحة بالأرواح منذ رُصِد الفيروس أوّل مرّة أواخر 2019 في مدينة ووهان، اعتمدت الصين سياسة "صفر كوفيد"، وعززتها من خلال فرض إغلاق وقيود على السفر واختبارات جماعيّة للسكان عند ظهور بؤر تفشٍّ للفيروس، وحققت نجاحاً أكبر بكثير من أي دولة كبيرة أخرى في السيطرة على الفيروس منذ ذلك الحين.

وبعد تبني استراتيجية عدم التسامح مطلقاً مع الفيروس خلال معظم العامين الماضيين، تحولت الصين في الأشهر الأخيرة إلى استراتيجية "الصفر الديناميكي"، التي بموجبها تسامح القادة الوطنيون مع الظهور العرضي لعدد قليل من الحالات في المدينة، شريطة أن يقوم قادة المدينة بعد ذلك بالقضاء بسرعة على جميع الحالات الأخرى، كما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز".

لكنّ التفشي الأحدث للفيروس، المدفوع بالمتحور "أوميكرون" شديد العدوى، يُمثّل تحدياً كبيراً لهذه السياسة، إذ قال مسؤولون محليون، إن سكان جيلين خضعوا لـ 6 جولات من الاختبارات الجماعية، حيث سجلت هذه المدينة الأحد 500 إصابة بـ "أوميكرون".

إقالات

فضلاً عن ذلك، أفادت وسائل إعلام حكومية بأن عمدة جيلين ورئيس لجنة الصحة في تشانجتشون أقيلا من وظيفتيهما السبت، فيما ذكرت صحيفة "ساوث مورننج شاينا بوست"، أن مسؤولاً كبيراً في إحدى الجامعات الصينية بالمدينة أقيل أيضاً، بعد إصابة عشرات الأشخاص بالفيروس في سكن الطلاب.

وأفادت لجنة الحزب بمقاطعة جيلين في إشعار مقتضب، إن تشانج ليفنج، سكرتير الحزب الشيوعي والمدير الأعلى لجامعة جيلين للعلوم والتكنولوجيا الزراعية، أقيل بعد ظهر الخميس.

وأعلنت لجنة الصحة المحلية أن نتائج اختبار 57 شخصاً كانت إيجابية في سكن جامعي لم يذكر اسمه، لكنه يقع في حي جيوزان بالمدينة، حيث توجد الجامعة الزراعية التي تضم نحو 13 ألف موظف وطالب.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم منع سكان جيلين من مغادرة منازلهم لمدة أسبوع، باستثناء الأسباب الطبية أو غيرها من الأسباب العاجلة، ويُسمح لشخص واحد من كل منزل بالخروج كل يوم للتسوق من أجل الضروريات.

سلالة فرعية

وعثر على سلالة فرعية من "أوميكرون" في المدينة الأكثر تضرراً في أحدث تفشٍّ للمقاطعة، إذ تم إغلاق المراكز التجارية بالمدينة لمدة أسبوع، مع استثناءات لمقدمي الخدمات الأساسيين والشركات التي تتطلب الإنتاج المستمر.

والجمعة، تم إغلاق مدينة تشانجتشون المجاورة، وهي قاعدة صناعية تضم 9 ملايين شخص، وستبدأ تشغيل مستشفى مؤقت بسعة 1500 سرير، كما أغلقت مدينتا سيبينج ودونهوا، وكلاهما في مقاطعة جيلين، يومي الخميس والجمعة، وفقاً لتقارير رسمية.

كذلك، قالت السلطات المحلية إن مدينة هونتشون، المتاخمة لروسيا وكوريا الشمالية، أُغلِقت في الأول من مارس الجاري، وذكرت وكالة "شينخوا" السبت أنه تم بناء ثلاثة مستشفيات مؤقتة في المدينة لعلاج مرضى فيروس كورونا. 

ووصفت نائبة رئيس الوزراء الصيني سون تشون لان، التي تقود العمل الوطني لمكافحة الوباء، حالات التفشي بأنها "معقدة وشديدة".

وقالت في اجتماع لبحث مكافحة الوباء، السبت: "من أجل معالجة انتشار أوميكرون، يجب أن نشجع اختبارات الحمض النووي، وأن نسمح للجمهور بشراء الاختبارات بأنفسهم للكشف المبكر".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات