رئيس سريلانكا يحدد موعد تنحيه في مسعى لحل الأزمة المتفاقمة

time reading iconدقائق القراءة - 5
متظاهرون يحتجون أمام الأمانة الرئاسية في العاصمة السريلانكية كولومبو - 9 يوليو 2022 - REUTERS
متظاهرون يحتجون أمام الأمانة الرئاسية في العاصمة السريلانكية كولومبو - 9 يوليو 2022 - REUTERS
دبي -وكالات

وافق الرئيس السريلانكي جوتابايا راجابكسا على التنحي الأسبوع المقبل بعدما فر من مقره الرسمي في العاصمة كولومبو، قبيل اقتحام متظاهرين غاضبين المجمع الرئاسي ومكاتب الرئاسة المجاورة، احتجاجاً على أزمة اقتصادية غير مسبوقة تشهدها البلاد منذ أشهر.

وقال رئيس البرلمان السريلانكي ماهيندا أبيواردانا في تصريح تلفزيوني إن "الرئيس جوتابايا راجابكسا قال إنه سيتنحى في 13 يوليو لضمان انتقال سلمي للسلطة"، مطالباً الناس بـ"احترام القانون والحفاظ على السلام".

جاء ذلك بعد دعوة رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكرمسينغ، التالي في خلافة راجابكسا، والذي أبدى هو كذلك استعداده للتنحي لإفساح المجال أمام حكومة وحدة وطنية، على الفور إلى اجتماع طارئ للحكومة بحثاً عن "حل سريع" للأزمة، داعياً كذلك قادة الأحزاب السياسية للانضمام إلى هذا الاجتماع.

في غضون ذلك، دعا زعماء العديد من أحزاب المعارضة الرئيس إلى التنحي، حيث قال زعيم حزب "حرية سريلانكا" والرئيس السابق مايتريبالا سيريسينا إنه "يتعين على الرئيس ورئيس الوزراء الاستقالة على الفور. إذا لم يحدث ذلك، فسوف تتفاقم الاضطرابات السياسية".

ووفقاً وكالة "رويترز"، قدم رئيس البرلمان للرئيس السريلانكي أبرز مطالب قادة الأحزاب السياسية والتي تضمنت:

  • تقديم الرئيس ورئيس الوزراء استقالتهما على الفور.
  • يعقد البرلمان جلسة في غضون 7 أيام لتعيين رئيس بالإنابة.
  • تعيين حكومة مؤقتة تشمل مشاركة جميع الأحزاب برئاسة شخصية تتمتع بأغلبية في البرلمان.
  • الدعوة للانتخابات خلال فترة وجيزة وتعيين حكومة جديدة.

استمرار المظاهرات

وكان آلاف الأشخاص انتشروا في محيط مقر إقامة الرئيس، للمطالبة باستقالته، متهمين الحكومة بسوء إدارة أزمة خانقة مستمرة منذ أشهر في بلد يعد 22 مليون نسمة.

وبينما اندفعت حشود نحو بوابات القصر الرئاسي، أطلق الجنود الذين كانوا يحرسون المجمع النار في الهواء لوقف تقدمهم، إلى أن نُقل راجابكسا إلى مكان آمن.

وتجمع مئات الآلاف في الشوارع المحيطة بحسب تقديرات الشرطة، بينما تمكن المئات من دخول القصر بعد فرار الرئيس مباشرة.

وقال موظف حكومي كبير لوكالة "فرانس برس" "نحن بانتظار التعليمات". وأضاف "ما زلنا نجهل مكان وجوده لكننا نعرف أنه مع البحرية السريلانكية وهو بأمان".

وبثت محطات خاصة مشاهد لموكب سيارات، يبدو أنه تابع للرئيس في مطار سريلانكا الدولي، لكن لم يرد تأكيد حول ما إذا كان غادر الجزيرة.

وبعد وقت قصير على اقتحام الحشود القصر الرئاسي، سيطر متظاهرون على مكاتب قريبة للرئيس. وحاولت قوات الأمن تفريق الحشود الغفيرة المنتشرة في المنطقة التي تضم مكاتب إدارية.

ونقل 3 أشخاص إلى المستشفى بعد إصابتهم بطلقات، كما تلقى 36 شخصاً العلاج من ضيق التنفس جراء إطلاق الغاز المسيل للدموع، بحسب متحدثة باسم المستشفى الرئيسي في كولومبو.

تعاني سريلانكا منذ أشهر من نقص المواد الغذائية والوقود وانقطاع الكهرباء وتضخم متسارع، بعد نفاد العملات الأجنبية الضرورية لاستيراد سلع حيوية.

وتوافدت حشود كبيرة إلى العاصمة للمشاركة في تظاهرة، السبت، في مشهد جديد للاضطرابات الناجمة عن الأزمة الاقتصادية.

وألغت الشرطة أمراً بحظر التجول صدر الجمعة، بعد أن هددت أحزاب المعارضة ونشطاء يمينيون ونقابة المحامين بملاحقة قائد الشرطة قضائياً.

وتجاهل آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة أمر منع التجول، بل أجبروا سلطات سكك الحديد على تشغيل القطارات لنقلهم إلى كولومبو للانضمام لتظاهرة السبت، وفق مسؤولين.

وقال المسؤول في وزارة الدفاع إن "حظر التجول لم يكن عائقاً، في الحقيقة شجع مزيداً من الناس على النزول إلى الشارع في تحد للقرار"، وأضاف "تولى ركاب قيادة قطارات للقدوم إلى كولومبو".

واستنفدت سريلانكا كامل إمدادات البنزين تقريباً، لكن المتظاهرين المدعومين من الأحزاب استأجروا حافلات خاصة للتوجه إلى العاصمة.

ويعتصم المتظاهرون منذ أشهر أمام مكاتب راجابكسا المطلة على البحر للمطالبة باستقالته احتجاجاً على سوء إدارة الحكومة للأزمة.

تخلفت سريلانكا عن سداد دينها الخارجي البالغ 51 مليار دولار، وتجري محادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن صفقة إنقاذ.

تصنيفات