نتنياهو عقب تصدر عينات نتائج انتخابات إسرائيل: نحن أمام نصر كبير

time reading iconدقائق القراءة - 10
بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود أمام حشد من أنصاره في القدس عقب تصدر تحالفه لعينات نتائج الانتخابات الإسرائيلية- 2 نوفمبر 2022 - AFP
بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود أمام حشد من أنصاره في القدس عقب تصدر تحالفه لعينات نتائج الانتخابات الإسرائيلية- 2 نوفمبر 2022 - AFP
دبي/ القدس-الشرق

تعهد زعيم حزب الليكود الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتشكيل "حكومة وطنية تهتم بالجميع"، معتبراً أنها "ستعيد الأمن والقوة والحكمة لإسرائيل".

وأظهرت نتائج رسمية جزئية للانتخابات بعد فرز 80% من الأصوات، ارتفاع مقاعد معسكر نتنياهو إلى 65، وهو عدد أكثر من كاف للحصول على الأغلبية في الكنيست وتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، فيما حصل تكتل رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد على 50 مقعداً.

وأظهرت هذه النتائج تجاوز "القائمة العربية الموحدةً" بقيادة منصور عباس نسبة الحسم، في حين لم يتجاوز حزبيْ "ميرتس" و"التجمع الوطني الديمقراطي" النسبة.

وبحسب النتائج، حصل حزب الليكود على 31 مقعداً، "يش عتيد" 24 مقعداً، و"الصهيونية الدينية" على  14 مقعداً، و"معسكر الدولة" على 12، و"شاس" 11، و"يهودت هتوراة" 9 مقاعد، و"يسرائيل بيتنا" 5 مقاعد، والقائمة العربية الموحدة 5 مقاعد، و"العمل" على 4 مقاعد، و"الجبهة والتغيير" 5 مقاعد.

وكالة "أسوشيتدبرس" قالت إنه إذا صحت مؤشرات النتائج الأولية، فإن إسرائيل تتجه إلى واحدة من أكثر الحكومات يمينية في تاريخها، مدعومة بشكل قوي من حزب "الصهيونية الدينية" القومي المتشدد، والذي يستخدم أعضائه لغة تحريضية ضد العرب.

وقالت إن النتائج الأولية تشهد تواصلاً في التوجه المتزايد نحو اليمين لدى الناخبين الإسرائيليين، ما يضعف من آمال السلام مع الفلسطينيين، ويمهد الطريق أمام نزاع محتمل مع الإدارة الأميركية والدعم الذي تلقاه إسرائيل في الولايات المتحدة.

"نصر كبير"

نتنياهو الذي بات يقترب من تشكيل الحكومة قال الأربعاء، أمام حشد من أنصاره بمقر الحزب في القدس، في مظهر وبلهجة توحي باحتفاله مبكراً بالانتخابات: "نحن أمام نصر كبير.. لقد حصلنا على تصويت هائل بالثقة". 

وأضاف: "أملك خبرة، لقد خضت عدة انتخابات، وعلينا انتظار النتائج النهائية، لكن طريقنا، طريق الليكود، أثبت أنه الطريق الصحيح، نحن أقرب إلى نصر كبير".

واعتبر رئيس حزب الليكود، الذي يقترب من ولايته السادسة كرئيس للوزراء، أن النتائج الأولية تعبر عما تعرضت له إسرائيل خلال عام ونصف العام، في إشارة إلى حكومة نفتالي بينيت ويائير لبيد، وقال: "الشعب يريد طريقاً مختلفاً، يريد حكومة مختلفة ذات خبرة، الشعب يريد حكومة تعتني بهم".

وأوضح أنه إذا ثبت أن نتائج استطلاع العينات تعبير عن النتائج النهائية الحقيقية، فسوف "نقدم سياسة متزنة ومسؤولة ومتوازنة، ولن ندخل في مغامرات".

وتابع: "سنعمل على رأب الصدع، لن نعمل فقط من أجل السلام مع جيراننا ولكن أيضاً من أجل السلام فيما بيننا بإسرائيل".

وقال إنه سيسعى لتشكيل "حكومة وطنية تهتم بكل مواطني إسرائيل دون استثناء لأنها دولة الجميع".

وبينما كان أنصاره يهتفون باسمه قائلين: "بيبي ملك إسرائيل"، في إشارة إلى الاسم المعروف به، قال نتنياهو: "أحب أن أشكر كل مواطني إسرائيل، لقد رأيت اليوم أموراً مدهشة، مواطنون تزيد أعمارهم عن 90 أو 100 عام وقفوا في الطوابير للإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات لأنهم يدركون أنها حاسمة".

وأظهرت عينات النتائج هوامش ضئيلة للغاية، كما كان متوقعاً في الدولة المنقسمة بشدة، والتي أجريت، الثلاثاء، انتخاباتها الخامسة في أقل من 4 سنوات، لكن المؤشرات الأولية تبدو إيجابية بالنسبة للزعيم اليميني نتنياهو.

ووصلت نسبة التصويت العامّة لانتخابات الكنيست الـ25، إلى نحو 71.3%، بعد إغلاق صناديق الاقتراع، في الساعة العاشرة من مساء الثلاثاء، وهي الأعلى منذ انتخابات عام 2015، بحسب المعطيات الصادرة عن لجنة الانتخابات المركزية. وتجاوز عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم 4.8 مليون.

وكانت التوقعات الأولى تشير إلى أن حزب نتنياهو وحلفاءه حصدوا ما يتراوح بين 61 و62 مقعداً.

وبحسب عينات النتائج التي أجرتها 4 شبكات إعلام إسرائيلية، فاز حزب الليكود اليميني بالمركز الأول بحصوله على 30 أو 31 مقعداً في البرلمان (الكنيست) المكون من 120 عضواً.

وقال رئيس المعهد الإسرائيلي الديمقراطي يوهانان بليسنر لوكالة "فرانس برس"، "تشير استطلاعات الرأي إلى توجه ما لكن من المهم أيضاً ملاحظة أنه كان هناك تناقضات بين هذه الاستطلاعات والنتائج الفعلية في الجولات السابقة للانتخابات".

ويحاكم نتنياهو بتهم تتعلق بالفساد لكنه ينفيها بشدة، كما أنها لم تؤثر بشكل واضح على مؤيديه. 

معسكر لبيد ينتظر النتائج النهائية

وكشفت الاستطلاعات عن حصول معسكر اليسار والوسط بقيادة رئيس الوزراء الحالي يائير لبيد على 54 مقعداً.

ويبدو أن حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل) برئاسة رئيس الوزراء يئير لبيد سيحلّ في المركز الثاني، حسب التوقعات التي منحته ما بين 22 و24 مقعداً. وبذلك تكون الكتلة "المناهضة لنتنياهو" ككل لم تحقق أي انتصار، وفقًا للتوقعات الأولية لشبكات التلفزيون الإسرائيلية.

وأكد لبيد في خطاب أمام مؤيديه على ضرورة "انتظار النتائج النهائية". وأضاف "لم يتم إقرار أي شيء، سنتحلى بالصبر.. سنواصل ما قمنا به، كفاحنا من أجل دولة يهودية وديموقراطية وليبرالية وحديثة". 

وجاءت انتخابات، الثلاثاء، بعد انهيار تحالف من 8 أحزاب متباينة كان قد أطاح صيف العام الماضي بنتنياهو منهياً مسيرته في رئاسة الوزراء بعد 12 عاماً متواصلة في المنصب، وهي الأطول في تاريخ إسرائيل.

كان لبيد مهندس التحالف الأخير برئاسة نفتالي بينت الذي ضم للمرة الأولى حزباً عربياً "القائمة العربية الموحدة -الحركة الإسلامية" برئاسة منصور عباس، وضم يساريين ووسطيين ويمينيين.

وانفصل عباس عن القائمة العربية المشتركة في عام 2021 ما مهد لانضمامه الى الائتلاف.

وقال النائب العربي في الكنيست: "اليوم، نعيده (نتنياهو) إلى السلطة، نقدم له هدية لأننا سلبيين". 

وقال الناخب فارس منصور من بلدة الطيرة (وسط): "حاول (عباس) لكنه لم يأت بشيء، لا تغيير ولا أموال".

الأحزاب العربية

على صعيد فلسطينيي الداخل، أظهرت النتائج الأولية حصول القائمة الموحدة (العربية) على 5 مقاعد مقابل 4 مقاعد للجبهة العربية للتغيير، فيما لم يفلح التجمع الوطني الديمقراطي (العربي) في اجتياز نسبة الحسم اللازمة لدخول الكنيست، والتي تبلغ 3.25% من إجمالي المصوتين.

وإذا تجاوز الحزب نسبة الحسم بعد فرز جميع الأصوات فسيطرأ تغيير على الحصيلة النهائية ما يسدد ضربة قاسمة لنتنياهو.

وقال رئيس التجمع للقناة 11 الإسرائيلية: "إذا كانت أرقامنا أعلى بقليل من الساعة 8 مساء وهو ما أتوقعه فإن ذلك سيجعلنا نتجاوز العتبة الانتخابية". 

أما المرشحة من حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة عايدة توما سليمان فقالت إن "وجود الفاشيين إلى جانبه (نتنياهو) يقلقنا أكثر من أي شيء آخر". وأضافت "إنه يوضح توجه الدولة وما ينتظر الفلسطينيين الذين يعيشون في هذا البلد".

حكومة يمينية كاملة

سيلعب زعيم اليمين المتشدد إيتمار بن غفير دوراً محورياً في مساعدة نتنياهو على العودة إلى السلطة مع حزب "الصهيونية الدينية" الذي يتزعمه، إذ تشير النتائج الأولية إلى حصوله على 14 مقعداً. 

وكان بن غفير وعد، الثلاثاء، بتشكيل "حكومة يمينية كاملة" بزعامة نتنياهو، وقال مخاطباً مناصريه بعد صدور النتائج الأولية: "صوّت الجمهور للهوية اليهودية.. حان الوقت أن نعود لنكون سادة بلدنا". 

أما وزير العدل جدعون ساعر، زعيم حزب "تكفا حداشا" (أمل جديد)، فاعتبر انتخاب "ائتلاف من المتطرفين" مخاطرة لإسرائيل.

وتتزامن الانتخابات في إسرائيل مع تصاعد العنف في القدس الشرقية والضفة الغربية اللتين احتلتهما إسرائيل في العام 1967، ما أسفر عن مصرع 29 فلسطينياً و3 إسرائيليين في الضفة الغربية منذ مطلع أكتوبر، وفق حصيلة "فرانس برس".

وفيما اعتبر الكثير من المرشحين أن الأمن مصدر قلق، لم يقم أي منهم بحملة على أساس برنامج لإحياء محادثات السلام المتوقفة مع الفلسطينيين.

من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الأربعاء، أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية المتوقعة تظهر تنامي مظاهر "التطرف والعنصرية". 

اقرأ أيضاً:

 

 

تصنيفات