
قال المبعوث الأميركي لشؤون إيران، إليوت أبرامز: إن الولايات المتحدة تتفق مع كلمة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء، بشأن ضرورة وجود آلية نافذة تمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.
وأضاف أبرامز في تصريحات خاصة لـ"الشرق"، أن السياسة الأميركية تسعى إلى التوصل لاتفاق شامل مع إيران، من خلال التفاوض، لافتاً إلى أن "الاتفاق السابق فيه الكثير من الشوائب، إذ بدل أن يعرقل جهود طهران، سمح لها بتطوير برنامجها النووي".
وفي تعليقه على تصريحات نائب وزير الخارجية الروسية، سيرغي ريبكوف، بأن هناك "فرص تعاون بين موسكو وطهران بعد انتهاء حظر السلاح على إيران في أكتوبر المقبل"، اعتبر أبرامز أن "هذا الأمر يشكل مصدر قلق للولايات المتحدة".
وتابع: "نعرف أن إيران خالفت حظر الأسلحة المفروض من قبل الأمم المتحدة، وأوصلت السلاح إلى حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن. ونحن نشعر بالقلق إزاء عدم احترام طهران لحظر الأسلحة الذي مددناه إلى أجل غير مسمى".
وأضاف المبعوث الأميركي: "يُقلقنا أيضاً عدم احترام روسيا لهذا الحظر، ونرى أنه يشكل خطراً كبيراً، لكن على الجميع أن يدرك أن عقوباتنا ستستهدف أي شخص أو شركة أو مصرف يتضح أنه ضالع في نقل الأسلحة من وإلى إيران، وعلى كل من يهتم بالاستقرار في الشرق الأوسط أن يكون قلقاً بشأن هذا".
وعن قدرة الإدارة الأميركية على تطبيق آلية العقوبات الأحادية "سناب باك" في ظل عدم الاعتراف الأممي والأوروبي، بالعقوبات الأميركية، قال أبرامز: "لا يهم ما تقوله الحكومات أو وزراء الخارجية (الاتحاد الأوروربي)، نحن سمعنا هذا الرأي عام 2018، حين قال البعض إن العقوبات الأميركية أحادية الجانب على إيران لن تكون ذات تأثير كبير، في حين تبيّن أن أثرها كان كبيراً جداً، وذلك لأن تبعات التورط مع إيران تقع على عاتق مسؤولي الشركات والمصارف حول العالم".
وأكد أن "واشنطن ستعزز الحوار مع شركائها الأوروبيين بشأن الرؤية الأميركية لاتفاق شامل مع طهران يمنعها تماماً من امتلاك أسلحة نووية، ولا سيما أن إيران أكثر دولة في رعاية للإرهاب على مستوى العالم".
وفي إجابته عن سؤال عمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستلجأ للقوة العسكرية لضمان تطبيق العقوبات على إيران أم لا، قال أبرامز: إن "العقوبات لا تجري على هذا النحو، فهي مالية واقتصادية، وسوف تفرضها وزارة التجارة والخزانة الأميركية، وإلى حد ما وزارة الخارجية. لذا فالعقوبات لا يجري تطبيقها من خلال العمل العسكري".
وشدد المبعوث الأميركي، على أن "الولايات المتحدة لديها قوات عسكرية في الشرق الأوسط وقادرة على الدفاع عن مصالحها وسفاراتها بالمنطقة".
وفي سؤال عن قدرة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على ضمان تحقيق نتائج ملموسة من العقوبات، قال أبرامز: "نحن نطالب نظام طهران بأشياء لا يريد فعلها، فهو يرفض التخلص من برنامجه النووي، ولا يقبل التوقف عن دعم حزب الله، للسيطرة على لبنان والعراق".
وختم المبعوث الأميركي لشؤون إيران، تصريحاته لـ"الشرق" بالتأكيد على أن طهران "لن ترضخ إلا في ظل وجود ضغوط قوية، والنظام هناك ينتظر نتائج الانتخابات الأميركية، ومن الصعب علينا التنبؤ كيف يفكرون، ولكننا مستمرون في الضغط على النظام الإيراني، ونعتقد أن ذلك سيجعلهم يدركون أن لا خيار آخر أمامهم سوى الموافقة على مطالبنا".